من الشيخ جراح إلى حي السلوان.. الاحتلال يواصل حملات التهجير ضد الفلسطينين
انتشر خلال الأيام القليلة الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي، وسم #انقذوا_حي_سلوان، لمساعدة أهالي بلدة سلوان الحاضنة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك، من محاولة لتهويده وتهجير نحو 86 عائلة بما يعادل 800 مقدسي، كما حدث في حي الشيخ جراح، الذي تحولت قضيته إلى انتفاضة واسعة في الأراضي المحتلة، قبل أن تتطور إلى عدوان على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
وقال الخبير الفلسطيني المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، فايز عباس، لجريدة «الزمان»، إن قضية الشيخ جراح، تتأزم أكثر بعد الحرب على غزة، إذ قامت شرطة الاحتلال، بوضع مكعبات الباطون في مدخل الحي.
وأضاف عباس: «تسمح شرطة الاحتلال فقط لليهود المتطرفين بالدخول إلى الحي وسكان الحي، لكنها تمنع المتضامنين مع سكان الحي من الدخول إليه».
وأكد الخبير الفلسطيني، أن شرطة الاحتلال، تصعد ضد للسكان والمتضامنين وتعتدي عليهم بالضرب بالإضافة إلى اعتقال عدد كبير منهم.
وكشف الصحفي الفلسطيني، أن هدف سلطات الاحتلال، هو تهويد حي الشيخ جراح، وإخراج الفلسطينيين منه، ومن أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلة، بهدف القضاء على الوجود العربي الإسلامي والمسيحي.
وأشار إلى أن إسرائيل، استولت على حي اليهود، وأيضا على حي الأرمن وحي المسلمين، والآن أتى الدور على حي السلوان وأحياء أخرى.
وأردف: «في الأيام الأخيرة سمحت الشرطة الإسرائيلية للمتطرفين اليهود باقتحام الأقصى وإقامة الصلوات التلمودية في باحاته».
وأفاد عباس، بأن شرطة الاحتلال، اعتقلت حتى الآن المئات من سكان القدس العربية، بعد انتفاضة الشيخ جراح والأقصى.
وفي المقابل، أعلنت شرطة الاحتلال، الإثنين، أنها ألقت القبض على أكثر من 1550 فلسطينيا، للاشتباه في ضلوعهم في أعمال شغب –حسب تعبيرها- خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي السياق ذاته، قالت حركة «حماس»، خلال بيان الإثنين، إن حملة الاعتقال الإسرائيلية للفلسطينيين، لن تفلح في إخماد ثورة الشعب الفلسطيني، في مناطق 48.
وتابعت «حماس»: «ثورة أبناء شعبنا في الداخل هي ثورة على سياسة تهويد القدس والمسجد الأقصى، التي تمارسها حكومة الاحتلال، وعملية التهويد والتهجير التي تقوم بها للمدن العربية، من أجل السيطرة على الأحياء العربية».
ومن جهته، قال المقدسي قتيبة عودة، أحد أهالي حي السلوان: «أطلق أهالي حي السلوان، وسم «#أنقذوا_سلوان»، فالأمس أطلقنا «أنقذوا_الشيخ_جراح»، واليوم نحن نقول سلوان، فهي بحاجتنا جميعا».
وقال عودة، إنهم يريدون الشيخ جراح وبلدة سلوان والبلدة القديمة في القدس، هدفهم هو إيجاد أقلية عربية فلسطينية مقابل أكثرية مستوطنة؛ لذلك لدينا رسالة واضحة أن للقدس واجهتين الشيخ جراح وسلوان.
وأضاف عودة: «بالأمس كنا هناك ونحن الآن في الشيخ جراح، وغدا سنكمل المسيرة لإيقاف هذا النزيف؛ لأن النكبة التي عاشها أجدادنا نحن كجيل جديد لن نعيشها».
وذكر أن هناك محكمة ستكون يوم الأربعاء، لحي بطن الهوى وهو حي من أحياء بلدة سلوان، وهي الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، كما الشيخ جراح، هو البلدة الحامية الشمالية المحاذية للمسجد الأقصى.
واستطرد بالقول: «الاحتلال من خلال بلديته التي تهدم المنازل، وجمعياته الاستيطانية التي تعمل في مدينة القدس وتركز نشاطها الاستيطاني على الشيخ جراح والسلوان والبلدة القديمة داخل مدينة القدس المحتلة، يسعى إلى جريمة حرب جماعية في هذه البلدة، هناك ما يزيد عن 6 أحياء مهددة بالتهجير القسري والتطهير العرقي ضمن جريمة الحرب الجماعية».
ومن جهته، قال الناشط الإسرائيلي، جيف هالبر، المدير السابق للجنة الإسرائيلية المناهضة لهدم المنازل، بأن الاحتلال يثير نوعا من الصراع الدائم؛ لأن استمرار الصراع هو الطريقة الوحيدة لقمع الفلسطينيين والحفاظ على الدعم الدولي من خلاله.
وصرح هالبر، بأن الصهيونية، ما هي إلا حركة استعمارية استيطانية، تهدف إلى تهجير السكان الأصليين عن موطنهم وسلب أرضهم.
وأكد الناشط الإسرائيلي، أن الاحتلال، لا يريد حلاً لمشاكل المنطقة وهذه هي المشكلة الأساسية، كما أن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لا يريد صنع سلام.
وقال هالبر، إن النهج الأمريكي والأوروبي تجاه إسرائيل لم يتغير، بل إن إسرائيل وقضايا الصهيونية واليهودية أصبحت الآن شأنا داخليا للولايات المتحدة.