الأول كفيف في الثانوية الأزهرية يكشف لـ«الزمان» سر تفوقه
في بيت متواضع بإحدى قرى محافظة الغربية، خرجت منه زغاريد الفرحة مؤخرا، ابتهاجا بالابن البار عصام محمد إبراهيم، الأول على الشهادة الثانوية الأزهرية "كفيف"، الذي حصل على ٩٧.١٤%، رغم ما رآه من عقبات.
ويروي عصام رحلته الطويلة المملوءة بالمشقة لـ"الزمان"، وكيف كان يجتاز الصعوبات التي واجهته، قائلا: "القرآن كان نوري وبصيرتي، ووالدتي كانت سندي وخير داعمة لي، فكانت يدي التي اتعامل بها وقدمي التي أبطش بها، وفي الحقيقة تحملت الكثير من المعاناة منذ صغري، وتسببت في إرهاقها دائما، لكن لم يطرق اليأس لها بابا أبدا، فما كان من الله إلا أن يدخل على قلبها السرور وتجني ثمار زرعتها، التي أوجدتها في بعد أن كنت مثل الأض البور، فهي من دبت في روح حياة المثابرة والسعي من جديد".
وأضاف: "أمي ربة منزل وحاصلة على دبلوم تجارة، ولكن كان الأهم لديها هو تعليمنا نحن وإخوتي، وكانت نفسها تفرح والحمد لله حقق الله لها مرادها، وكذلك الأمر مع والدي الذي ذاق مرارة الغربة لسنوات من أجلنا، لكنه متقاعد الآن، بسبب مرض في قدمه".
لم يكل أو يمل ابن معهد سنيان الأزهري، رغم ما وجده من مشقة في رحلته التعليمية، ولكنه مع ذلك أصر لبلوغة قمة المجد قائلا: "الحمد لله رفعت رأس أحبائي عاليا، حيث أنهم تكبدوا معي عناء كبير، رغم الظروف الضيقة التي أذاقتنا مر علقمها".
ومن بين خمسة إخوة اصطفى القدر عصام كي يكون أزهريا، فمنذ صغره كان يتردد إلى المسجد ويستمع إلى الحلقات القرآنية، بصوت عذبا ويكأنه ولد متأزهرا، مؤكدا: "وأنا صغير اتبهدلت طبعا، وبدأت في المشي منذ أن كان لدي ثلاث سنوات، وكنت أذهب إلى الجامع وأردد ما يقرأه الشيخ للتلاميذ، فكانوا يشبهون صوتي بصوت الشيخ الحصري، فأخذني أهلي للدكتور اسامة واصل ليدخلوني مدرسة المكفوفين أمي أبت تتركني لأن المدرسة داخلية وبعيدة، فشاء القدر أني دخلت الأزهر".
ويطمح عصام دخول كلية الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية، ورغم ما وصل إليه، لم ينس فضل صديقه ومرافقه بالامتحانات محمد وليد، قائلا: "محمد طالب من بلدنا وهو من أوائل الشهادة الإعدادية هذا العام، وهو من الطلبة المحترمين أخلاقيا وعلميا فكان ونعم المرافق".