«موسوعة مصر والقضية الفلسطينية» ضمن إصدارات مكتبة الاطلاع بالمجلس الأعلى للثقافة
موسوعة مصر والقضية الفلسطينية التي تقوم بها مجموعة متميزة من مؤرخي مصر، ويصدرها المجلس الأعلى للثقافة؛ تمت طباعتها بناء على توجيه من مجلس الوزراء المصري الذي قرر بجلسته في 14 يناير 2009م أن تقوم وزارة الثقافة بإعداد ورقة عمل بشأن الأسلوب الأمثل لتوثيق تاريخ الحروب المصرية الإسرائيلية وإبراز صلتها بالقضية الفلسطينية والتضحيات التي تحملها شعب مصر دفاعا عن هذه القضية، فكانت فكرة القيام بإعداد دراسة مختصرة رفعت لمجلس الوزراء في حينه. وتم اقتراح تشكيل لجنة -وقتها- لإعداد دراسة تفصيلية عن مصر والقضية الفلسطينية تطور عملها إلى إعداد هذه الموسوعة كاملة.
وبعد إعداد ورقة العمل المطلوبة إلى مجلس الوزراء تحولت الفكرة في المجلس الأعلى للثقافة إلى إعداد موسوعة عن "مصر والقضية الفلسطينية" وصدر في سبعة مجلدات منها، كل مجلد يشمل جزأين كبيرين من أجزاء الموسوعة.
ويبين الدكتور عادل حسن غنيم محرر الموسوعة أن اللجنة إذا كانت قد أسمت معظم مجلدات الحروب فلم يكن ذلك إلا تنظيمًا للعمل فقط، حيث إن اللجنة ركزت على دراسة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إضافة إلى الجانب العسكري بطبيعة الحال والأوضاع العربية والإقليمية والدولية.
ورغم هزيمة مصر العسكرية 1976م فإن إسرائيل لم تستطع فرض إرادتها على مصر، ولم تحقق إسرائيل أهدافها السياسية، فقد صمم الشعب المصري على المقاومة حتى تحرير الأرض وتمسك الشعب بقائده رغم هزيمته قناعة منه بأن الجيش المصري لم يحارب، وأنه قادر على الانتصار إذا توفرت له ظروف طبيعية للقتال وقيادة عسكرية على مستوى المسؤولية، وهو ما تحقق في حرب الاستنزاف وبدايات حرب 1973م.
وكما جاء في إحدى مقدماتها أن موسوعة أعلام مصر قد شارك في إعدادها نخبة من المؤرخين والخبراء الاستراتيجيين المتخصصين في مختلف المجالات العلمية والإعلامية والعلوم العسكرية والعلاقات الدولية والثقافة والفنون والآداب وغيرها.
وقد أصدر المجلس الأعلى للثقافة موسوعة مصر والقضية الفلسطينية توثيقًا للحروب المصرية الإسرائيلية وإبرازًا لصلتها الوثيقة بالقضية الفلسطينية، وإظهارًا لبعض ما تحمله الشعب المصري من تضحيات، وصولاً إلى تحقيق الانتصار العظيم في أكتوبر 1973 الذي أسقط أسطورة العدو الذي لا يقهر، وكان هذا الانتصار انطلاقة لتحقيق السلام.
وتسفر الموسوعة عن بيان أن القضية الفلسطينية تعد من أهم القضايا وهي أساس كل القضايا، بل هي القضية العربية الأولى التي تفرغت منها كثير من القضايا، وستظل دائما هي الشغل الشاغل للأمة العربية إلى أن يحصل عرب فلسطين على حقوقهم، ويعود اللاجئون إلى ديارهم، وتقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وهو ما أكده جمال عبد الناصر في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقد في 28 مايو 1967م عندما ذكر أن المشكلة ليست مشكلة مضايق تيران أو سحب قوات الطوارئ الدولية، وأن تلك المسائل ليست أكثر من كونها عوارض طارئة لمشكلة أكبر وأخطر وهي العدوان الائم على فلسطين.
وكما هو موضح من خلال تناول الأجزاء السبعة بأجزائها السابقة حرصت اللجنة العلمية التي قامت بإعداد الموسوعة على كتابة الموضوع برؤية تحليلية نقدية، كما حرصت على تقديم إضافات عديدة إلى تاريخ مصر والقضية الفلسطينية، وعلى ضوء ما تم كشفه ورصده من حقائق ومعلومات، لذلك يمكن القول في اطمئنان أن هذه الموسوعة التي ستصدر في عدد من المجلدات تبدأ مع الحرب العالمية الأولى، وتشمل مواقف مصر المتعددة من نضال عرب فلسطين، مصر الرسمية، ومصر الشعبية بأحزابها المختلفة، والهيئات والجماعات الدينية، والأزهر الشريف، والمؤسسة الكنسية، والطائفة اليهودية، والشبان المسلمين، والإخوان المسلمين، وأخيرا المؤتمرات الشعبية والرسمية التي شاركت فيها مصر من أجل فلسطين.