إلهام شرشر تكتب: هل يسلم حزب الله لبنان لإسرائيل ؟؟!!!
أخيرًا نزلت “إسرائيل” الساحة وارتفع صوتها ..
خرجت على المسرح بشخصيتها المقيتة .. تظهر من خلال عملائها مجرمي الحرب في كل مكان ..
فبعد أن سيطرت على هذه الدول العميلة الموالية لها نستطيع أن نقول أنها امتلكت العالم شكلًا وموضوعًا .. ظاهرًا وباطنًا ..
وأحب أن أنبه على إنني لم أكن متأثرة بهذا المشهد على الاطلاق بل كنت انتظره .. هذا هو التطور الطبيعي للأحداث .. أنها أخيرًا تخرج لتكون البطل الوحيد فوق مسرح الدراما الهزلية التي وضعت السيناريو الأسود له ..
والأمة الإسلامية .. أمة النيام .. لم أكن حزينة لما يحدث بسبب خروج “إسرائيل” هكذا علانية صراحة لتهديدها العالم ودق طبول الحرب بكل هذا التبجح والجرأة ..
كم كنت انتظر منذ زمن ذلك التمكن الذي هي عليه الآن .. والذي يعني بداية نهايتها -إن شاء الله- ..
أمة الإسلام .. أمة النيام .. أمة المليار وما يزيد .. إن هذا يعني أن ذلك هو العلو الثاني لـ “إسرائيل” بصراحة مطلقة في حقيقة واضحة مجسدة ومجسمة ..
إنه العلو الذي أخبرنا عنه القرآن الكريم في سورة “الإسراء” حين قال تعالى:( فَإِذا جاءَ وَعدُ أولاهُما بَعَثنا عَلَيكُم عِبادًا لَنا أُولي بَأسٍ شَديدٍ فَجاسوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعدًا مَفعولًا﴿٥﴾ ) ..
وها أنذا انتظر هؤلاء العباد أولي البأس الشديد الذين سوف يمحونها من الوجود -إن شاء الله-
أمة الإسلام .. أمة النيام .. كم أنا فرحه لصعود “إسرائيل” على المسرح السياسي القذر وتصديرها اللعبة اللا إنسانية .. واللا أخلاقية .. والتي تعتبر إشارة بنهايتها ..
ولكن لا أدري ……… هل يكون موقفي تجاه أمة الإسلام أمة النيام ..هو إحساس يملأه السعادة من أجلهم ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!.. حين المشيئة والإذن بخروج هؤلاء الرجال أولي البأس الشديد وأقصد هنا سيدنا “المهدي المنتظر” … أم أنني أحزن من أجل أمة الإسلام النيام ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!.. لأمرين ….. أولهما بالتأكيد تأديب سيدنا “المهدي المنتظر” لهم قبل تأديبه لـ “إسرائيل” وذلك للحال المزري الذي عليه تلك الأمة النائمة التي فرَّطت في حقوق الله تعالى على أرضه بعد أن كانت خير أمة أخرجت للناس ..
ثانيهما .. كل السعادة لعظيم التأديب والانتقام لدماء المسلمين التي أريقت .. ولخراب الديار التي دمرت .. لكن بكائي على أمة النيام عظيمٌ عظيمٌ من هول القادم .. وهم لايزالون غافلون ..
أكتب هذا الكلام في ظل الدعم الغربي المنقطع النظير لها وخاصة “الأمريكي” .. والتي تستعد هذه الأيام لنقل سفارتها إلى مدينة “القدس” العربية ..
بات مسموحًا لـ “إسرائيل” أن تبطش بـ “الشعب الفلسطيني” الأعزل .. وليس أدل على ذلك من حالة “الشاب الفلسطيني” الذي أصيب في اشتباكات مع قوات “الاحتلال الإسرائيلي” ..
فما كان من عريف يعمل بالجيش “الإسرائيلي” إلا أن أطلق عليه النار وهو مصاب فأرداه قتيلًا (شهيدًا) .. وما كان من “السلطات الإسرائيلية” إلا أن حكمت عليه بالسجن لبضعة أيام ومن ثم أفرجت عنه واستقبله زملاؤه استقبال الفاتحين المنتصرين .. وكم بدت على هيئته وملامحه مظاهر النشوة والانتصار .. لتكون هذه هي “إسرائيل” التي لا تثمن الدماء العربية ولا تلقي لها بالًا .. لذلك لم يكن بالأمر الغريب أن تهدد رئيس الدولة الفلسطينية بكل الوسائل ومختلف الطرق ..
