الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

عبدالله رشدى فى ضيافة «الزمان»: التيارات الإسلامية غير مؤهلة

الأزهر يستخدم كل الأساليب لمحاربة الإرهاب.. وقناة الأزهر ستنطلق قريبًا.. والإمام الأكبر رجلٌ يحمل هموم أمة

الدكتور عبدالله رشدي في ضيافة الزمان
الدكتور عبدالله رشدي في ضيافة الزمان

ممثل الأزهر السابق: الدواعش مسلمون وليسوا محميين من العقوبة.. ويأخذون النصوص بظاهريتها

الضلال الذى تمارسه داعش ضد النصارى ليس له سند شرعى.. ولا يوجد شبه بينهم وبين «ابن تيمية»

لو كان «ابن تيمية» موجودًا لحارب داعش

الدواعش والملحدون وجهان لعملة واحدة

الانتخابات حلال انزل قول رأيك.. ولن أفصح عن اختيارى فى سباق الرئاسة

أداء وزير الأوقاف يسأل عنه الأزهر ورئيس الوزراء

الأزهر بابه مفتوح لكل من يريد خدمة الإسلام.. وأدعوا الجميع لزيارة المرصد

 حلّ الشيخ عبدالله رشدى، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، والداعية الإسلامى، ضيفًا على جريدة «الزمان»، وأسدل الستار عن العديد من الأسرار والخبايا حول العناصر الإرهابية والمتطرفة، كاشفًا كواليس جديدة تدور داخل وزارة الأوقاف، وطرح آليات مواجهة التطرف والعنف، إضافة إلى تطرقه إلى ما يحدث داخل البلدان الإسلامية والعربية وخاصة فى سوريا  وعمليات القتل والهجمات على المستأمنين.

وبيّن رأى الدين فى العديد من الأمور التى سببت لغطًا كبيرًا بين الناس فى الشارع المصرى، بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.

كما تطرق إلى حكم الدين فى التعامل مع الدواعش، وما السبب وراء انتشارهم ووجودهم فى العالم الإسلامى فقط، خاصة أنهم يعلنون فى مناهجهم أنهم يحاربون أعداء الله، ولا نجدهم فى أى دولة أوروبية ممن لا ينتمون للإسلام.

وكما أوضح العديد من القضايا الشائكة التى تهم الشباب وكشف النقاب عن الأمور الملتبسة عليهم، وأوضح كيفية التعامل مع النصارى وغيرهم الذى يعيشون مع المسلمون فى وطن واحد.

وعرف عبدالله محمد رشدى، نفسه من منصة «الزمان»، بأنه بدأ تعليمه فى الأزهر الشريف، وشرع فى دبلومتين تمهيدى ماجستير فى مقارنة الأديان والمذاهب، ودرس فى نفس الوقت فى كلية الشريعة الإسلامية.

تعد مناظرة الباحث إسلام البحيرى أهم محطات حياتك.. حدثنا عن الكواليس؟

لا أحد يستطيع فى يوم أو اثنين أو شهر، أن يعد نفسه لمناظرة علمية خاصة بتراث أو فكر إلا إذا كان مؤسسا علميًا فى هذا التخصص، فعلى الإنسان قبل خوض أى مناظرة من مراجعة كل المعلومات لتكون حاضرة فى ذهنه، وهذا يأتى بكثرة النظر وإدمان المطالعة، وأتذكر أحد كبار مشايخى وكان تسعينيًا الدكتور عبدالرحمن العدوى، الذى كان يقرأ فى اليوم ست ساعات متواصلة.

وأؤكد أن العلوم التى يدرسها الطالب الأزهرى، فى المراحل المختلفة كفيلة أن تجعله يناظر أى إنسان على وجه الأرض في القضايا الشرعية التى يثيرها الملاحدة والدواعش، لأنه يدرس أصول اللغة العربية والعلوم الشرعية، بالإضافة إلى العلوم الحياتية.

