تجدد أزمة المصريين العالقين فى الخارج.. و”الهجرة” تشكل غرفة عمليات

يعيش العالم حالة من الارتباك والتوتر بعد تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، تأكيدات بظهور سلالة جديدة من الفيروس فى بريطانيا تنقل بشكل أسرع، ومع تصاعد الأمور اتخذت عدد من دول العالم إجراءات احترازية قوية منها تعليق حركة الطيران وغلق الموانئ والمعابر البرية، كما منعت أكثر من ٢٠ دولة حركة السفر من وإلى بريطانيا سعيا منهم فى تحجيم انتشار الفيروس والسلالة الجديدة.

وتجددت مشكلة المصريين العالقين، وانهالت الاستغاثات والاستفسارات على وزارة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج يطلبون المساعدة، خاصة بعد أن أعلنت دولة الكويت تعليق رحلات الطيران وإغلاق المنافذ البرية والبحرية حتى بداية يناير 2021، والمملكة العربية السعودية أيضا، وعلى الفور شكلت الوزارة غرفة عمليات لمتابعة موقف المصريين العالقين بالخارج عقب تعليق الطيران فى عدد من الدول، من بينها دولة الكويت والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، فى إطار الإجراءات الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩).

ومن ناحيتها، قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة أن أزمة العالقين المصريين بالخارج ظهرت مرة أخرى عقب تعليق الطيران بعدد من الدول، وخصوصًا تعليق الطيران بدولة الكويت نظرًا لسفر عدد من المصريين العاملين بها، وإقامتهم بالإمارات وسلطنة عمان وتركيا كـ"ترانزيت" خلال رحلة عودتهم إلى الكويت.

أكدت "مكرم"، أنه تم البدء فى التواصل والتنسيق مع وزارة السياحة والآثار وغرفة الشركات السياحية، وكذا التنسيق مع الجهات المعنية، لتقديم كافة أشكال الدعم للمواطنين المصريين العالقين، وكذا التواصل مع رموز الجالية المصرية بالإمارات وسلطنة عمان لدعم ومساعدة المصريين العالقين فى إطار مبادرة "خلينا سند لبعض".

كما ناشدت وزيرة الهجرة كافة المصريين الراغبين فى العودة إلى عملهم فى دولة الكويت أو أى دولة أخرى بتأجيل سفرهم حتى تتضح الصورة بشكل كامل بشأن تعليق حركة الطيران وفتح المجال الجوى، وأن يكون السفر فى حالة الضرورة القصوى حتى تتضح الرؤية كاملة بشأن حركة الطيران خلال الفترة المقبلة فى ظل انتشار الموجة الثانية لجائحة كورونا.

وأوضح اللواء مازن فهمى، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، أن عدد العالقين الذين تواصلوا مع غرفة العمليات عبر الوسائل المختلفة أو قاموا بالتسجيل باستمارة العالقين التى أعدتها وزارة الهجرة، وصل لـ1150 من المصريين العالقين بدولة الإمارات والسعودية وسلطنة عمان وتركيا، وشملت رغباتهم سواء باستكمال الرحلة والبقاء فى الدولة العالق بها حتى يتم فتح الطيران للكويت، أو رغبتهم فى العودة إلى مصر، أما بخصوص المصريين العالقين بالمملكة العربية السعودية فهم عالقون لانتهاء فترة زيارتهم.

وتواصلت وزارة الهجرة مع مؤسسة "مصر الخير"، حيث تم الاتفاق على تحمل المؤسسة لنفقات الإقامة الخاصة بالمصريين العالقين الذين انتهت فترة حجرهم وإقامتهم بالفنادق بدولة الإمارات وكان من المقرر لهم السفر خلال اليومين الماضيين، ولن يتمكنوا من سداد قيمة الإقامة.

وأضافت السفيرة نبيلة مكرم أن التعاون مع مؤسسة "مصر الخير" يأتى فى إطار تضافر الجهود الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى، وتحقيقًا للهدف الـ17 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك لتعزيز الشراكة والتنسيق بين الجهات والأطراف المعنية من أجل الوصول لتقديم كافة أشكال الدعم للمصريين بالخارج.

وأكدت وزيرة الهجرة أن الأولوية لتحمل نفقات الإقامة لمن كانت رحلاتهم مقررة يومى الأربع والخميس الماضيين، وتدريجيًا حتى انتهاء الأسبوع المعلن من الجانب الكويتى لتعليق حركة الطيران من وإلى دولة الكويت الشقيقة.

