محمد فتحي الشريف: الليبيون استوعبوا دروس الماضي وأخذوا العبرة من الفوضى
قال محمد فتحي الشريف، الباحث المتخصص في الشأن الليبي، إن الصفات السائدة الموروثة في المواطن الليبي تجعلنا نراهن على الدور القوي الذي سيقوم به في المستقبل السياسي، على الرغم من الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية التي يعشيها الشعب الليبي، والتي تسببت فيها قوى دولية تحركها الأطماع المجردة.
وأكد "الشريف" في مقال له عنونه بـ" رسالة للشعب الليبي" أن الليبيين استوعبوا دروس الماضي وأخذوا العبرة من أحداث الفوضى التي عمت البلاد، ولذلك ستكون الانتخابات المقبلة (حال عقدها) القول الفصل في لفظ كل خائن وعميل، ولن يكون لأصحاب الشعارات دور، ولن ينجح أي إرهابي أو مليشياوي، لأن أنصار الفوضى والمنتفعين منها مهما كثر عددهم فهم قليلون.
وراهن "الشريف" على دور المواطن الليبي في المستقبل الذي لم يأت من فراغ، بل جاء من خلال قراءة تحليلية مستفيضة على مدار عشر سنوات مرت على مشهد فوضوي عشوائي دفع فيه أبناء الشعب الليبي فاتورة باهظة الثمن من دمائهم وأموالهم حتى من غنم من الفوضى يدرك جيدا أنه في مرمى نيران المليشيات والانفلات الأمني الحاصل.
وأضاف إن الشعوب دائما هي من تدرك تردي وتحسن الأوضاع المعيشية والأمنية، أما الخونة والمنتفعون فهم يعيشون في (برج عاجي) كما نقول، منعزلون عن الواقع والحياة، ومقصدهم الوحيد هو مصالحهم ومصالح أبنائهم حتى لو جاءت على حساب وطنهم، فهم لا وطن لهم.
وشدد على أن معظم أبناء الشعب الليبي يتصفون بالصدق والبر والتسامح والعفو والشجاعة، فهم أحفاد المجاهدين الأبطال الذين قاوموا الاستعمار التركي والإيطالي والفرنسي ودفعوا حياتهم لتحيا بلادهم وشعوبهم في عزة وكرامة، وهناك ملايين المجاهدين والأبطال على مر العصور الذين يسيرون على نهج شيخ المجاهدين عمر المختار لا يتسع المقام لذكرهم.
ولفت "الباحث في الشأن الليبي، إلى أن الليبيين سيكون لهم دور كبير في المستقبل، ولن تنجح جماعة الإخوان الإرهابية في تأصيل واستمرار الخلاف والفرقة بين الوطنيين الذي انطلق في فبراير 2011 عندما عمت الفوضى البلاد وأسقط حلف (الناتو) الدولة في مؤامرة مكشوفة، ومن وقتها الجماعة الإرهابية تعمل باحترافية شديدة من خلال دعم خارجي من إخوان تركيا وقطر وتونس والجزائر حتى يستمر الخلاف ويبرز في وسائل الإعلام مصلح الفرقاء والأقاليم الثلاثة وغيرها من مصطلحات الفرقة والشتات.
وأوضح "الشريف" أن الخطر الحقيقي على الشعوب العربية هو خلق نزاع وخلاف داخلي من خلاله تستطيع القوى المعادية للوطن العربي أن تتدخل في صور متعددة وتحت مسميات الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية والصلح والعدل والحق، وهي كلمات حق يراد بها الباطل، لأن من خلق الفرقة والشتات في تلك الدول هي أجهزة استخبارات كارهة للعرب بمساندة ومعاونة بعض الخونة والمأجورين في الداخل والخارج الذين استغلوا عدم وعي العديد من أبناء الشعب بمجريات الأحداث وتأثيرها على المواطن.
وأشار إلى أن هناك أخطاء في إدارة بعض الدول العربية وهي ما هيأت المناخ للتدخل، من خلال بعض الأخطاء الفردية التي استغلت وتم تعميمها وشحن الرأي العام ضد مؤسسات الدولة وخاصة السيادية منها مثل الجيش والشرطة.
واختتم قائلا:" إن الشعب الليبي هو من دفع الفاتورة كاملة غير منقوصة من دمائه، وعلى هذا الشعب العظيم، أن ينتفض ويستغل الفرصة الحالية وهو وجود سلطة تنفيذية جديدة منفتحة على الجميع ليكون هناك مصالحة حقيقية وطنية من خلالها يتم تمكين أبناء الشعب الليبي من انتخاب من يقودهم إلى بر الأمان، ويكشف الخونة والمتآمرين لنعيد ليبيا إلى الاستقرار والأمن والتنمية لتكون بوابة أفريقيا وقوة اقتصادية عربية جديدة، كما كان يحلم أبناؤها الوطنيون قبل عام 2011".