إلهام شرشر تكتب: وسقطت الأقنعة الزائفة
تداعيات الأزمة التي أحدثتها أمريكا إزاء قرارها بنقل سفارتها في (فلسطين المحتلة) من تل أبيب إلى القدس من ناحية… وموقفها تجاه المجتمع الدولي من ناحية أخرى بالفيتو الذي تعودت عليه في التعامل مع كل أمر يتعلق بالكيان الصهيوني والذي بلغ الثالث والأربعين منذ عام 67، متحديًة الإرادة الدولية والحق المبين، مما أثار حفيظة الأمة العربية والإسلامية بل والعالم أجمع، خاصة بهذه الصيغة التي ظهرت جلية على لسان مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن التي كست عباراتها الوعيد والتهديد.. أضف إلى ذلك تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى مصر.
كل هذا يدعونا ولا شك إلى طرح سؤال هام…
إلى متى تفرض أمريكا على العالم سياستها؟؟؟؟؟!!!!!
إلى متى تستحوذ عليه وترفض أن يعارضها أحد ولا تقبل أن تناقش أو تراجع في قراراتها الخاطئة؟؟؟؟؟!!!!!
إلى متى يترك لها العنان في تحديد مصير مختلف البلاد وسائر العباد؟؟؟؟؟!!!!!!
يبدو أن في ظل العولمة الأمريكية والقطب الأوحد تصبح مهمة مراجعتها ومخالفتها جناية يستحق مرتكبوها العقاب.
هل هذا يعد أمرًا مقبول أو معقولًا، أن تنفرد دولة بالقرار خاصة على حساب أمة بأكملها دون وازع من حق أو رادع من دين.
اللهم إلا المصلحة الذاتية والعنجهية التي تعكس بوضوح شديد ما آلت إليه الإنسانية من حالة تدعو إلى الإشفاق على حال أمتنا كما أنها تحمل من التحذير ما ينبغي أن ننتبه إليه ونتعامل معه بكل إحساس بالمسؤولية وإدراك لأبعادها القريبة والبعيدة.
ثم ما هو سر العلاقة التي تجعل من أمريكا بكل ما تملك من صلاحيات ومؤهلات تدفعها إلى أن تقود وتسود من أن تجعل رغبات إسرائيل أوامر؟؟؟؟؟!!!!!
هل لأن اللوبي الصهيوني مسيطر على الأمور فيها؟؟؟؟؟!!!!
أم أن الأمر يعود إلى سبب آخر يستوجب الكشف عنه والوقوف عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
حقيقة العلاقة بين أمريكا وإسرائيل يبدو أنها قد تعود إلى وقت دخول الأوروبيين أمريكا وإبادتهم شعبها، حيث كانوا مستلهمين روح اليهود عند دخولهم أرض كنعان (فلسطين) وإبادتهم الشعوب التي كانت تعيش هناك وأنهم أطلقوا الأسماء اليهودية على بعض الشوارع والمعالم الرئيسية بل إن أول دكتوراه من «هارفورد» كانت «اللغة العبرانية هي اللغة الأم».
أم لأن اليهود قد استطاعوا أن يسيطروا على المناصب الرئيسية ووسائل الإعلام؟؟؟؟؟!!!!!
وما سر هذه الخطب للرؤساء الأمريكان التي لم تخل من تأثير واضح بالفكر والثقافة الصهيونية، حتى إن بعض الساسة الأمريكان يؤمنون بأن إسرائيل هي دولة الرب وبذلك لا تسري عليهم الأحكام والقوانين الدنياوية لأن الله أرادها كذلك.
يبدو أن هذا هو سبب الفيتو الأمريكي الذي لا يجرؤ أن يدين إسرائيل أبدًا مهما اقترفت من مجازر وارتكبت من حماقات لعل هذا كله هو الذي حال دون تمكين مجلس الأمن من إصدار قرار حول القدس المحتلة.
