رئيس الإدارة المركزية للوافدين بوزارة التعليم العالى: نعد منصة رقمية لتعليم الطلاب الأجانب عن بعد.. والوافدون يفيدون مصر فى 3 جوانب مهمة
فى ظل تحديات أزمة كورونا التى تواجهها الدول حول العالم، تتصدر مصر جميع المجالات وتتفوق فيها خاصة فى مجال التعليم وجذب الطلاب الوافدين من الخارج، فقد أصدر المجلس الأعلى للجامعات العديد من القرارات للتسهيل على الطلاب الأجانب الراغبين فى الالتحاق بمراحل التعليم المصرى الجامعى والدراسات العليا والماجيستير والدكتوراه.
وفى حوار "الزمان" مع الدكتورة رشا كمال رئيس الإدارة المركزية للوافدين بوزارة التعليم العالى، أكدت أن مصر أولى الدول الجاذبة للطلاب القادمين من الخارج.
كما أوضحت الدكتورة رشا، مدى الاستفادة التى تحققها مصر من تواجد الطلاب الأجانب بها، على الصعيد السياسى والاستثمارى والتعليمى، مشيرة إلى أن الإدارة تعمل على تطوير آلياتها، خاصة البنية التحتية والاتجاه نحو الرقمنة تحت رعاية وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور خالد عبدالغفار.
وإلى نص الحوار..
بداية.. ما استعدادات الوزارة للعام الدراسى الجديد؟
نحن الآن فى صدد فتح باب التقديم لقبول الطلاب الأجانب الذين حصلوا على الثانوية العامة أو ما يعادلها، وهذه الفترة نحن مهتمون لعمل متابعة لنظام التقديم ودعم الطلاب، والإجابة على استفساراتهم ومشوراتهم وجميع الأشياء نتواصل فيها مع الطالب حتى يكمل عملية القبول، وفى ظل أزمة فيروس كورونا، وحظر الطيران قمنا بتسهيل الإجراءات، فمسبقا كنا نطلب من الطالب تجهيز أصول أوراقه خلال أسبوعين فقط، كى يتم توثيقها والتحاقه بالجامعة التى تم ترشيحه لها، ولكننا فتحنا المدة تماما وجعلناها وفقا لطبيعة كل دولة والطيران الخاص بها، واستطعنا إعلام الطلاب فى خلال 3 أو 6 أيام بالجامعة المرشح لها، ونعمل له نظام معادلة إلكترونية ويحصل فيها على مكان محجوز داخل إحدى الجامعات وفقا لمجموعه والمواد للدراسة فى هذا التخصص، وقد وافق المجلس الأعلى للجامعات أن الترم الأول يمكن أن يكون أونلاين للطلاب الأجانب الذين يتعذر عليهم النزول بسبب كورونا، وسيحققون نفس استيعاب وجودهم فى المحاضرة، وكنا أكثر دول نجاحا فى استقطاب الوافدين، نظرا للتسهيلات التى وضعناها لهم.
وهل لدينا البنية الرقمية التى تتحمل بث محاضرات لتعليم الطلاب الأجانب فى بلدهم؟
هناك فريق متكامل، يقوم بإعداد منصة رقمية للتعليم عن بعد، لجميع الجامعات المصرية وهذه يقوم بها الدكتور خالد للتحول الرقمى بقيادته، وبالطبع هذا يتماشى مع البروتوكول الذى وقعناه مع وزارة الاتصالات والتكنولوجيا لرفع البنية التحتية للجامعات، حيث يتاح لهذه المنصة أن تعمل، ويستطيع الطلاب استعمالها، للوصول إلى تعليم متميز ومرغوب.
لماذا اخترتم الـ«تيك توك» والـ«سناب شات» للتواصل مع الطلاب الوفدين على الرغم من أنها منصات للترفيه؟
التعليم يحتاج لمن يروج له، ويحتاج أداة قوية متميزة وأشخاصا مهنيين مدركين معنى التسويق الإلكترونى، الذين يستخدمون جميع الطرق المختلفة للتسويق، من ضمنها استخدام الفيديوهات، فكى يعلم الطلاب أكثر عن التعليم فى مصر وكيفية التقديم، فأنا محتاجة إلى استخدام فيديوهات مرئية، لتوضيح ما تمتاز به الجامعات المصرية، لذا نلجأ إلى الفيديوهات الترويجية، وصناعة الأفلام عن التعليم العالى، واستخدامها فى المواقع مثل الـ"التيك توك" والـ"سناب شات"، والـ"يوتيوب"، حيث إن هذه الفئة العمرية من الشباب تميل إلى استخدام هذه المواقع أكثر شىء، فبدلا من تركهم للأشياء غير المفيدة والتى تؤثر عليهم بالسلب، فأنا أضع الأشياء التى تفيدهم، وبالفعل يتم توجيههم بالطريقة الصحيحة لنجعلهم خريجين متميزين.
