الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

محافظات

«الأعلى للثقافة» يحيى ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة


تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور هشام عزمى، عقد المجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان:
(شاهد على النصر.. شهادات من خارج الجبهة)، وذلك ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية التى يعدها المجلس على مدار شهر أكتوبر الجارى، فى إطار الاحتفال بمرور 50 عاما على انتصارات أكتوبر المجيدة. وقد بدأت الندوة فى تمام السادسة مساء أمس الثلاثاء الموافق 10 أكتوبر 2023م. أدار النقاش الأستاذ الدكتور هشام عزمى؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وشارك فى الأمسية كلٌ من: الأستاذ الدكتور محمد صابر عرب؛ وزير الثقافة الأسبق، والأديب شعبان يوسف، والكاتبة عزة كامل.

تحدث الدكتور هشام عزمى، مستلهمًا فقرة من كتاباته حول معايشته لنصر أكتوبر المجيد وما سبقها من معارك ضارية خاضتها مصر بداية من يونيو 1967م، مرورًا بحرب الاستنزاف وصولًا إلى الانتصار فى السادس من أكتوبر عام 1973م قائلًا: "لماذا تُطلى نوافذ ومصابيح السيارات باللون الأزرق؟ ولماذا تُبنى الحوائط أمام بوابات العمارات بالطوب الأحمر؟ ولماذا تُطلَق صافرات الإنذار ليلًا نهارًا؟ ولماذا تنزل الأسرة والجيران فرادى وجماعات إلى المخابئ تحت جنح الظلام؟ ولماذا يرتسم القلق والخوف على الوجوه حتى ينفس الجميع الصعداء حينما يستمعوا إلى صافرات الأمان؟ لم يكن مدركًا معنى كلمة هزيمة ولا مستشعرًا عار النكسة وذل الانكسار، لم يستوعب لماذا أخد الشعب الشوارع والميادين يومى التاسع والعاشر من يونيو عقب خطاب التنحى فى سابقة لم يشهد لها العالم من قبل مثيلًا، يُطالب الشعب الزعيم بالبقاء وهو فى أسوء لحظات سقوطه وأقسى لحظات إنكساره! لم يفهم الطفل وقتها طبيعة الشعب المصرى، وما يتحلى به من صفات التحدى والصمود والإرادة، لم يدرك ساعتها أن هذا الشعب العظيم كان يبعث برسالة قوية إلى قواته المسلحة قبل زعامته، مستعيدًا الثقة بها مؤكدًا أنه سيظل دائمًا معها على الوعد والعهد، وبعد عامين توسعت فيهما مدارك الطفل الذى أضحى صبيًا؛ فبدأ يستمع إلى أخبار حرب الاستنزاف، وملحمة تدمير إيلات ومعركة رأس العش والجزيرة الخضراء وتدمير الغواصة داكار وعملية الحفار،
وعن استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، وغيرها العشرات من ملاحم البطولة وأساطير التضحية والفداء، وبعد ست سنوات ولد الصبى من جديد، حين استفاق على أخبار انتصارٍ مدوىٍ وعظيم بعد ظهيرة السادس من أكتوبر، انتصار أعاد العزة والكرامة إلى مصر بل إلى الأمة العربية بأسرها، ومازال الصبى يتذكر البيانات المتعاقبة للقيادة العامة للقوات المسلحة تحمل أخبار انتصارٍ أسطورى تحدث عن العالم من أقصاه إلى أدناه، ما يزال يتذكر الأغانى الوطنية الحماسية، تلك التى حفظها وما يزال عن ظهر قلب، ما يزال يتذكر كيف كان استقبال الجنود والضباط فى الشوارع بعد ملحمة العبور، حين استقبلهم الشعب استقبال الفاتحين عرفانًا وتقديرًا لمن استعاد له شرفه وعزته ومن استرد له شموخه وكبرياءه، تحية إجلال وإعزاز وتقدير إلى كل يد طاهرة حملت السلاح ظهيرة يوم السادس من أكتوبر؛ دفاعًا عن الأرض والعرض، دفاعًا عن العزة والكرامة، تحية إلى كل شهيد سالت دماؤه الزكية على أرض سيناء المباركة، تحية إلى كل جندى.. إلى كل ضابط، وتحية إلى قائد ملحمة العبور فى ذكرى يوم العبور، تحية قلبية خالصة لكم جميعًا من هذا الصبى الذى هو أنا..".