على الرغم من تصويت جميع الأعضاء باستثناء أمريكا التي أبت إلا أن ترضخ لإرضاء إسرائيل على حساب العالم أجمع، وإلا فما معنى هذا الانتهاك الجديد لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة؟؟؟؟؟!!!!!!
إن هذا القرار لا يكشف عن مجرد عدم الحيادية الأمريكية وإنما بمثابة نذير يهدد كيان دولة محتلة مازالت تئن من وطأة الاحتلال الصهيوني الغاشم وتبحث عن مخرج لأزمتها التي تسببت في إرباك عالمنا العربي والإسلامي، فضلًا عن العالم أجمع على الرغم من أن تداعيات هذا القرار قد يعرض أمريكا لعزلة دولية سياسية ودبلوماسية.
ويعكس الانحياز الأعمى لإسرائيل على حساب أصحاب الأرض وعلى حساب سمعتها وعلى حساب المحافل الدولية التي تمثل ملجأً للمظلومين لاسترداد حقوقهم المسلوبة.
لذلك لم يبق لنا كعرب إلا أن تتقدم فلسطين إلى الجمعية العمومية التي تجمع الكثير من الدول، وخيرًا فعلت ذلك حتى تضع أمريكا أمام مسؤوليتها.
وتضع العالم في امتحان صعب لقيمه ومبادئه.
إننا في انتظار هذا القرار الذي من المفترض أن يستصدر والجريدة ماثلة للطبع، وكلنا أمل أن يصوت ثلثا الأعضاء لصالح المشروع، وذلك لأنه سيحول دون اتخاذ خطوات من شأنها تغير الوضع الحالي للقدس، كما أن إثارة القضية في المحافل الدولية يمنع أي دولة ترغب في تكرار الخطوة.
إننا نناشد العالم الحر بأن يقف جميعًا صفًا واحدًا حتى ينجح في إرغام أمريكا على سحب قرارها ويبقى الأمر على ما كان عليه، وليثبت أن فلسطين أرض محتلة لا يجوز بحال تغيير معالمها أو تبديل ديموغرافيتها التي تؤكد أنها دولة عربية إسلامية وأن الاعتراف بيهوديتها هو خروج عن الإجماع الدولي.
وإذا كان هذا الفيتو المشئوم قد منح ترخيصًا لإسرائيل أن تعربد ما تشاء وتعتدي كما تريد وتخرق القرارات الشرعية وتتحدى الإرادة الدولية، فإنه كذلك أعطى قبلة الحياة للتطرف والعنف والإرهاب وسيساهم إلى حد بعيد في خلق التوترات التي ستنال من العالم أجمع سيدفع الجميع ثمن تواطئهم إن تخاذلوا في الوقوف أمام تمرير هذا القرار.
وخيرًا فعلت مصر التي وضعتها أمريكا ضمن حلفائها السيئيين لأنها وقفت بجانب الحق الذي تراه ولم تتركه مهما كلفها ذلك.
فمصر التي خاضت من أجل القدس حروبًا ضارية امتدت على نحو ربع قرن، لهي قادرة على استكمال مشوارها نحو الدفاع عن مقدساتنا العربية والإسلامية وإجهاض المشروع الصهيوني الذي يستهدف كما يعلم الجميع الأمة العربية بأكملها.
فلترفع الدنيا أمام أمريكا وإسرائيل رايات العصيان ولتثبت أنه لا مكانة لدولة تفرض رأيها بالقوة، مهما كانت، وكلنا أمل في وقفة جادة من العرب والمسلمين حتى يكتشفوا أنفسهم من جديد ويرفعوا عن كاهلهم الإهانة التي لصقت بهم لسنوات ولن يتأتى لهم ذلك إلا بالذود عن مقدساتهم والدفاع عن أرضهم.
فكلنا فلسطين.
والقدس لنا دون سوانا مهما كلفنا ذلك من عرق أو دم.