إلهام شرشر تكتب: إعلام السقوط
في الوقت الذي تسعى فيه مصر لاستعادة مكانتها واسترداد حقوقها وتنمية مواردها وتجديد شبابها وإنعاش شعبها وتحقيق آماله من أجل هدف واحد وهو الخروج من النفق المظلم الذي يلاحقها.
في الوقت الذي تبذل مصر جهودًا مضاعفة للقضاء على الإرهاب ومحو آثاره.
في الوقت الذي تسعى مصر إلى تعمير أراضيها وتوسيع رقعتها الزراعية وإعادة بناء قلاعها الصناعية في كل بقعة من أرضها الطيبة.
في الوقت الذي تقف مصر صامدة غير صامتة أمام التعنت الذي تلقاه من إثيوبيا بخصوص سد النهضة ومحاولة البعض المتكررة لاستفزازها ودفعها إلى حلول أخرى.
في الوقت الذي تحاول فيه السودان افتعال أزمات والمطالبة بحق ليس لها أن تسأل عنه ولا تتكلم فيه ولا يحتاج إلى مناقشة لأنها بسائر مدنها وميادينها تابعة لمصر وجزء من أراضيها والتاريخ خير شاهد وأقوى دليل على ذلك.
في الوقت الذي تبدي مصر بوضوح موقفها من القدس وتعقد المؤتمرات وتستقبل الوفود وتطالب العالم وتثبت حق العروبة في القدس وإسلاميتها ومكانتها عند المسلمين ولا تعبأ بأي صور الضغط التي تلوح بها أمريكا.
في الوقت الذي تتابع فيه مصر التحركات التركية الماكرة في أجزاء متفرقة من عالمنا العربي وتعمدها الاقتراب من محيطنا بكل وسيلة.
في الوقت الذي تعيد مصر ترتيب أوراقها الداخلية وتحدد أولويات المرحلة التي نعيشها بتغييرات وزارية محدودة لتسترد أنفاسها وتقوي شوكتها وتجدد من دمائها.
في الوقت الذي تبذل مصر لحماية حدودها الغربية والجنوبية وغيرهما من الأشرار الذين يحاولون الاقتراب من حياضها.
في الوقت الذي تعيد مصر تأسيس دولتها وتجهيز جيشها وتطويره وفق أحدث النظم العالمية لتحافظ على مكانتها العسكرية المتقدمة بين دول العالم ولتمضي وفق مخططها الذي بدأته إبان المشير طنطاوي عندما كان على رأس البلاد ثم يمضي قطار التحديث على يد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي الذي يدرك بخلفيته العسكرية المخابراتية مدى أهمية العناية بعملية التطوير لقدرات الجيش المصري وخاصة في وقت كثر فيه الأعداء الذين ينتهزون الفرصة.
ولقد أعطت مصر هؤلاء درسًا لن ينسوه بضرب القواعد التي حاولوا بناءها بالقرب من سواحلنا.
هكذا دائمًا العظيم لا يرضى بديلًا للنصر لكل من يحاول أن ينال منه.
لقد استطاعت القوات البحرية ترافقها الصاعقة المصرية بضرب السفن التي أتت بها تركيا إلى جزيرة سواكن السودانية فقضت على كل ما كان على ظهرها من أسلحة ومتفجرات ودواعش حاولوا بها اختراق المياه المصرية في مدة لا تزيد عن عشرين دقيقة لتعطي للقريب قبل البعيد درسًا ينبغي أن يستوعب.
مصر التي تعمل في صمت وتحت ضغوط لا حصر لها..
مصر التي تواجه كل هذه الجبهات التي تنوء بحملها الجبال الشامخات..
تستحق من أبنائها المزيد من العرق والجهد.
ومما يؤسف ويبكي تخلي نخب المجتمع عن دعمها وتأييد ساساتها وقياداتها في أحرج الأوقات وأصعب الأزمات.
وأقصد بهؤلاء الإعلام الذي يرفع شعار التخريب واجب مرحلي للقضاء على كل جميل وإخفاء كل عمل عظيم.
ما دامت الأهواء حاكمة فماذا ننتظر منهم؟؟؟؟؟!!!!!
لقد نجح الإعلام التجاري في إهالة التراب على الرموز وفي الزج بالمجتمع بأسره في دوامة الصراعات والمشاحنات والنقاشات التي أهدرت الكثيرمن قوتها ومكانتها وشتت شمل أبنائها.
هل الإعلام أصبح أداة ومادة لتصفية الحسابات؟؟؟؟؟!!!!!
أم أصبح أداة رخيصة لهدم الوطن وإطفاء جذوة نشاطه
ولهيب تحركاته؟؟؟؟؟!!!!!
أم أصبح أداة رخيصة للنيل من رموزه وقياداته؟؟؟؟؟!!!!!
أم أصبح أداة رخيصة لإفساد قيمه ومبادئه؟؟؟؟؟!!!!!
أم أصبح أداة رخيصة لانتزاع الدين وشعب الإيمان وشيوع الفاحشة؟؟؟؟؟!!!!!
أم أصبح أداة لقتل الضمير وطعن الشرف ورمي الأخلاق بسهام الفجور؟؟؟؟؟!!!!!
أم أصبح أداة للشوشرة على العقيدة وشرف الوطن؟؟؟؟؟!!!!!
أيها السادة إن الدولة تبني بالشرعية وبمعاني الحياء وترسيخ القانون وبالإعلاء من مكانة دولة القانون.
والإعلام الفاسد يهدم بذور الشرعية ليبني ويزرع الفوضى وينتزع الوطنية بنزع فتيل الكراهية والحقد والغل.
هل يقبل عاقل منكم أن تكون لمصر دولة سوداء متغلغة داخل دولة مغلوب على أمرها؟؟؟؟؟!!!!!
أم أن من الواجب أن نجتمع عليها لاستئصالها وإلا انتزعوا هم الدولة الشرعية من جذورها؟؟؟؟؟!!!!!
ما معنى أن يظل الإعلام غير مهتم ولا آبه بالهموم والأخطار المحدقة بالوطن من كل ناحية ومكان؟؟؟؟؟!!!!!
لقد تعلمنا أن الإعلام الجيد من يمتلك القدرة على صناعة التأثير الايجابي الفاعل في المجتمع.
الإعلام المنوط بنقل الصورة التي تعيشها البلاد بموضوعية وحيادية تحترم الخصم ولا تسبه وتنال من كرامته.
الإعلام الذي يبنى على المعلومة الصحيحة والمصدر الحقيقي ويعتمد على الأداء الفعلي لا على اختلاق الأكاذيب والأراجيز..
الإعلام الذي يحترم المهنية ويبذل أقصى ما لديه لبلوغها..
الإعلام الذي يقدر المشاهد ويقدس حقوقه وليس الإعلام الذي يعطي الفرصة لذيوع السباب وسوء الأخلاق..
إنني لمستاءة مما وصلنا إليه من فقدان الإحساس بالمرحلة وخطورة استغلال واستثمار الإعلام في تقويض كل الإنجازات ونشر كل العورات.