ثم تحدث الدكتور محمد صابر عرب، مستلهمًا بعض ذكرياته قبيل نصر أكتوبر، مؤكدًا أنه كان ينتمى إلى مجلس اتحاد طلاب جامعات مصر، وكان لهذا الاتحاد دورًا فعالًا جدًا آنذاك، كما كان يصدر جريدة نصف شهرية وترأس تحريرها الأستاذ محمد سليمة، وكان مقرها بشارع الجمهورية بالقرب من ميدان رمسيس، وتابع عرب حديثه متذكرًا طلب الرئيس أنور السادات تحديد مقابلة مع عدد من أعضاء اتحاد الطلاب فى مدينة برج العرب عام 1972م، وبالفعل هبطت المروحية الرئاسية فى برج العرب، وبالفعل بدء الاجتماع مع الرئيس الذى تحدث بدوره حول عدة ملفات مثل الضباط الأحرار والحركة الوطنية ما إلى ذلك، مستعرضًا رؤيته مسترسلًا فى حديثه الذى بدأه منتصف الظهيرة واستمر إلى قرابة الرابعة عصرًا، وتابع الدكتور صابر عرب رواية ذكراياته التى جمعته هو وزملاءه فى اتحاد طلاب الجامعات مع الرئيس السادات الذى جدد دعوته لهم وكان ذلك تحديدًا فى الثلث الأخير من شهر أغسطس عام 1973م فى جامعة الإسكندرية، وفجأة بدون مقدمات قال الرئيس أنه أصدر تعليماته للقوات المسلحة والإدارة المحلية بشأن عودة أهلنا إلى بيوتهم فى مدن القناة، وهنا لم يستطع الدكتور صابر عرب كبح جماح الغضب بداخله، فقفز موجهًا حديثه إلى الرئيس السادات متسائلًا: "إذًا لن نحارب؟! لن نحارب؟!"، وعقب انتهاء الاجتماع تحدث معه المشير أحمد اسماعيل قائلًا له قريبًا يتفحصوا بجيشكم، وبالفعل بعد مُضى أقل من شهرين كانت حرب أكتوبر المجيدة وانتصارنا المستحق على العدو الاسرائيلى، وفى مختتم حديثه أكد الدكتور محمد صابر عرب أن أبرز عناصر المؤدية للانتصار، فيما يخص حرب أكتوبر أو حتى فى العموم تتمثل فى عنصر المباغتة، وهو ذات الأمر الذى نشهده الآن فى طوفان الأقصى الذى يذكره كثيرًا بأجواء حرب أكتوبر المجيدة.

فيما تحدث الكاتب شعبان يوسف مؤكدًا إلى أنه يفضل اصطلاح أدب الانتصار عن أدب الحرب، وأشار إلى أن كتابات حمدى الكنيسى وجمال الغيطانى حول تفاصيل حرب أكتوبر هى الأفضل، وتابع مستشهدًا بكتاب الغيطانى "المصريون والحرب: من صدمة يونيو إلى يقظة أكتوبر"، الذى أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب، فى نهاية عام 1973 فى جزئين، يقدم فيهما المؤلف دراسة شاملة حول علاقة المصريين بالجيش على مر العصور، وقد رصد الجزء الثانى من الكتاب جانبًا مهمًا من تحقيقات الغيطانى الصحفية التى كتبها خلال فترة حرب الاستنزاف التى أدت بدورها إلى انتصار أكتوبر. وتناول الغيطانى العمليات البطولية مثل غرق الحفار داكار وإسقاط أول طائرة فانتوم فى سيناء بعد هز

موضوعات متعلقة

click here click here click here nawy nawy nawy