إلهام شرشر تكتب: القيم ثمن البقاء.. وإلا …!!!
ألتف من حولي وكأني أجد الدنيا تهوي.. أحاول الإمساك بها.. أحاول أن ألاحقها وكأنها إما تذهب إلى العدم أو أنها تبدأ من جديد غابة أنكرت الوحدانية تعتصرها الجاهلية بكل صورها.
ألتف من حولي أحاول البحث عن طريق للنجاة.. أحاول الحصول على ذلك الطوق كي أتشبث به حتى ولو كان قشة حتى تنتشلني من بحر لجِّي مظلم تلاطمت أمواجه مع أشباح الشر.. مع أشباه من بني الإنسان.. ليكونوا وصمة عار على جبين البشرية في كل مكان.
نعم لم تخلوا الأرض منهم على مر الأزمان وإن كانوا قد سطوا على السطح الآن بكل وضوح حتى أنهم كانوا قد كادوا أن يحتلوا أرجاء المعمورة دون رحمة أو استئذان إلى حد أنهم هكذا وعلى هذا النحو يكادون أن يدخلوا بني الإنسان في دائرة النسيان ولا يخلفوا وراءهم سوى ذكرى حزينة منهم.. مجرد صورة لكائن آخر بعيد عن ذلك الإنسان.
أجدني وكأنني أبدأ من جديد تمامًا مثلما كان يبدأ فلاسفة القرون الوسطى عن ضمانة تضمن وجود الإنسان بعيدًا عن التشرس والتوحش وهمجية الحيوان.
نعم.. يحزنني أن يكون العالم الآن وكأنه لم يعرف بعد ماهية الأديان ولا الرسل ولا الرسالات ولا يوم يشيب فيه الولدان.
ليكون طوق النجاة الذي أحاول أن أعلي رايته الآن لعلي أوقظ ضمير الإنسان للتصدي لذلك الشبح الأسود الذي خيم على كل مكان، وهو ذلك المحور الخطير لذلك الضمير.. ألا وهو (القيم).
والقيم: جمع قيمة ومادتها قَوُم، يقال استقام الأمر: اعتدل والقوام نظام الأمر وعماده وملاكه الذي يقوم به لذلك قيل كل من ثبت على شيء وتمسك به فهو قائم عليه.
ويقال امرؤ قيم: أي مستقيم، وخلق قيم: أي حسن، ودين قيم: لا زيغ فيه، وكتب قيمة: مستقيمة تبين الحق من الباطل، وعلى هذا فمعنى قيم يدور حول قيمة الشيء وقدره أو مقداره، قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ (الروم).
وعلى هذا تكون القيم ميزان ومعيار يقيم الانسان من خلاله ويتصرف وعيًا وسعيًا.
وبهذا فمن الممكن أن نقول إن القيم تعد مرجعًا حاكمًا وضابطًا لحركة المسلم في الحياة.
القيمة كلمة لها دلالاتها تشير إلى الشيء الذي له قيمة عظيمة ولقد وردت في القرآن الكريم مرات، منها ما جاء في قوله تعالى: (قُل إِنَّني هَداني رَبّي إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ دينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ ﴿١٦١﴾ (الأنعام).
وكذلك جاءت في قوله سبحانه: (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٥﴾ (النساء).
كما وردت في قوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (الإسراء: ٩)، والقيم يدور معناها حول المبادئ الخلقية التي تمتدح وتستحسن وتذم مخالفتها، وهي تعني: مجموعة الأخلاق التي تصنع نسيج الشخصية وتجعلها متكاملة قادرة على التفاعل الجيد مع المجتمع وعلى التوافق مع أعضائه.
وفي ديننا تستمد القيم من العقائد التي يدين لها المسلم، ولعل على رأس هذه العقائد: الإيمان بالله عز وجل فهو النبع الصافي والفياض الذي يرسخ القيم تبنى به المجتمعات ويوفر لها الصلاح والفلاح بل والإحساس بالأمن والدافع للتنمية.
وهو بكل تأكيد أعظم هذه القيم فمنه تنشأ وبه تقوى وعليه تقوم، وإذا تمكن الإيمان من النفس واستولى على الوجدان ودانت له الأركان فإنه يدفع إلى التمسك بالقيم وليس أدل على ذلك من سحرة فرعون الذين شرح الله صدرهم للإيمان فتحدوا به فرعون، وهانت عليهم الدنيا في سبيله، قال تعالى: (قالوا لَن نُؤثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ البَيِّناتِ وَالَّذي فَطَرَنا فَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ إِنَّما تَقضي هـذِهِ الحَياةَ الدُّنيا ﴿٧٢﴾ (طه).
ولاشك أن الثبات على الحق والتمسك بالقيم يعطي للفرد قوة وقدرة على القفز فوق الصعوبات كما يمده بطاقة خلاقة يستشعرها في حياته وكذلك تحصن المجتمع وتحفظه من الذوبان وتفيض عليه طمأنينة وتجعل حركته واثقة وثابتة وإلى الأمام، لأنها في إطار العقيدة وسياج الدين.