كما أصبح متاحًا لها أن تعلن على مسامع الدنيا بأسرها عن استعدادها لقتل رئيس دولة عربية “رئيس سوريا” .. تحاول أن تفرض سياستها عليه .. في الوقت التي تضغط على الدول التي تسمى بالدول الكبرى أحيانا .. والعظمى أحيانًا أخرى .. من أجل تحقيق مصالحها والوصول إلى أهدافها .. حيث بلغ بها التنطع التدخل في الشؤون الداخلية لبعض البلدان المجاورة لها .. مثل “سوريا ولبنان” «خلاص أصبحوا ملكًا لها» ..
فها هي تعلق على انتخابات دولة تجاورها “لبنان” وهي تبدي أسفها لما انتهت إليه .. حيث تفوق “حزب الله” بما يتعارض مع مصالح “إسرائيل” ..
من المؤسف وإن كان من المنتظر أن مساحة “إسرائيل” السياسية في العالم باتت أكثر بكثير من مساحتها الجغرافية وتتعاظم مع الوقت .. خاصة في ظل ظرف عربي غاية في الخطورة والتعقيد والأزمة ..
لقد أصبح لـ “إسرائيل” من النفوذ الذي يمتد إلى درجة يخشى عواقبها .. وهكذا أصبحت “إسرائيل” تملي إرادتها على العالم ..
“إسرائيل” الشرذمة التي لا تتجاوز بضعة الملايين التي لم تتعدى الـ ١٢ مليونًا تتحكم وتسود في المليارات من البشر ..
ومع كل هذا فعالمنا العربي والإسلامي في ثبات عميق مشغول بصراعاته ونزاعاته التي قضت على موارده البشرية والطبيعية وانهكت قواه وكادت تقضي عليه تماما ..
لقد أخذ شكل الصراع بُعدًا مختلفًا للغاية بين أمة مستسلمة واهية ضعيفة أكلتها الحروب الطائفية والنزاعات القبلية وصدتها عن وجهتها وغايتها وبين كيان يتحرك ويسير وفق أجندة محددة ومؤامرة مدبرة وخطط لا تقبل التغيير ..
إن “الأطماع الإسرائيلية” ليس لها سقف تنتهي إليه ومع ذلك فالعالم بين مدلل لها وطائع لا يكسر لها أمرًا ولا يخالفها طلبًا ..
أقول هذا الكلام بمناسبة ما يجري في “لبنان” هذه الأيام من انتخابات نيابية طال انتظارها وغابت عن المشهد السياسي لسنوات عديدة ..
صحيح أن “حزب الله” أصبح يمثل ذراعا لـ “إيران” تحارب به في أماكن عديدة .. إلا أن الأمر لا يصل إلى تهديد صريح لدولة عربية “لبنان” لها كيانها ومكانتها لذلك لا يقبل أي عربي حر أن تقول “إسرائيل” أن “حزب الله” هو “لبنان” ..
إننا نرفض أن تتذرع “إسرائيل” بـ “حزب الله” لتضرب “لبنان” .. ويكفي في هذا المقام أن يعلن رئيس الحكومة اللبنانية صراحة أنه ضد سلاح حزب الله وأنه حريص على التوافق بين جميع “القوى اللبنانية” من أجل مصلحة “لبنان” ..
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه وهو …… هل ستؤثر نتائج الانتخابات النيابية إذن على استقرار الأوضاع في “لبنان” ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!… يبدو أن الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة وخاصة في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ عالمنا العربي ..
الذي يموج بإحن ومِحن كثيرة .. تلعب “إيران” دورًا بالغًا فيها ومؤثرًا .. فلقد تسببت في زلزلة عالمنا العربي وضربت استقراره بشدة وعنف .. وأصبحت تمثل من خلال أطماعها التي لا تنتهي حجر عثرة قوية في سبيل نهوض أمتنا واستقرارها بل اتخذت لها عيونًا وأذرعًا ..
ومن هنا بات صعوبة الموقف للوصول إلى إجابة قاطعة عن تأثير النتائج على استقرار “لبنان” ..
صحيح أن هناك إتجاه يستبعد أن تؤثر نتائج الانتخابات على الاستقرار السياسي والأمني الذي تعيشه “لبنان” .. إلا أن الأطماع الإيرانية لن تسمح إلا أن يحصد “حزب الله” ثمار نجاحه وتفوقه في الانتخابات .. لذلك لم يخف “حسن نصر الله” هذه المشاعر فصرح معقبًا على نتائج الانتخابات «إن نتيجة الانتخابات اللبنانية تعد انتصارًا كبيرًا لخيار المقاومة، كما أن حزب الله قام بتصرفات هوجاء حاول بها أن يستفز حفيظة الشعب اللبناني» ..
