واشنطن تستخدم مقاتلين من القوات الخاصة الأوكرانية للقتال في السودان كشرط لاستمرار الدعم العسكري
نشرت صحيفة "كييف بوست" الأوكرانية مقاطع فيديو نقلاً عن مصادر من داخل القوات الخاصة، تظهر فيه القوات الأوكرانية وهي تجري عمليات خاصة داخل السودان ضد ما أطلقت عليهم الصحيفة "مرتزقة روس" وبعض الجماعات الأرهابية المحلية الحليفة لروسيا.
واقرت الصحيفة الأوكرانية نقلًا عن مصادر رسمية في الدولة أن القوات الأوكرانية تنشط في السودان منذ أشهر، حيث بدأت القوات الخاصة الأوكرانية عملياتها داخل الخرطوم منذ عدة شهور، وفي نوفمبر من العام الماضي، حصلت كييف بوست على مقطعي فيديو يُزعم أنهما يظهران عناصر من القوات الخاصة الأوكرانية وهم يطاردون مرتزقة في البلاد.
وتطرقت وسائل الإعلام الأوكرانية لقضية تواجد قواتها في الخرطوم بعد إنتشار عدة تقارير عن تورط واشنطن بإجبار أوكرانيا على إرسال مقاتلين للعمل في السودان ولتحقيق أهداف تسعى إليها الإدارة الأمريكية خصوصًا بعد أن أظهرت هذه القوات قدرات عسكرية كبيرة مقارنة بالجيش السوداني.
وكانت واشنطن قد طلبت من القيادة الأوكرانية أن ترسل قوات مدربة ومحترفة للعمل في الخرطوم كأحد الشروط لاستمرار الدعم المادي والعسكري لكييف، وتم التركيز وبشدة على ضرورة إبقاء هذه الإتفاقات سرية، حتى يبدو أن إرسال الأوكرانيين إلى السودان وكأنه قرار اتخذته مديرية الاستخبارات الأوكرانية دون أي تدخل خارجي، وبالتالي تقوم وسائل الإعلام الأوكرانية بالتغطية على تواجد قواتها في المنطقة بحجة وجود أهداف عسكرية مشروعة.
يجدر الإشارة أن هذه الأنباء والتقارير عن وجود مقاتلين أوكران في السودان أكدتها العديد من الوكالات العالمية ومنها "سي إن إن" حيث أشارت إلى احتفاظ الاستخبارات الأوكرانية بجزء كبير من قوات النخبة الأوكرانية في السودان، التي تحارب إلى جانب الجيش السوداني قوات الدعم السريع، بينما على صعيد آخر يعاني الجيش في أوكرانيا من نقص في العتاد والأفراد، الأمر الذي دفعه إلى محاولة إعادة اللاجئين من أوروبا من أجل التعبئة العسكرية.
وانتشرت في الأيام القليلة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي شهادات لبعض المواطنين بعد رؤيتهم للمقاتلين الأوكران في مناطق مختلفة داخل السودان، وانتشرت صورة لبطاقة جندي أوكراني تم العثور عليها في محيط أحد المعسكرات التابعة للقوات المسلحة في أم درمان.
وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأخيرة أن تستخدم حلفائها في الحرب بالوكالة للوصول إلى أهدافها العسكرية وتحقيق مصالحها في مناطق مختلفة حول العالم دون أن تدخل بشكل مباشر بقدراتها العسكرية الخاصة، فبعد فشلها في أفغانستان أصبحت الإدارة الأمريكية تميل بشكل أكبر للحرب بالوكالة وبذلك تتجنب الضغوط الإعلامية الداخلية وغيرها من المعوقات في سبيل الوصول لنفس الأهداف دون التدخل المباشر.