مصطفى بكري: المشير طنطاوي تحمل المسئولية في أخطر المراحل
أكد النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب والكاتب الصحفى، أن المشير محمد حسين طنطاوى تحمل مسئولية البلاد فى فترة تاريخية من أخطر المراحل التى مرت عليها مصر، وتعرض للظلم كثيرا وتطاول عليه الفوضويون كما تآمر ضده الإخوان والذين سعوا لجر القوات المسلحة لصدام، لكنه انحاز للحكمة واختيار الشعب، قائلا"خلال الفترة التى تولى فيها المشير طنطاوى إدارة البلاد على مدى 17 شهرا كنت مقربا له ورأيت كيف كان يدير الأمور بقوة وإيمان وحكمة ورفض الصدام الذى حاول الإخوان جره له".
وأوضح أن المشير طنطاوى تولى المسؤولية منذ 2011 وحتى تسليم السلطة بعد 2012، وقاد هذه المرحلة بإخلاص وتفان، وحمى مصر من تعرضها لحرب أهلية كاملة وقاد السفينة بسلام و بأقل حجم من الأضرار.
وأشار "بكرى" إلى أن الفقيد كان يعلم منذ اللحظة الأولى أن هناك مخطط جديد للشرق الأوسط يستهدف مصر وجيشها لذلك رفض الدخول فى أى صدام قد يؤدى لانقسام البلاد أو الدخول فى حرب أهلية.
وتابع قائلا: "أتذكر أنه فى 21 نوفمبر 2011 تم الاتصال بي للقاء عاجل فى القيادة العامة للقوات المسلحة، وعندما دخلت وجدتهم يوجهوننى إلى مكتب اللواء طارق الملا عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبعد قليل وجدت المشير طنطاوى يدخل هو ومعه قيادات أخرى، وقال لى طلبت لقائك لتوجيه عدد من الأسئلة أولها ما رأيك فى ترشيح محمد البرادعى رئيسا للوزراء وانتفضت حينها بالقول له من يتآمر على بلاده لا يمكن أن يكون شخصا مخلصا والبرادعى سيسعى للفوضى.. وحينها رد موجها حديثه للحضور بالقول ألم أقل لكم ذلك طول ما أنا موجود "البراداعى" لن يكون رئيسا لوزراء مصر".
واستكمل "بكرى" حديثه عن أبرز المشاهد التى تربطه بالمشير طنطاوى بصفة علاقته المقربة له، موضحا أنه وقت الحديث الذى أشيع عن دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى الزج بالإخوان والسلطة كان لى لقاء معه فى الأربعاء 27 يونيو 2012 وذهبت له ووجدنى غاضبا ليتساءل عن سبب ذلك وقلت له أن محمد مرسى جاء رئيسا للدولة والشارع يحمل المجلس المسئولية فقال لى ما رأيك، قلت له معاذ الله فأنا اعرف موقفك.. ورد بالقطع أنا لم أتدخل والشعب اللي جابهم وأثق أنه هو اللي هيمشيهم إذا فشلوا فى إدارة الحكم وأنا أتوقع أنهم لن يكملوا عام، وهذا ما حدث".
وتابع "بكرى" حديثه، متذكرا حضور المشير طنطاوى فرح فى أحد المرات وكان لكريمة اللواء حسن الروينى، وحينها كان بجواره المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أثناء الانتخابات التى فاز فيها "مرسى"، فسأله أمام الحاضرين "هل أنا تتدخلت فى الانتخابات الرئاسية"، فتحدث المستشار سلطان: "اقسم بالله ثلاثة أنك لم تتصل بي طيلة فترة الانتخابات ولا أنت أو غيرك كان يعرف النتيجة".
وشدد أن جماعة الإخوان كانت تترصد للمشير وزيفوا قضية مفبركة تحت دعوى الكسب غير المشروع ولكنهم لم يجدوا دليلا فتراجعوا عن ذلك، وفى جلسة أخرى معه وكان قد ترك السلطة، قال له: "كنت تقولى لى دائما أن الحقيقة ستضح فى يوما ما وها هى تظهر بما قال به الفريق عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع آنذاك عندما قال أن المشير تحمل ما تنوء عن حمله الجبال".
واستكمل: " قال لى اللواء رأفت شحاتة، وكان مديرا للمخابرات العامة المصرية فى هذا الوقت، إنه فوجىء باستدعاء محمد مرسى وقال له كيف تترك المشير يتآمر علينا فقال له هذا غير صحيح، فرد عليه ألا تعلم أنه كان فى اجتماع مع مصطفى بكري وهو ما أخبرنى به جهاز الرصد الشعبى التابع للإخوان وعرفت أنه جاء بمصطفى بكرى ليلمعه مرة أخرى وهو ما لم يحدث إطلاقا".
وشدد عضو مجلس النواب، أن المشير طنطاوى كان ينكر ذاته، موضحًا: "قال لى: ربنا ما يحكم عليا أكون رئيس جمهورية، وكان صادق عندما قال أن موعد الانتخابات الرئاسية بعد ثورة 25 يناير 30 يونيو رغم تشكيك الإخوان فى تسليم الجيش للسلطة".
ولفت "بكرى" إلى أنه "فى إحدى جلسات حوار الأحزاب المصرية مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، طلب منى محمد مرسى التدخل للجلوس مع طنطاوى لتصفية الأجواء بين الإخوان والمجلس العسكرى، وعندما أبلغته قال لى: هذا شخصا لا يصدق لا هو ولا الإخوان، واقترح حينها أن أعقد أنا جلسة معه واللواء عبد الفتاح السيسى مدير المخابرات الحربية آنذاك واللواء محمد العصار واللواء ممدوح شاهين فى هذا الوقت.. وجلسنا معه بالفعل وكل وعوده كانت أكاذيب".
ووصف بكرى المشير طنطاوى بأنه كان حريصا على الجيش المصرى، وكان دائما يقول له إن عبد الفتاح السيسى هو أكثر الرجال إخلاصا وفهما ووعيا منذ أن كان رئيسا للمخابرات العسكرية.