وخلال مناظرة إسلام البحيرى، قمت بإجراء عصفٍ ذهنى لنفسى حتى أكون مؤهلًا للرد على تلك الشبهات، فمسائل الشريعة الإسلامية مليون ومائتا ألف مسألة فى الفقة الإسلامى، ومسائل العقيدة الإسلامية ألف وخمسمائة مسألة، لذلك قمت بمراجعة خريطة الشريعة وخريطة العقيدة، بغرض استذكارالمسائل، وتكون لدى الحجة للتعبير عما فى عقلي والقدرة على الرد على جميع الأسئلة التى تدور فى الحلقة،  بمعنى تجهيز نفسى لأى سؤال قد يطرأ على بال الشخص الذى يناظرنى.

وفى حقيقة الأمر أنا لم أستعد بشكل كافٍ لتلك المناظرة، لأننى كلفت من قبل الأزهر قبلها بيومين فقط، ولم أرفض الدعوة لأننا جميعًا نسعى من أجل هدف واحد وهو خدمة إسلامنا وأزهرنا الشريف.

الإلحاد من أبرز المشاكل التى تحاصر الشباب حاليًا.. ما هى الأسباب العلمية وراء ذلك؟

لم يتوغل الإلحاد فى شبابنا لقلة العلم فقط، ولكن لأن هناك نماذج سئية من الملتزمين دينيًا، فالناس قبل أحداث يناير كانوا يجلون المشايخ والعلماء ولو لم يكونوا ملتزمين دينيًا،  ولكن بعد الأحداث وجد الناس الكثير من الملتزمين يقومون بتصرفات تخالف الإسلام جعلت رؤية الشباب حول الدين مضطربة، وهزت صورة الدين فى نظر الشباب.

وكافة التيارات الإسلامية التى كانت على الساحة لم تكن مؤهلةً لصناعة حياة سياسية رشيدة.

وهنا اصطدمت سطحية الدراية الدينية عند بعض التيارات الدينية بالشباب الذي كانت معلوماته عن دينه بسيطة كذلك، فوجد كلامًا -في السياسة مثلاً- يقال باسم الله، وهو ذاته يتغير باسم الله، فكنا نجد أن بعض القرارات السياسية التى تقال اليوم إنها تخدم الإسلام والمسلمين يخرج في الغد عكسها ويقال إنها تخدم الإسلام والمسلمين أيضًا!.. وهذا اللغط باسم الدين كان له دور أساسي في اضطراب كثير من الشباب دينيًا.

ما السبب وراء انتشار مصطلح المتاجرة بالدين؟

لا أحب  أن أقول المتاجرة بالدين.. فإذا قلنا إن بعض من ينتسبون إلى الإسلام يتاجرون بالدين، فهناك أيضًا الكثير من غيرهم من الليبراليين والعلمانيين يتاجرون باسم الوطن تارةً وبالحرياتِ تارةً أخرى،  فأنا لا أحب التدخل فى نوايا الناس وإنما أتكلم على الظاهر العام.

وعلى الشباب أن يبحثوا عن العلماء الربانيين المختصصين، ويأخذوا منهم العلوم الدينية بطريق الدراسة، ويتركوا الشيخ «جوجل» والشيخ «سوشيال ميديا».

أنت تتكلم عن داعش.. فكيف واجه الأزهر تلك الأفكار؟

الأزهر ما ترك وسيلة من الوسائل الحديثة التى يستطيع استخدامها إلا واستخدمها، فالأزهر الآن ينشئ مرصدًا تحت مسمى «المركز العالمى للأزهر الشريف»، يضم مرصدًا خاصًا قائمًا على جمع القضايا والشبهات الفكرية، وأدعوا جميع الإعلاميين والصحفيين لزيارة هذا المرصد، ويوجد به تحليل عظيم لكل شيء، والإعلام مع الأسف لا يسلط الضوء على ذلك، مع أن الأزهر بابه مفتوح لكل صحفى وإعلامى يريد خدمة الإسلام ومصر.

