شيخ الأزهر يستقبل سفير أذربيجان ويناقشان تعزيز العلاقات العلمية والثقافية
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين بمشيخة الأزهر، السفير الدكتور الخان بولوخوف سفير جمهورية أذربيجان بالقاهرة.
قال فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف يعتز بعلاقاته العلمية والثقافية مع أذربيجان ويستقبل طلاب أذربيجان وأئمتها لتعليمهم المنهج الأزهرى المعتدل وصقلهم بالخبرات والمهارات التى تؤهلهم لنشر فكر الأزهر الوسطى، وهذا كله نابع من إيمان الأزهر بأهمية الطلاب الوافدين باعتبارهم سفراء الأزهر فى بلادهم ومصدر قوة وفخر لأوطانهم.
من جانبه، أعرب سفير أذربيجان عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر الذى يمثل قائدًا دينيًّا ورمزًا إسلاميًّا عالميًّا يعرفه الشرق والغرب ويشاهدون خطاباته ومنهجه المعتدل، مؤكدًا أن الكثير من علماء أذربيجان تخرجوا فى الأزهر وصاروا اليوم من دعائم النهضة والاستقرار فى البلاد، وأذربيجان حريصة دائمًا على تدعيم علاقاتها مع الأزهر والاستفادة من مناهجه وخبراته.
وكان قد وجه شيخ الأزهر مؤخرا رسالة بشأن تعليق التعليم الجامعى للفتيات فى أفغانستان، جاء فيها : يأسف الأزهر أشدَّ الأسف لصدور قرار من السُّلْطات فى أفغانستان بمنع الفتيات الأفغانيَّات من التعليم الجامعى، فهو قرارٌ يتناقض والشريعة الإسلاميَّة، ويصدم دعوتها الصَّريحة للرجال والنِّساء أن يطلبوا العلم من المهدِ إلى اللَّحدِ، تلك الدَّعوة التى أثمرت عقولًا جبَّارة من نوابغ النساء فى تاريخ الإسلام العلمى والسياسى والثقافى ولا زالت مصدر فخر وإعجاب لكل مسلم مخلص لله ورسوله وشريعته.
وكيف غاب عن مصدرى هذا القرار ما يزيد عن ألفى حديث شريف فى أصح الكُتُب عند أهل السُّنَّة روتها زوج النبى الطاهرة المطهَّرة أم المؤمنين عائشة -رضى الله عنها- وهل غاب عن هؤلاء ما حفل به تاريخ المسلمين من رائدات وأعلام فى مجال العلم والتعليم والسياسة وناهضات المجتمعات الإسلامية قديمًا وحديثًا.
وأكتفى فى هذا المقام بلفت نظر مُصدرى هذا القرار بالرجوع إلى سَيِّد شُرَّاح البخارى.. الإمام الحافظ ابن حجر فى كتابِه: «تهذيب التهذيب» ليعلموا -إن كانوا لا يعلمون- أنه ذكر نحو مئة وثلاثين امرأة ما بين راوية للحديث وفقيهة ومؤرِّخة وأديبة.. من الصحابيات والتابعيات وممَّن أتى بعدهن.. ومنهن فاطمة الزهراء -عليها السلام- وعائشة وحفصة وعمرة وأم الدرداء، والشفاء بنت عبد الله، وحفصة بنت سيرين وفاطمة بنت المنذر، وكريمة المروزية (راوية الإمام البُخارى، وبيبى الهرثمية)، وكذلك فى كتاب «معجم أعلام النِّساء» لزينب العاملى (ت. 1332هـ) ما يزيد على ترجمة (450) امرأة من أعلام النساء المسلمات فى علوم الشريعة واللغة والأدب، والأمر نفسه نجده فى كتاب أعلام النساء لعمر رضا كحالة.
إنَّ هذا القرار الصادم لضمائر المسلمين وغير المسلمين ما كان ينبغى ولا يليق أن يصدر من أى مسلم، فضلًا عن أن يتمسَّك به ويزهو بإصداره.