وتابعت الوزيرة أنه إذا امتدت فترة تعليق الطيران بدولة الكويت فسيتم التنسيق مع وزارة السياحة والآثار والشركات السياحية الحاجزين بها رحلاتهم إلى الإمارات كدولة "ترانزيت"، وسيتم العرض على المصريين العالقين العودة إلى مصر، مشيرة إلى أن الوزارة قامت بطرح استمارة تسجيل للعالقين أظهرت وجود نحو 90% منهم بالإمارات فى طريقهم إلى الكويت.

وفى إطار مبادرة "خلينا سند لبعض" وتوصلت وزارة الهجرة مع الجاليات المصرية بالخارج، أبدى رموز الجاليات بكافة الدول ترحيبهم لمساعدة أى مواطن مصرى عالق فى الدولة المقيمين بها، مؤكدين استعدادهم لدعم وطنهم والوقوف بجانبه فى هذا الظرف الطارئ الذى يمر به العالم أجمع.

وفى استجابة فورية ومشاركة من المصريين فى الخارج المبادرة، وتحسبا لاحتمالية وقف الطيران مرة أخرى فى ألمانيا، أعاد مصريين مقيمين فى ألمانيا، تنشيط لجنة لمساعدة المصريين غير القادرين على العودة إلى الوطن، بسبب قرارات العديد من الدول، بتعليق حركة الطيران، فى ظل الإجراءات التى اتخذتها البلدان لمواجهة انتشار فيروس جديد من عائلة كورونا عالميا.

وأكد قائمون على هذه المبادرة، أن هذا الدور الذى يستعدون له، يتزامن مع احتمالية اشتداد تداعيات أزمة كورونا مرة أخرى، على فئات بعضها مرتبط بظروف الدراسة أو العلاج فى ألمانيا، وهو ما يستدعى وجود دور المجتمع المدنى والجاليات فى الخارج، موضحين أن الوضع الصحى فى ظل وباء كورونا، أصبح خطيرا فى ألمانيا ولذلك قررنا الاستعداد الكامل مرة أخرى لدعم ومساندة المصريين المقيمين بشكل مؤقت فى ألمانيا، والذين قد تتعذر عودتهم إلى الوطن الأم، لظروف تعليق الرحلات، أو التزاماتهم الصحية أو الدراسية مرة أخرى هنا.

وأشاروا إلى أن عدد المتطوعين العاملين فى المبادرة يقارب الـ200 شخص فى جميع ولايات ومدن ألمانيا، مع وجود لجنة تنفيذية تعمل على مدار الساعة، لتسهيل عمل المتطوع فى تقديم الدعم للمواطن العالق، موضحين أنه على صاحب المشكلة أن يتواصل بنفسه مع أحد أعضاء اللجنة التنفيذية ويشرح له المشكلة، وبناء عليه، سيتحرك أقرب متطوع بالمدينة أو الولاية إلى صاحب المشكلة والتنسيق لتقديم مكان للسكن، واحتياجات للطعام، وتوفير الاحتياجات لمن تم فرض الحجر الصحى من قبل الحكومة الألمانية، وكذلك توفير ترجمة مجانية من اللغة العربية إلى الألمانية أو العكس، مع توفير تكاليف تنقلات، بحسب ما تراه اللجنة التى أكدت أنها لا تقوم بجمع تبرعات، وتعتمد على تصنيف حالة الشخص صاحب المشكلة.

ومن ناحيته، قال حسين خضر، سياسى ألمانى من أصل مصرى، ومستشار فى هيئة الصليب الأحمر الألمانية رابطة هيرفورد، أنهم كمصريين مقيمين فى ألمانيا، أدركوا أنهم تواصلوا مع بعضهم البعض، لإعادة تفعيل المجموعة عبر التنسيق بين 150 شابا وفتاة مصريين مقيمين فى شتى ولايات ألمانيا، وتم تحديد لجنة مركزية من 7 أفراد للتنسيق.

وتابع "خضر": "نستقبل عبر وسائل اتصال هاتفية أو عبر وسائل التواصل الأجتماعى، حالات لمصريين يحتاجون إلى أماكن مؤقته للأقامة أو توفير احتياجات غذائية، ونقوم بالتنسيق مع أقرب متطوع لصاحب المشكلة، مشيرا إلى أن المجموعة تعاملت مع الكثير من الحالات فى المرحلة الأولى لغلق الطيران وتم حل مشاكلهم بتوفير سكن أو مساعدات غذائية أو ما شابه ذلك، وذلك بالتنسيق مع وزارة الهجرة والسفارة المصرية فى برلين.