من المنوط به مواجهة الأفكار الشاذة المنتشرة فى المجتمع؟

ولى الأمر هو القانون، والقانون جاء برئيس دولة، إذًا فممثل القانون هو الحاكم أو الرئيس، ومن هنا لا ينبغى لأحد غير الحاكم المواجهة، لأن هناك أصلًا فقهيًا يقول لا جهاد إلا تحت راية إمام مبايع والإمام المبايع هو من أتى بالانتخابات، والانتخابات اليوم بمثابة البيعة التي كانت معمولاً بها ديماً، فنظرًا لكثرة الناس صار أخذ البيعة يدًا بيدٍ للحاكم أمرًا عسيرًا، فارتضى الناس أن يكون الصندوق هو محل تلك البيعة، ولا حرج في ذلك، وهنا أتذكر شيئًا مهمًا وهو أن الحاكم إذا كان لا يطبق الشريعة الإسلامية كاملة، فعلينا أن نعلم أن تطبيق الشريعة كاملة بحذافيرها انتهى بعصر الخلفاء الراشدين، الذين قال فيهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتى وسنتة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدى»، ودخل النقص من بعدهم ولن يأتى التطبيق على منهاج النبوة إلا بمجيء «المهدى».

ومن هنا من يخرج علينا من الدواعش ويقول إنه يطبق الشريعة على منهاج النبوة نرد عليه بأنه «كذاب»، لأنه يناقض كلام رسول الله.

مع التأكيد على أنه يجب أن تكون القوانين كلها صغيرها وكبيرها تحت مظلة الشريعة الإسلامية.

«فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها: الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ»؟.. هل ما يحدث بسوريا الآن يشير إلى اقتراب القيامة؟

الحديث صحيح، ولكن ليس معنى ذلك أن نحمله على الواقع اليوم، فالحديث يتكلم عن الملحمة الكبرى آخر الزمان، وهذه ليست الآن ولكنها فى آخر الزمان بين المسلمين والروم وتكون لهم ثمانون راية تحت كل راية اثنا عشر مقاتل، أى أن عدد الجيش الذى سيقاتل العرب والدول الإسلامية سيكون تسعمائة وستين ألف مقاتل، وهذه هي الملحمة.

أما الذي يحدث فى الغوطة فهو اقتتال بين مسلمين ومسلمين، النصرة فى الجيش الحر فى داعش فى الجيش النظامى، والحل هنا أن يتحد السوريون وأن ينبذوا كل الجهات الخارجية التى تريد الوقيعة بينهم ثم يعيدوا ترتيب صفوفهم وإعلاء مصلحة بلادهم فوق كل مصلحة أخرى.

الدواعش طائفة خرجت من دار الإسلام تدعى أنها تطبق الشريعة وحكم الله، هل هذا صحيح.. وما حكمهم فى الدين؟

كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولم يأت بخلاف ذلك فهو مسلم، وليس معنى أنهم مسلمون أنهم على الصراط المستقيم، فالله يقول «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الحياة الدنيا ولهم فى الأخرة عذاب عظيم»، إذًا ليس معنى أن الداعشى مسلم أنه لا عقوبة له، الداعشي ليس محميًا من العقوبة بل له أكبر وأشد من عقوبة الدنيا وهي العقوبة في الآخرة، فالتنكير فى الآية يفيد التهويل فى كلمة «عذاب عظيم»، فكونه مسلمًا لا ينفى أنه مجرم.

ولكن إذا كفرنا داعش سيحدث أمر جلل، فكلما وقعت حالات قتل من مجرمين جنائيين سيكفر أهل القتيل القاتل، ويتنازع المسلمون في مساجدهم وبيوتهم على إيمان بعضهم بعضًا وتتدخل القبلية والعصبية مما ينذر بكوارث مجتمعية، ويختلط على الناس الأمر، فالتكفير أى فكر مقابل إنكار فكر، وداعش لا تمثل بالنسبة لى فكرًا، وإنما تمثل بالنسبة لى خللًا أمنيًا يجب اجتثاثه، فالأعمال الإجرامية التى تفعلها داعش لابد من ردعها حتى نعود لمرحلة الفكر، إذ لا يستقيم أن نواجهه بالفكر وهو يواجهنا بالقتل بل يجب ردعه وزجره لقول الله تعالى «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين»،  فلابد من معرفة مناط كل نص وتنزيله على واقعه الذي يختص به.