ورغم أن الانتخابات كانت رسالة إيجابية للمجتمع الدولي .. إلا أن المخاوف من أثرها ينبغي أن تحترم .. في ظل هذه الأجواء غاية الضبابية والذي يعكسها بوضوح تصريح رئيس دولة “لبنان” “ميشيل عون” .. بأن مشاركة حزب الله بالنزاع في “سوريا” بات قضية إقليمية مرتبطة بتوازن القوى .. بل إن أفراد أمن “حزب الله” انتشرت تهتف بإمتلاك “بيروت” بعد أن ارتفعت نسبة تمثيلهم في البرلمان وتراجعت نسبة تيار “رئيس الوزراء الحالي” المستقيل ..
لذلك لنا أن نقول أن حزب الله لن يحكم “لبنان” فهذا أمر مبالغ فيه لكن ستكون بالضرورة تغيرات تنصب لا محالة في مصلحة “حزب الله” .. ومع ذلك فلن تُخطف “لبنان” مادامت الإدارة السياسية تسير وفق المصلحة العليا لها .. مادامت “لبنان” حريصة على ألا يورط فصيل فيها الشعب بأكمله في منعطف يجعلها في قبضة “إيران” وعرضة للانتهاكات الـ “إسرائيلية” ..
إننا نأمل أن تكون الانتخابات صفحة جديدة ومفيدة وتتجه في مصلحة “الشعب اللبناني” وليس في صالح طائفة دون أخرى ..
لذلك فالتوافق السياسي مطلوب حتى ولو كان على الأطر العامة والعناوين الرئيسية ويستهدف تحقيق مشروع الأمن والاستقرار والتطور الاقتصادي كما يصبو “الشعب اللبناني” ..
وإذا كان دولة الرئيس اللبناني “سعد الحريري” على الرغم من فقده لثلث المقاعد التي كان يشغلها متوافق على استمراره في منصبه فإن عليه مسؤوليات جسام يتعين عليه النهوض بها .. أولها تحقيق التوافق بين “اللبنانيين” فـ “سعد” نسخة ٢٠١٠ قد يختلف عن نسخة ٢٠١٨ نتيجة لمتغيرات كثيرة طرأت على المشهد السياسي في “لبنان” بفعل الانتخابات وغيرها ..
لا ينكر منصف أن حجم التحديات التي تواجه لبنان في المرحلة القادمة كثيرة ومتعددة ولكن نتمنى أن تتجاوزها لبنان ..
ولقد توقفت كثيرًا حول كلمة دولة رئيس الوزراء عندما أعلن أنه على استعداد لمغادرة منصبه ما إن انفلتت الأمور من بين يديه وانفرط عقدها ..
ويبدو من طبيعة المستجدات التي طرأت على الساحة هذه الأيام أن الأمور ستتجه إلى ما يخشى منه الجميع وهو إندلاع حرب أهلية جديدة في “لبنان” ما لم يتدخل العقلاء والحكماء من أبناء هذا الشعب الشقيق .. وما لم تتدخل الدول العربية .. التي تدرك أن “لبنان” في مأزق شديد ليس اقتصاديًا ولا ماليًا وإنما هو في مأزق سياسي خطير يحتاج إلى من يسانده فيه ..
اسمحوا لي أن أهمس في أذن الجميع: إذا كنت أرفض تهديدات “إسرائيل” لـ “إيران” .. “إيران” شعبًا وفكرًا وعقيدًة ترفع راية التوحيد وتنتمي إلى الإسلام بعيدًا عن حكم “المُلات” .. الذين هم أزرع الصهيونية العالمية ..
هذا يدعوني أن أقول: أنه بالفعل تم التآمر على “لبنان” في اتفاق بين “حزب الله” و “إسرائيل” .. وإلا أين “حزب الله” أمام تحرش “إسرائيل” الدائم بها وبشكل مستمر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!..
أين “حزب الله” أمام تهديد “إسرائيل” الدائم الذي لا ينقطع عن “لبنان” ؟؟؟؟؟!!!!!!!!..
وأخيرًا .. أين “حزب الله” أمام معنى «حزب الله هو لبنان» .. وماذا يعني من «تلويح ومعنى» ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
إذن ها هو ذا “حزب الله” هل معنى ذلك أنه يسلم “لبنان” لـ “إسرائيل” ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!