رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

هوس عمليات التجميل يوقع السيدات فى المحرمات

أدى هوس الفتيات بزيادة جمالهن وإخفاء عيوبهن الطبيعية إلى الخضوع إلى عمليات التجميل المختلفة، والتى تهدف إلى تصغير الأنف، أو نحت الوجنتين، ولكن البعض منهن تخشى فعل ذلك احتراما لحرمات الله، وحتى لا يغيرن الخلقة التى ولدن عليها ابتغاء مرضاة ربهن، ولكن ظهرت بعض العمليات التى تتحايل على الشرع حتى يجنوا أموالا منها، ويجنوا عددا كبيرا من الزبائن.

وقد ظهرت مؤخرا عمليات لإقناع الفتيات أنها ليست حراما ولا تؤثر بأى ضرر، مثل حقن الـ"جلوتاثيون" لتفتيح وتوحيد لون البشرة، وحقن الـ"بى بى جلو"، والتى أشيع أن أطباء التجميل يضعن طبقة من كريم الأساس تحت الجلد، وبسؤال "الزمان" لبعض مراكز التجميل عن مثل هذه الحقن، قالت إنها إحدى المواد المضادة للأكسدة التى يمكن الحصول عليها بشكل طبيعى من خلال عدة مصادر غذائية، وتعمل على تقليل مستويات الميلانين فى الخلايا ومن ثم يجعل سطح الجلد يبدو أفتح لوناً من الدرجة اللونية الأصلية من درجة إلى 3 درجات.

وأضاف المركز التجميلى أن مثل هذه الحقن يستخدم لعلاج التصبغات والبقع الداكنة والشحوب والكلف والشوائب بالجسم والوجه، وبالنسبة لحقن الـ"بى بى جلو" لعمل ميك أب دائم وفى جلسة واحدة، وغالبا تكون معه جلسة لتوريد الشفايف الدائم.

وأكد المركز أن مثل هذه الجلسات تعمل على توحيد لون البشرة للوجه، وإخفاء بقع حمراء أو ندوب، وكأن الوجه مغطى بطبقة مثالية من الفاونديشن دون لمسها أو استخدام إسفنجة، فتظلّل عيوب وشوائب البشرة كلّها وتدوم نتائجه لفترة طويلة تتراوح بين 6 أشهر إلى 9 أشهر، وتعتمد آليّته على استخدام إبر ناعمة ودقيقة على كامل البشرة، لتحفيز إنتاج المزيد من الكولاجين والإيلاستين، فيحقن هذا بجهاز يدوى على عمق 1 ملم تحت البشرة تماماً وتستغرق الجلسة حوالى ساعة واحدة.

أما بالنسبة لعمليات "المايكروبليدنج" أشار القائمون على المركز التجميلى إلى أنه عبارة عن تقنية وشم شبه دائمة للحواجب فتبدو وكأنها طبيعية تماماً، عن طريق ملء الفراغات وتحديد شكل الحاجب وتكثيف شعيراته، كما يتم التشاور بين المتخصص والمرأة التى ستخضع لها، حول رسمة الحواجب ولون الشعيرات الملائمة للون البشرة، يتم تنظيف منطقة الحاجب وتخديرها، من ثم يُستخدم قلم مخصص للرسم على منطقة الحاجب، يتم من خلاله رسم كل شعرة على حدة.

وبالنسبة لحكم تلك العمليات فى الشرع، وردا على سؤال نقض الوضوء من غيره، يقول الشيخ أحمد شاكر الواعظ بالأزهر الشريف أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان فى أحسنِ صورة، ووهبه عقلاً راجحاً، وفكرا سليما ليحسن استغلال ما وهبه الله تعالى ولا يسىء التصرّف بها، حيث نص الشرع على منع جميع إيذاء النفس البشريّة، وعمليات التجميل أو الوشم على الجسم بالرسومات المختلفة فيه تغيير للصورة التى أوجد الله الإنسان عليها.

وأضاف "شاكر" لـ"الزمان" أن بالنسبة لعمليات التجميل الحديثة المشكوك فى حكمها الشرعى يمكننا القياس على الأسس التى حرم الإسلام بها تلك العمليات، فمثلا إذا كانت المادة التى توضع هى مادة عازلة غير معالجة تشبه الوشم فهى محرمة بالطبع، بل وتنقض الوضوء لأنه مثلها مثل الأكلادور، أما إذا كانت مادة كميائية معالجة يتشربها الجلد فلا بأس بها.

وأوضح الواعظ بالأزهر الشريف أن الوشم الذى يحدث بحواجب المرأة باختلاف أنواعه محرم سواء الوشم الثابت أو المُؤقّت الذى يزول سريعاً الخاص بتلوين محيط الشفاه أو الحواجب، أو إصلاح عيوب لون الجلد، فهو محمر بدليل قول الله عز وجل: "وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ"، لأنه من تغيير خلق الله، ودليل السنة النبوية قول النبى صلّى الله عليه وسلّم: "لعَنَ اللهُ الواصلةَ والمستوصِلةَ، والواشمةَ والمستوشِمة".

واختتم: "أن اللعن لا يكون إلا على كل شىء محرم بخلاف الحناء، فقد وقع فى عصر النبى صلّى الله عليه وسلّم، بل أمر بتغيير بياض أصابع المرأة بالخِضاب، كما فى قصّة هند)، والحكمة من تحريم الوشم هى عدم تغيير خلق الله تعالى، ولِما فى الوشم من حبس الدم بجسد الإنسان مما قد يسبب له أمراض خطيرة".