هل أنت مع فكرة تجنيد الشباب لمحاربة الجماعات التكفيرية في البلاد الأخرى ؟

أنا أنظر إلى ما يحدث فى بلاد المسلمين الخارجية، من ناحيتن إحداهما أننى لست إلا مصريًا، والثانية أنني لم أسافر إلى تلك البلاد التى يحدث فيها القتل وغيره، ولكن علىّ أن أقف على الحياد، وأقول وفق ما تعلمته من الإسلام، إن كل من يسفك دمًا بريئًا بغير وجه حق فهذا حرام، والذى يطبق الأحكام على الوقع فى أى بلد إسلامية هو أهل الواقع الذين يعيشون فى تلك البلدان.

من الأحق بالتحدث فى الأمور الدينية؟

أى شخص مؤهل، وفق الكتاب والسنة، وقد تخرج من الأزهر الشريف واعتمد فكره منه، لأن الأزهر حفظ لنا العلوم الشريعة.

بعض الدول الإسلامية بها مخالفات شرعية.. فهل هذا ينزع عنها إسلاميتها؟

المخالفات كثيرة فى المجتمع وفي القوانين كذلك في بعض الدول الإسلامية، لكن وجود المخالفات داخل أى دولة لا ينفى عنها الصبغة الإسلامية، فوجود المخالفات لا ينفى عن المسلم إسلامه ولا عن الدولة المسلمة إسلاميتها، والواجب على الحاكم أن يعدل اعوجاج ما فى دولته ليكون مطابقًا للشريعة.

كيف نرد على من يقول «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون»؟

نقول لهم إن فهمك لهذه الآية خطأ، ولديك خلل فى الربط بين الواقع والنص، ففهم النص، بتفسير هذه الآية به مدرستان، مدرسة تقول إن هذه الآيات كلها لليهود والنصارى والأمم السابقة ولا علاقة لملة الإسلام بها، والثانية تقول إنها لليهود والنصارى أيضًا وكذلك للمسلمين، والمدرستان مذكورتان فى تفسير الطبرى، وابن كثير والقرطبى وكل التفاسير القديمة.

وهنا فإن هذا النص ليس من المؤكد أنه للمسلمين، ولكننا سنأخذ المدرسة التى تقول إنها تخص المسلمين، فهل هذا كفر أكبر ينقل عن الملة ويجعل الحاكم ومن يحكم بمثل هذه القوانين يرتد، وفى هذه الحالة فإن الجيش والشرطة الذين هم حماة الوطن يصبحون مرتدين كذلك ؟ أم أن هناك فهمًا آخر للنص ورثناه عن السلف يغاير ذلك الفهم المعوج الذي تتبناه داعش؟.

فالدواعش ومن على شاكلتهم يسقطون النصوص على غير محالها، ويطبقونها دون فهم.

كيف نرد على من يكفرون الحكام والرؤساء العرب؟

كل رؤساء العرب والمسلمين يصلون معنا، إذًا يفعلون الأمور التى أمرنا بها الإسلام فكيف يكونون كفارًا، فإن من يكفرون بالمعاصي والكبائر هم الخوارج، وإذا لم يكن الدواعش خوارجاً فمن الخوارج إذن؟

متى يكون هذا النص بمثابة الكفر الذى ينقل عن الملة؟

يُحمل هذا النص على الكفر الأكبر إذا كان هناك ازدراء لشرع الله أو جحود لدين الله، أما إذا  كان الشخص مؤمناً بشرع الله وبما جاء به رسول الله، لكن الأحوال الاقتصادية والعالمية والسياسية، اضطرته لفعل المخالفات فهذا ليس بكفر، ويسمى فى الشرع الشريف «كفرٌ دون كفرٍ»، بمعنى أنه من جملة المعاصي، التي يجب عليه البعد عنها والتوبة منها، ولكنه ليس الكفر الأكبر الذي يخرجه من الإسلام ليصير مرتدًا.

وهذا الفهم تعلمناه من الأزهر ودرسناه هناك، فالأزهر يعلمنا أصول الفهم الصح للنصوص، كما فهمها السلف عن رسول الله، بينما الدواعش يأخذون النصوص بظاهريةٍ بعيدًا عن فهم السلف.

