ويتجدد الوداع على أمل البقاء
إن ناشئة الليل هي أشد وطنا وأقوم قيلا"صدق الله العظيم "المزمل" النوم أحد ملذات الحياة ومتع الدنيا.. ويا لروعة الإيمان حين نُحرمه علي جفوننا ليلا.. "يقظة بعد غفلة".. رغبة لا واجب لننعم بحب إلهي ما بعده لذة وسعادة.. النوم راحة من أي هم أو مرض.. يا لعظمة الإيمان حين نتنازل عن جزء من هذه الراحة ولو بتسبيح علي الأصابع.. استغفار وصلاة علي النبي.. متعة روحية.. واستشفاء للعليل إن شاء الله.. عزيزي القارئ قرأنا الفاتحة في عهد طاهر لوجهه تعالي شهد فيه علينا رب العزة.. ولن نخلف الوعد إن شاء الله...
يا أمة الإسلام هلموا إلي القيام.........للتوبة عن المعاصي...... وطلب الغفران.... بالصلاة. والمحافظة علي الوضوء....... فلنبقي علي طهارة الجسد والروح والنفس........لنبقي علي طاعة خالقنا وبارئنا........ قبل المرض أو الموت...... قبل حسرة الفوت بسكرة الموت...... قبل فوات الأوان.
يا راجي الرب يا باغي الحب
قم للحبيب فاذكر وعنه فذكر
اهجر نومك في ليلك وابحث عنه بين صلاة وذكر
كفا نوما. كفا ظلاما
فكم تهفو النفس إلي حب بكر
اجعلها من ليلك عيدا. تطفئ
به نار الشرور وظلمة الفكر
قم واتلو القرآن العظيم عسي أن يشفع لك في عسرة القبر
وفي يوم الحساب هو نور وعلي الصراط المستقيم نجاة من كل عُسْر
"فمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وفي رواية وما تأخر. وفسرها بعض العلماء. أي كل ما تقدم في العمر الماضي حتي تلك الليلة وما تأخر لارتباطه بالعمر القادم.
وها نحن لا نزال في شهر القرآن. شهر الرحمة. شهر الفرقان. شهر المغفرة. شهر العتق من النيران. إنه ذلك الشهر الذي يكون متعته ما بين الصيام والقيام. لأنه شهر القيام. ثم مجافاة النوم. واليقظان للبحث عن الحبيب الرحمن. للخلوة مع الحنان المنان. ليكون فيه أحلي القيام.
نقوم الليل وفي أعيننا. صورته صلي الله عليه وسلم. من وحي خيالاتنا. لما تركه لنا. صحابته من وصف وجهه الجميل المكسو بنور وجه ربه الكريم وجسده الطاهر الشريف. وروحه ذات الجذور الأصيلة. من عظمة نور ربه الجليل. وهو يتدارس القرآن ليلا مع سيدنا جبريل عليه السلام. مما يدل علي استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا. ذلك الليل الذي يهدأ فيه البال عن شواغل الدنيا بأسرها. كلها تنام من حوله. تسكن ضوضاؤها ويفتر ضجيجها ووهجها. فلا يسمع الإنسان إلا نداء روحه. ولهفها وشوق نفسه ولوعتها، للوصول بصحبة الذات الإلهية العلية. في ذلك اللقاء الأوحد الذي تتصالح فيه الروح مع النفس يسمو معهما اللسان ليقول أحلي الكلام. ذلك التحدي للنفس وهواها في لذة النوم. ليتحقق قوله تعالي: "إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا".
وشهر رمضان. وما أحلاه. وما أعلاه.