إن قيمة الإنسان في إيمانه فهو الذي يجعل له وزنًا وثقلًا كما أنه يجعل لحياته معنًا وطعمًا وتزاد ثقة الخلق به ويدعو الناس للالتفات إليه والالتفاف حوله، قال تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴿٢٨﴾ (ص).
من هنا تأتي أهمية القيم التي تشكل شخصية المسلم وتقوي إرادته وتحفظ الأمن وتقي نفسه من الشرور .
إن القيم أعظم أثرًا وأقوى تأثيرًا من القوانين والعقوبات، لذلك ليس بالغريب أن نجد أي مجتمع إذا فرغ منها تشتت أمره وتذبذبت أخلاقه وانتابته الكثير من الفوضى والصراعات، قال تعالى: (أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢٢﴾ (الملك).
إن القيم المتأصلة أكثر قدرة على منع الأخطاء من العقوبة بل لا يمكن لمجتمع أن يقوم أو أن يستقر حتى تحتل القيم منزلتها الرفيعة في سلوك أفراده.
كما أنها حامي حمى المجتمع من أي تصدع أو ترنح أو انهيار لأنها صمام الأمان إزاء ما يتعرض له من كوارث ونكبات.
ولسائل أن يسأل أي أهمية للقيم في عالم بلغ فيه العلم شأنًا عظيمًا وتغيرت طبيعة الحياة فيه وأصبح إيقاعها أسرع مما يتصور لدرجة أن ملاحقتها أصبحت من الصعوبة بمكان؟؟؟؟؟
نقول إن العلم مهما بلغ من تطور ووصل إلى أعلى المستويات فإنه من الممكن أن يدمر ويخرب وليس أدل على ذلك من هذا الصراع البالغ الخطورة في سباق التسلح وخاصة الأسلحة النووية والبيولوجية التي كانت سببًا في تهديد العالم أجمع بالفناء ويكفي ما حدث في هيروشيما وناجازاكي في عام ١٩٤٧ من دمار مازالت آثاره حتى بعد أكثر من سبعين عامًا تعاني منه اليابان.
ويكفي في هذا المقام هذا التلويح الذي نسمعه ليلًا ونهارًا من كوريا الشمالية والتي تملك من هذه الأسلحة التي يطلق عليها الدمار الشامل.
إذن العلم يحتاج إلى القيم ولا يستغني عنها بحال من الأحوال بل إن سائر النشاط الإنساني على أهميته وضروريَّته لا يستغنى عن القيم لأنه ضابطها ومحركها.
ولماذا نذهب بعيدًا ونحن نعيش في عالم بلغت فيه التكنولوجيا حدًا أغرب من الخيال فماذا كانت النتيجة؟؟؟؟؟
إن هذا التقدم العلمي البالغ من الممكن أن نحصد الكثير من حسناته وأن نستفيد من إنجازاته.
بيد أن هذا التقدم له من الأخطار والأضرار والآثار المهلكة على الأفراد والمجتمعات ويكفي حالة الإنحلال الخلقي والتفسخ الإجتماعي ومسخ الشخصية وضياع الهوية الذي أصبنا به جميعًا ولو أردنا أن نحصي هذه الأضرار على كافة مستوياتها لكنا في حاجة إلى مجلدات كثيرة.
إذن القيم لا يمكن بحال من الأحوال أن يستغنى عنها لأنها (رمانة الميزان) و(صمام الأمان) في حياة الإنسان مهما بلغ من علم ووصل من معرفة.
وسؤال آخر من الممكن أن نُسأل فيه وهو هل للإسلام من منهج في مسألة القيم وكيف بلغت دعوته فيها وما آثار هذه الدعوة؟؟؟؟؟
نقول لقد ظهر الإسلام في بيئة افتقدت الكثير من القيم الإيجابية وكستها قيمًا سلبية كثيرة، ويكفي في هذا المقام أن نشير إلى حوار في غاية الأهمية دار بين أحد المسلمين وبين ملك الحبشة، كشف فيه عن طبيعة الجاهلية وما كانت عليه وأثر الإسلام في تغيير ما كانت عليه من قيم وعادات وتقاليد سيئة ورذيلة، كان ذلك الحوار عندما فر المسلمون بدينهم إلى الحبشة:
«أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، دعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا».
ثم أتبع ذلك فقال: «فعدَا (طغى) علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألاَّ نظلم عندك أيها الملك»
بعد انتهاء الخطاب سأل النجاشي جعفر رضي الله عنه قائلًا: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قال جعفر: نعم، قال النجاشي: اقرأه عليَّ.
فاختار جعفر صدر سورة مريم والتي تبدأ بقوله تعالى: ﴿كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا﴾ (مريم).
إن هذا والذي جاء به موسى (وفي رواية: عيسى) ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقوا، فوالله لا أسلمهم إليكم أبدًا.
وبقراءة عابرة لهذه الكلمات والتي تكشف عن طبيعة الإسلام وعن الدور البالغ الخطورة الذي أرساه في مجتمع الجاهلية من تغير جذري لكل القيم السلبية التي من شأنها أن تهدم العلاقات الإنسانية وتشتت الصلات بين البشر .