ففى حديث عوف بن مالك -رضى الله عنه- قال رسول الله:" خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ ، فَقَالَ : لَا ، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ »، فالصلاة مقامة فى مساجد مصر والعالم الإسلامى فكيف نحكم على الحكام بالكفر ونقاتلهم!؟

هل تحريم حمل السلاح على الحكام معناه قبول الظلم؟

لا ولكن إذا ظلمت فمن حقى أنى أطالب بحقى كمظلوم، لكن ليس معنى هذا أن نحمل السلاح ونقتل من ظلمنا، إذ تلك فوضوية يأباها الشرع ولا يقبلها العقل، نعم حقك أن تنتصر ممن ظلمك ومن اعتدى عليك بالطرق الشرعية، أما أن يقع على الإنسان ظلم في بلاده فيبادر بحمل السلاح ضد بلاده!؟ إن ذلك من العبث الذي حرمه الله ورسوله ، ففرق بين التظلم والمطالبة بالحق وبين اتخاذ العنف وسيلة لتلبية مطالبي التي ربما تكون مشروعة أو غير مشروعة.

ما الفرق بين أن أطالب بحقى بسلام وبين أن أحمل السلاح؟ 

ما دمت لا تتعانف فمرحبًا بالمعارضة، والدليل على ذلك وجود مجلس الشعب الذي  يستجوب الحكومة، فالاعتراض السلمى للإصلاح حق مكفول للجميع، والدستور والقانون ينصان على أن الشعب من حقه أن يعبر عن رأيه لكن بالقانون، دون إيذاء لأحد أو تعطيل مصالح المجتمع.

إذًا هل هناك فرق بين فكر الداعشى والملحد؟

لا فرق بينهما بل هو نفس الفكر مئة بالمئة، لكنهما أخذا طريقين مختلفين، فهما فكران  خرجا من شجرة واحدة وهى تقول إن «الإسلام دين القتل»، فجاء الخوارج  فقالوا سنطبق هذا، وجاء الملحدون فقالوا نحن سنكفر بهذا، لذلك عندما تقنع أحد الاثنين وتوضح له الفرق بين العنف والقتل سيضطرب فكريًا.

وما الفرق بين الفكر الإلحادى والعلمانى؟

الإلحادى والعلمانى، وجهان لعملة واحدة، فالاثنان لديهما نفس مبدأ الحرية المطلقة، لكن العلمانى يقول أنا مسلم، ونحن لا نستطيع أن نكفر من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، لكن إذا أنكر المعلوم من الدين بالضرورة فالقضاء سيكفره وليس نحن.

بماذا ترد على من ينكر السنة ويقول «هناك أحاديث فى البخارى ومسلم» مثل «اغزوا.. وقاتلوا.. وغيرها من الأقوال التى تدل على الجهاد»؟

جميل، فهناك آيات فى القرآن لها نفس الفحوى مثل «يأيها الذين ءامنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة»، هل من يسمع هذه الآية وغيرها ينكر القرآن أيضًا؟ تجده عند هذا كأنما توقف فكره  «وقف حمار الشيخ فى العقبة»، لا يجيب لأنه إن أنكر القرآن أصبح ملحدًا، وحينها يضطر إلى أن يعود إلى التفاسير وإلى التراث فكيف يعود إلى التراث وهو ينكره؟ وإن كان يضطر للرجوع لمعاني الآيات فلماذا لا يصنع نفس الشيء مع الأحاديث؟

وهناك سؤال منطقى لمن ينكر سنة رسول الله، هل أحد من البشر الآن رأى رسول الله؟ أو سيدنا جبريل؟ فكيف جاء إلينا القرآن؟ وكيف عرفناه ونحن لم نر رسول الله؟ فنحن عرفنا دين الله وسنة رسول الله بالتواتر، فالقرآن جاء إلينا عن طريق البشر، والوحيد الذى جاء إليه القرآن من قبل الله هو سيدنا جبريل، والقرآن جاء إلى رسول الله من مخلوق، وليس من الخالق وهو جبريل، فتأتى أنت وتأخد القرآن وترفض السنة، فأنت هنا تصنع تفرقة بين أمرين متماثلين بلا علة، وهذه حينها  هي طريقة غوغائية تتعامل مع الدين بانتقائية.

وإن  أنكرت السنة فكيف تصلى؟ فالقرآن لا يوجد فى آية واحدة تدلنا على كيفية الصلاة، والزاوج وغيرها من الثوابت التى تعلمناها من سنة رسول الله، فهذا عبث مطلق، لأننا إما أن نثبت أن هناك وحياً مع القرآن، وإما أن ننكر ذلك، فلو أنكرنا ذلك إذن نحن نصلي هذه الصلوات  بلا وحي، وهذه حماقة لا يقبلها عاقل.

