كمامات فرعونية لترويج السياحة المصرية
أن تستخرج من المحنة منحة ذاك هو الذكاء بعينه، فكلنا نعلم أن جائحة فيروس كورونا جاءت واجتاحت كل شيء، بل وتسببت بخسائر عديدة للجميع خاصة العاملين بالسياحة، ولكن كان سعيد الوزيري المرشد سياحي بجنوب سيناء وشرم الشيخ والأقصر، فكر بحنكة كي يبحث عن مصدر رزق له، وكي يروج للسياحة المصرية بطريقة ذكية ودوبلوماسية.
وبدأ سعيد البالغ من العمر 45 والذي يعمل في الآثار منذ عام 1993 متجولا بين محافظات مصر أسوان، في تصنيع كمامات من البردي منقوش عليها رسومات فرعونية، قائلا: "حينما وجدت بعض التجار نفذوا الرسومات على الأقمشة خطرت الفكرة ببالي، وقد شكلتها من نبات البردي، لأنني صنعت قبل ذلك من ورق البردي أحزمة رجالي، وأحذية وشنط كابات حريمي، والحمد لله عندما نفذتها ونشرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت عليها طلب كبير".
وأضاف "الوزيري" فى تصريح خاص لـ"الزمان" أن الناس يعتقدون أن الكمامة مصنوعة من ورق البردي الجاف الموجود بالبازارات ومحلات التحف والأنتيكات، ولكن الموضوع عكس ذلك تماما فنبتة البردي أقطفها وهي فى عمر معين، بحيث يكون الجزء الأعلى لم ينضج بعد، ثم أقوم بتقطيعه لشرائح وأسحب منه المادة السكرية، وبعد سحب المادة السكرية تصبح الورقة رطبة وأكثر ليونة، وتصبح خامتها مثل القماش.
وأوضح أن تلك الكمامة المصنوعة من كتان البردي والتى تبلغ قيمة الواحدةمنها 25 جنيها، يمكن طويها وفردها وتشكيلها، وأما البردي الموجود فى البازارات لم تسحب منه المادة السكرية ومضافة له بعض المواد الكميائية أيضا فيصبح جاف، ولكن الكمامات تمتاز بالملس الناعم اللين المنقوش بالرسومات الفرعونية، وقد طلبت مني العديد من الهيئات تلك الكمامة مثل متحف المجوهرات الملكي بالأسكندرية، وبعض الأثريين طلبوا مني أيضا، وبعض مديريات التفتيش مثل بني سويف وحلوان وإسكندرية، وحاليا يريدون نقل الفكرة لوزير الآثار الدكتور خالد العناني.
وتلك الكمامات ليس العمل الفني الوحيد، بل أيضا قمت بالمشاركة في معارض بألمانيا، وفرانكفورت وكوبنهاجن الدنمارك وهنوفر، وقمت بعمل 3 معراض في بيروت، وتلك الأعمال خاص بي لأني لا اعتمد على السياحة فالجميع يعلم أنها يوم ترفعك لأعلى ويوم آخر قد يسوء الحال بسبب الظروف، على سبيل المثال عندما جاءت جائحة كورونا، توقفت الزيارة للأماكن الأثرية.