وفي المقابل كان هناك في الجاهلية حلف الفضول والذي يعد من الأحلاف الإنسانية الشهيرة وكان يعقد في دار ابن جدعان قبل البعثة وشهد له بعد بعثته صلى الله عليه وسلم (لقد شهدت مع عمومتي حلفًا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمرالنعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت).
إذن ذكّى النبي هذا الحلف باعتباره يجسد قيمة إنسانية رفيعة وهكذا تعامل النبي مع منظومة القيم في الجاهلية فلم يلفظها بكليتها وإنما أبقى على ما فيه الصالح العام للبلاد والعباد وعدّل من بعضها كما أنه رفض ما يتعارض مع مبادئ الدين الحنيف من أخلاقيات وقيم هدامة من ذلك ما جاء في قوله تعالى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴿٨﴾ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴿٩﴾ (التكوير).
وذلك أن هذه القيم تقوم على تكريم الإنسان واحترام عقله وتُبنى على تحقيق العدل والتحلي بمكارم الأخلاق وترك الرزائل ومن الملاحظ في شأن هذه القيم أنها تكمل بعضها بعضًا لتقوى العلاقات الإنسانية في ظلها على هدى من التراحم والتعاون .
لذلك من يتدبر القرآن يجد أن أساليب الأنبياء في دعوة أقوامهم تبدأ بالدعوة إلى القيم وبيان أن الإنسان إنما يقاس بقيمه النبيلة ومدى إيمانه بها والعجيب أن السادة الأنبياء لم يتعرضوا لعداوة أشد من عداوة الذين لا يحتفلون بالقيم ولا يأبهون بها قال تعالى: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴿٥٥﴾ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿٥٦﴾ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٥٧﴾ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴿٥٨﴾ (النمل).
ولا شك أن هذا الداء الذي حاربه بشدة سيدنا لوط عليه السلام كان سببًا مباشرًا فيما انتهى إليه قومه من العذاب والتنكيل وهو جزاء عادل لكل من تنصل من فطرته وتمرد على القيم الإنسانية الرفيعة، ومما يؤسف له أن هذا الداء الذي أصبح أمرًا لا يعارض في الغرب سيكون سببًا في نهايتهم تلك النهاية التي أشارت إليها الآية، قال تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴿٢٢٧﴾ (الشعراء).
إن القيم التي جاء بها الإسلام لتشكل شخصيته وتدعم نفسيته وتقوي شكيمته وإرادته وتسمو بروحه تنبع من معين واحد وهو معين أركان العقيدة الإسلامية من (عقيدة وعبادة وأخلاق).
فهم مظان القيم وقوالبها التي تندرج فيها والتي هي أشبه بشجرة باسقة الأغصان يحتوي كل فرع منها على قيمة إنسانية وحضارية نبيلة، لذلك تجد اليقين في العقيدة والإخلاص في العبادة والمروءة والرحمة في الأخلاق والمعاملة.
في ظل هذه العناصر الثلاثة تنمو بذرة القيم وتشتد وتستوي على سوقها لتحفظ للدنيا البقاء وللمجتمع النقاء وللنفس الصفاء وللخلق الوشائج الطيبة والصلات الحسنة.
لذلك نقول إن الوجود الإنساني لا يمكن بحال من الأحوال أن يتنفس برئة واحدة وهي الجانب المادي المنعزل عن القيم والمجرد منها مهما بلغ في تفوقه وإلا تحولت المجتمعات البشرية إلى مجموعة من الغابات تسيطر عليها المخالب والأنياب ويكون الصراع الدامي المستعر وسيلتها المثلى لبقائها فضلًا عن وجودها .
ونحن ندرك طبيعة القيم وما طرأ عليها من تغير وتقلب وهبوط وصعود تحت تأثير هذه الرياح العاتية التي لا تبقي ولا تذر والتي حملتها إلينا العولمة بكل روافضها وصورها مما أدى إلى العصف بكثير من قيمنا وقد تفرغ بعضها من مضامينه الحقيقية وتحول بعضها إلى النقيض.
إن المجتمع يسير بفعل التأثير الجانح والعاتي ليكون أثيرًا لقائمة جديدة من القيم تتعارض مع عقيدته وتصطدم بأخلاقه.
ومن هنا ندعوا بإلحاح شديد إلى ضرورة استدعاء وإحياء القيم والعمل على تجديد فاعليتها، بعد أن أصيبت بطعنات كثيرة كادت معها تسقط بلا قيام وتلفظ أنفاسها الأخيرة.
جاء الدور لنحيي قيمنا حتى تأخذ دورها الفاعل والمأمول في ترقية المجتمع وتذكية أفراده بل لأمر أكثر من ذلك لاستئناف الدور البالغ الأهمية لعالمنا الإسلامي في العطاء فضلًا عن القيادة والريادة.
آن لنا أن نتمسك بقيمنا ونستمسك بكتابنا لنحفظ على أنفسنا الوجود والهوية؟؟؟؟؟!!!!!
هل آن الأوان أن نتماسك بالقيم التي هي طوق النجاة.. وبسرعة.. وإلا …!!!!!!!!!!!!