ماذا قدمتم لدعم التواصل بين أطراف العملية التعليمية الطالب الوافد والأستاذ الجامعى؟
نحن هدفنا تعظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، للتسويق لمبادرة «ادرس فى مصر»، والتى تهدف إلى التسويق والترويج للتعليم العالى بشتى أنواعه المختلفة، سواء كان فى الجامعات الحكومية، أو جامعات أهلية أو خاصة أو جامعات تكنولوجيا، أو معاهد، والمبادرة كلها تتبنى جميع أنواع التعليم العالى المصرى، وتؤكد على تقديم مصر لأنواع مختلفة من أشكال التعليم، لذا أطلقنا تلك المبادرة لمساعدة الطلاب الراغبين فى الدراسة بمصر من جميع أنحاء العالم فى التعرف على المؤسسات التعليمية، كما قمنا بعمل تطبيق لتلك المباردة على الهاتف المحمول بسيط وسهل الاستخدام، يتضمن بيانات جميع مؤسسات التعليم العالى المعترف بها من قبل الوزارة، كما يساعدهم على اختيار التخصص المناسب فى الكليات، وذلك إلى جانب بعض المعلومات الأخرى، ويجد بذلك التطبيق 8 فئات للطلاب الجامعيين وهى: "جامعات باتفاقيات دولية، الكليات والمعاهد التكنولوجية، فروع لجامعات أجنبية فى مصر، الحكومية، الأهلية العليا، الخاصة، التكنولوجية"، حيث يتم تحميل بيانات تلك الجامعات عليه أول بأول، وإضافة كل ما هو جديد للنظام من خلال مسئولى النظام بالوزارة بواسطة قاعدة البيانات المصممة وبها أحدث التقنيات لإدخال وحفظ البيانات بداخلها.
اتخذت الوزارة العديد من الخطوات لجذب الطلبة الوافدين للدراسة فى الجامعات المصرية، فما هذه الخطوات؟
فى ضوء تكليفات رئيس الجمهورية بتطوير منظومة القبول للطلاب الوافدين للدراسة فى مصر لما يمثله ذلك من زيادة فى الدخل القومى، فقد اتخذت الوزارة العديد من الخطوات لجذب الطلبة الوافدين للدراسة فى الجامعات المصرية، على سبيل المثال: مبادرة "ادرس فى مصر" التى تهدف إلى جذب الطلاب الوافدين للدراسة فى مصر فى إطار الخطة التى تبنتها الوزارة لتذليل الصعوبات وتيسير الإجراءات اللازمة للطالب الوافد للدراسة فى مصر، والتى بدأت منذ شهر مايو الماضى للعام الجامعى 2019-2020 عبر الموقع الرسمى للوافدين لتسجيل الطلاب عليه وهو قيام الوزارة بميكنة العمل داخل الإدارة المركزية للطلاب الوافدين، وفى نظام القبول الجديد للطلاب الوافدين والتسهيلات التى تم تقديمها هذا العام، حيث تمت الموافقة على النزول بالحد الأدنى للقبول بالجامعات المصرية مما يسهل على الطالب الوافد الالتحاق بالكلية الراغب فى الدراسة بها فى مصر، والموافقة على إعفاء الطلاب الوافدين الحاصلين على الثانوية المعادلة من شرط نجاحهم فى اللغة الأجنبية التى لم يدرسوها وفقا للنظام الدراسى فى الدولة الحاصلين منها على الشهادة، ويؤدى الطالب الامتحان التكميلى فى هذه المادة على ألا يمنح درجة البكالوريوس أو الليسانس إذا كانت هذه اللغة تدخل ضمن البرامج الدراسية بالكلية أو القسم الذى يلتحق به الطالب إلا بعد نجاحه، وكذلك إعفائهم فى مواد اللغة العربية والتربية الدينية والتربية القومية إذا ما كانت لغتهم الأصلية غير العربية.
كما تمت الموافقة أيضا على قبول الطلاب الوافدين بالجامعات المصرية للحاصلين على الثانوية العامة وفى ضوء القواعد المنظمة للمواد المؤهلة التى يقبلها كل كلية وفى حالة وجود نقص فى الشهادة الثانوية العامة الحاصل عليها الطالب الوافد لأى من المواد المؤهلة فيتم قبول هؤلاء الطلاب بإحدى الكليات التى لا تكون هذه التى تنقصه إحدى المواد المؤهلة للقبول بها.
