نظرة الإسلام إلى المستقبل
باتت الحاجة ملحة إلى هذه القيمة التى غابت منذ فترة بعيدة عن حياة مجتمعاتنا العربية والإسلامية .. فسادت بدونها العشوائية وانتشر التخبط وأصبحت الاتكالية سيدة الموقف ..
لذا فنحن فى حاجة ملحة إلى بصيص من تلك القيمة .. ليبدد ما انتهينا إليه من دعة وكسل .. من تراخ وإهمال .. تلك القيمة هى «التخطيط» ..
ولكم تعرضنا لهجوم شرس وانتقادات حادة كمجتمعات عربية وإسلامية .. وذلك لأننا لم نتخذ من تلك القيمة هدف منشود .. أو غاية نسعى بكل ما لدينا للوصول إليها ..
وهنا يظهر فى الأفق شبهة طالما رُمينا بها .. وهى أن ما وصلنا إليه من تخلف وتراجع .. بل من انزواء وبعد عن ركب الحضارة .. الذى يسير بخطوات واسعة .. لدرجة القفز فى كثير من الأحيان .. يرجع إلى الدين .. الذى ندين له ونؤمن به ..
لذا كان لزامًا علينا أن نكشف عن موقف هذا الدين العظيم .. من تلك الشبهة .. ونحاول قدر ما نملك الرد عليها .. فنقول:
إذا كان بعض الناس ينظر إلى التخطيط على أنه أمر يناقض العقيدة ويصطدم مع الإيمان .. ويخالف الشرع الحنيف .. من خلال ما يتردد على الألسنة .. من عبارات تحمل هذا المعنى مثل «العبد فى التفكير .. والرب فى التدبير .. واسقاط التدبير من علامات حسن اليقين» .. إلى غير ذلك من جمل وعبارات .. فى الحقيقة أودت بحياة أمتنا الإسلامية .. على مقدار قرون عديدة وأزمنة مديدة ..
الأمر الذى يتطلب بيانًا واضحًا عن موقف الإسلام من التخطيط .. باعتبار الحاجة الملحة إليه .. والضرورة التى لا غنى عنها .. لرسم معالم المستقبل .. وملامح الحياة الجديدة فى المرحلة الحالية والمستقبلية ..
ولرد هذه الشبهة .. بل هذا المرض اللعين والوباء الخطير .. الذى سرى كالنار فى الهشيم بين أبناء أمتنا ..
والحقيقة أن الحاجة ماسة لتكاتف العقول الرشيدة .. والقلوب اليقظة .. والضمائر الحية .. التى تدرك موقف الإسلام من التخطيط .. ليهبوا لكسر هذا الحاجز .. بل وتبديده والقضاء عليه .. من أجل غد أفضل لأمتنا .. حضاريًا وثقافيًا .. علميًا واجتماعيًا .. حياتيًا وأخرويًا ..