هل المشاركة فى الانتخابات الرئاسية حرام بحسب ما يشاع؟

الانتخابات ليست حرامًا، بل هى وسيلة من الوسائل التى تعارف المسلمون عليها فى الزمن الحاضر، ولا تخالف شرع الله جل وجل، فلو كانت الانتخابات حرامًا إذًا حكم كل الرؤساء حول العالم باطل، «وإن الله لا يصلح عمل المفسدين»، وحينها داعش معها الحق أن تقتل وتصمم دينًا جديدًا دون انتخابات ورئاسة، وهذا كلام غير سوى بالمرة.

من ستنتخب؟.. وما هو ردك على من يدعو لمقاطعة الانتخابات؟

الانتخابات تعرف بالاقتراع السرى ولن أفصح عن من سأنتخب، ولا أحب فكرة المقاطعة لأنها سلبية، بل انزل عبر عن رأيك وهذا واجب وطنى عليك أن تكون فعالًا وتشارك مشاركة إيجابية.

هل الأزهر سيكون له قناة قريبًا؟

طال انتظارها، وقريبًا جدًا ستنطلق قناة الأزهر، من داخل المشيخة.

ما رأيك فى أداء وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة؟

 أنا لست مخولًا أن أحكم على أداء الوزير، ويسأل فى ذلك السيد رئيس الوزراء، لأنه المسئول المباشر عن أداء الوزراء.

شيخ الأزهر يتخلف كثيرًا عن ندوات الأوقاف ولا يحضرها.. ما رأيك؟

فضيلة الإمام الأكبر حفظه الله تعالى رجلٌ يحمل هموم أمةٍ على كتفيه، وبخصوص السوال فيرجع في ذلك لمعالي المستشار القانونى لفضيلة الإمام الأكبر.

حكم استخدام السحر؟

السحر استخدامه حرام، ومن الكبائر بأى طريقه من الطرق، وهو باطل، فلا يجوز استخدام السحر فى أى عمل يتعلق بإنسان أو بغيره، لأنه بمجرد الاقتراب من السحر كبيرة من الكبائر وقد يصل بالإنسان إلى الكفر.

هناك من يبرر الاستعانة بالجن إذا كان مسلمًا؟.. ما حكم ذلك؟

الغاية لا تبرر الوسيلة، كيف سنعرف الجني إن كان مسلمًا أو غير مسلم!؟ فالباب مغلق، لأن الله جل وعلا جعل بيننا وبين الجن ستارًا، قال تعالى: « إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ »، فلو كانت الاستعانة بالجن فيها خير لكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم فعلها، لكنه لم يفعلها ولا الصحابة من بعده.

ماذا لو وجد إنسان به مس فقرأ عليه القارئ إلى أن تكلم الجن.. هل يتكلم معه أم ينهى الجلسة؟

تكون معالجته بالقرآن، بالقرآن فقط، ولا يوجد إشكال أن يتكلم مع الجن، ولا يوجد مانع فأهل التخصص فى المس وخروج الجن يعلمون كيف يتعاملون،ولكن  لا ينبغى للإنسان أن يعلق نفسه بأوهام الجن، وأنه ممسوس ومسحور، لأنها أمور غيبية والله أعلم هل هو محسود أم مسحور فهو أمر بيد الله، ولا مانع بالتبرك بالقرآن الكريم، بأن يرقيه أحد الصالحين بالقرآن.

هناك أشخاص ينصبون باسم بالقرآن بحجة إخراج الجن وأعمال السحر.. ما حكم التعامل معهم؟

كل الطرق التى بها معاملات مخالفة لدين الله يجب الابتعاد عنها من «حجاب، وأعمال وغيرها»، وكل ما يحدث يدخله جانبٌ من الشعوذة والخزعبلات، والأزهر يقوم بدوره فى توضيح هذه الأمور للناس، بأن يحثهم على الأدعية والأذكار وترك ما وراء ذلك، والرقى تكون بالقرآن لا باستخدام الجن والطلاسم.