وهناك أيضا أنشطة أخرى قامت بها الوزارة لجذب الطلاب الوافدين، ألا وهى إطلاق الوزارة مسابقة "أفضل جامعة جاذبة للطلاب الوافدين" وتنظيم معارض دولية للتسويق للتعليم العالى المصرى، فضلا عن إعداد الكوادر الفنية المدربة فى التعامل مع الوافدين، بالإضافة إلى وجود نادٍ للوافدين، وتنفيذ الملتقى الأول للوافدين بجامعة المنصورة، والملتقى الأول للجامعات المصرية السودانية، وأسبوع الشعوب، والمهرجان الدولى للطلاب الوافدين، والملتقى الأول للقيادات الشبابية الأفريقية بجامعة الفيوم، وأسبوع شباب الجامعات الأفريقية بأسوان
وما أبرز المنح التى تقدمها مصر للوافدين؟
نحن نقدم العديد من المنح والتى أبرزها الموافقة على إعفاء الطلاب المقيدين على منح دراسية فى مرحلة الامتياز بكليات الطب من المصروفات الدراسة المقررة، حيث إن سنة الامتياز سنة تدريب إلزامى مكملة للدراسة الطبية، وإعفاء كل طلاب المنح فى سنة الامتياز بكليات القطاع الطبى من الرسوم والمصروفات الدراسية على الطلاب الوافدين طوال فترة الدراسة ويستمر معاملتهم خلال سنة الامتياز على ما كان عليه أثناء فترة الدراسة، أو العمل على عقد اتفاقيات وبروتوكولات تعاون مع الجهات المعنية بدولة نيجيريا لتبادل المنح والتسويق الجيد للبرامج التعليمية بالجامعات المصرية بالخارج وذلك من الموقع الإلكترونى للإدارة المركزية للوافدين وقطاع البعثات بوزارة التعليم العالى، وأيضا التنبيه على جميع الجامعات بعدم تحصيل أى رسوم إضافية على الطالب الوافد طبقا لقرارات المجلس الأعلى للجامعات الصادرة فى هذا الشأن، حيث إن الرسوم الدراسية التى يدفعها الطالب بالعملة الأجنبية شاملة كافة الخدمات التعليمية اللازمة للدراسة.
وما خطواتكم لتطوير مقر الإدارة المركزية لشئون الطلاب الوافدين؟
لم تقتصر إجراءات الوزارة بالاهتمام بالطلبة الوافدين على تطبيق مبادرة «ادرس فى مصر»، بل تم تطوير، مقر الإدارية المركزية لشئون الطلاب الوافدين بمبنى وزارة التعليم العالى بمدينة نصر فى القاهرة، وتم دعمه بكافة الإمكانات المطلوبة، وتجميع كافة الخدمات التى يحتاجها الطلاب فى مكان واحد، بمشاركة عدد من مؤسسات المجتمع المدنى، حيث تم تحديث المبنى وفقا لأحدث الأنظمة الإلكترونية لضمان تسهيل الخدمات التعليمية والإدارية والثقافية والاجتماعية، التى تقدمها الوزارة للطلاب الوافدين بكفاءة وسرعة ودقة، حيث يضم المبنى نادٍ للوافدين بالدور الأرضى، ومركز اللغة العربية بالدور الأول، وإدارة المنح وقبول الطلاب الوافدين، والتى تضم إدارة الجنسيات، ووحدة بنك مصر المصرفى، وإدارة الإقامات والجنسيات والهجرة بالدور الثانى، ومكاتب الموظفين بالإدارة بالدور الثالث.
وكيف نحقق الاستفادة من دراسة الوافدين للدراسات العليا فى مصر؟
يمثل الطلاب الوافدون أو الأجانب 3 أمور مهمة لمصر، أولا أنهم قوة ناعمة حينما نقوم بتخريج سفير أو رئيس جمهورية أو مقاطعة أو وزير فى إحدى الدول، على سبيل المثال حاكم الشارقة خريج جامعة القاهرة، وعمدة طوكيو خريج آداب القاهرة، فهذه القيادات حينما نجلس على طاولة مفاوضات يكون لديهم انتماء وحب لمصر لتعليمهم فى هذه البلدة، ثانيا يمثل ذلك عاملا مهما لرفع تصنيف الجامعات المصرية، ويكون هناك 5% من تقدير مواقع التصنيفات العالمية للجامعات، وقد تقدمت مصر 16 درجة فى التصنيف العالمى، ثالثا يمثل مصدرا مهما للدخل القومى، فوزارة التعليم العالى ملف استثمارى، فهو عندما يدرس فى مصر فهو يدخل عملة صعبة وقد يأتى أقاربه فى زيارة له، فيكون مصدرا لجذب السياح أيضا.