ما حكم الموالد والأضرحة؟

المولد إذا كانت لتذكر الله سبحانه وتعالى، والنبى صلى الله عليه وسلم أو سيرة رجل صالح، وإطعام الطعام، فهذا لا حرج فيه، ولكن ما يحدث فى بعض الأحيان بالموالد، من «اختلاط، وترك وتضيع للجمع والجامعات، ومن شرب للمنكرات، ومن تبول فى الطرقات، وإغلاق الطرق، إهمال النظافة العامة، ورقص على هيئة لا وقار فيها»، كل هذه مخلفات لا يقرها الشرع الشريف.

أين وزارة الأوقاف مما يحدث فى الموالد؟

لا تقام الحضرة وغيرها من هذه الأفعال، إلا بتصريح من وزارة الأوقاف، وهناك ضوابط وضعتها «الأوقاف»، وتلزم الحاضرين بها، وهى أن لا تخالف الكتاب والسنة، بأن لا يكون هناك اختلاط ولا رقص، ولا طرب، ولا دخول للآلات الموسيقية ولا اللهو، وإن وجد فإن كل المخالفات تسجل وترفع للمختصين في الوزارة وقد يؤدي ذلك لإلغاء الحضرة.

هل الحضرة فعلها رسول الله؟

الحضرة هى جلسة يذكر فيها الله ورسوله، ويتلى فيها بعض القرآن، والمعنى كان موجود في حديث رسول الله  «عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»، فهذا ليس فيه شيء ولكن إذا طرئت عليها مخالفات، تمنع على الفور.

لماذا يتاجر الكثير فى زمننا بالدين ويتخذونه ستارًا لأفعالهم الخاطئة؟

القضية هى أنهم يلعبون على وتر المظلومية، ويستطيعون من خلاله أن يجندوا المسلمين لحمل السلاح على بلادهم، وأن يقاتلوا جيوشهم، ويحدثوا الوقيعة بين كل أمة، وجيشها، وهذه مشلكة كبرى، لأن أى دولة جيشها مهما كانت قوته لا يستطيع الصمود أمام من يضربه من الداخل، فلسفة الجيوش هى مواجهة العدو الخارجى، فالدولة الخارجية إذا أرادت أن تحتل دولة ما، تقوم بافتعال الوقيعة بين جيش الدولة وأبنائه، لتفتت الدول وتقسمها إلى دوليلات، ومن ثم يذوب ويتلاشى مفهوم الدولة، وتخرج الجماعات التى تنتحل مذهب الخوارج، ويحكمون على القادة بالكفر، وهذا فكر عقيم.

ما حكم الدين فيما تفعله داعش مع النصارى؟

تأكد أن الضلال الذى تمارسه داعش وغيرها، مع النصارى من ذبح وغيره من انتهاكات، الإسلام منها براء، فهم يتعايشون معنا بسلام، فما هو المسوغ الشرعى لذلك، فالنصارى الذين في مصر مواطنون لهم ذمة الله ورسوله وهم أنفس معصومة، أى حرم الشرع الشريف سفك دمائهم والاعتداء عليهم، لأن بيننا وبينهم عهدًا ولأن لهم ذمة الله ورسوله التي نعبر عنها اليوم بالمواطنة.

ففعل داعشٍ مخالف للنصوص القرآن «وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»، وقول رسول الله «ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة»، والإمام البخارى بوب بابًا فى كتابه «إثم من قتل معاهدًا»، «من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة»، وكل هذه النصوص تعلمناها من الشريعة الإسلامية، فهل تطبيقها على أرض الواقع هو قتل المستأمنين.

من الذى يعلن القتال؟

 ولى الأمر.

ما وجه الشبه بين الإمام ابن تيمية والدواعش؟

ليس هناك تشابه بينهما، وأقتبس هنا كلمة لفضيلة مولانا الدكتور على جمعة «لو رأى الإمام ابن تيمية الدواعش وماهم عليه لضربهم بالجزمة»، فهناك أشخاص يربطون بين الإمام وبين الدواعش، وكل ما يفعلونه لو كان ابن تيمية موجودًا فى العصر الحاضر لما قبل بشيء مما هم عليه.

موضوعات متعلقة

click here click here click here nawy nawy nawy