مصـــــــــــــــر..من يمســــح دمعهـــــــا؟؟؟!!!
سقوط مصر غاية تسعى إليها قوى كثيرة..لأسباب معلومة للجميع.. فمصر مازالت صامدة تتمتع بالاستقرار والأمن وتستعيد مع الوقت لياقتها وقوتها.. وتشرع فى تحقيق آمال شعبها...
مصر مازالت متماسكة تعتز بجيشها الباسل... تسعى إلى تطويره وتسليحه... حتى احتل مركزا متقدما على مستوى العالم...
مصر مازالت تقف حجر عثرة دون تنفيذ هذه القوى خططها على مستوى الوطن العربي... فلقد حالت مصر دون تغيير خريطة عالمنا العربي... وتحقيق خريطة الشرق الأوسط الجديد...
لذا بات من الضرورى أن تُغتال اقتصاديا.. واجتماعيا.. وسياسيا.. وتضرب فى مقتل بكل وسيلة متاحة وممكنة...
ومن هنا نستطيع أن نقرأ المشهد الحالى الذى تعانى منه مصر.. وتعمل وبجد على مواجهته...
الأمر الذى يقتضى من كل مصرى ينتمى لترابها ويعيش تحت سمائها.. أن يتحرك لنصرة بلاده.. للدفاع عنها.. بكل ما يملك من فكر ومال وثقافة ومكانة ووظيفة وخبرة...
مصر تحتاج إلى أبنائها جميعا فى هذه المرحلة العصيبة.. والأزمات التى تحاصرها من كل جانب.. ومن المؤسف أن إعلامنا بكل أطيافه وأشكاله وصوره يدندن خارج الصندوق... ويعزف لحنا نشازا.. ويقدم سيمفونية تساعد على إلتهام واتهام مصر...
ألا نتقى الله وقت الأزمة.. استرحمكم «على الأقل» وقت الأزمة فقط.. هل يمكن أن ننسى الخلافات ونتجاوز المصالح الشخصية والمنافع الذاتية... ويقف الإعلام مساعدا ومعاونا ومعبرا بل ومدافعا وحارسا من أجل الحفاظ على مصر شعبا أبيا وجيشا قويا؟؟؟؟...
من المؤسف أنه فى عز الأزمة يلوح الإعلام بأدنى راياته !!!... فى عز الأزمة يحشد الإعلام من يحاول أن يضعف من قوة الدولة ويشكك فى قدراتها على الخروج من الأزمة!!!!.. بل ويتهم كافة المسئولين بالفشل الذريع والتام... مما يثبط الهمم ويغتال الأمل ويزرع اليأس فى القلوب..
والعجيب فى عز الأزمة أن يستضيف الإعلام المرئى التجارى أشخاصا قد سقطوا من زمن بعيد من برج التقدير والاحترام.. فى براثن المستنقعات... وقت الأزمة ..
ها نحن نخرج اليوم نشحذ المتخصصين وننادى على الخبراء والعلماء والمفكرين... يظهروا فى المشهد من جديد.. يطهروه .. يؤدوا الأمانات بين أيديهم .. يدلوا بدلوهم وسط ساحات وشاشات الجهل أو العمالة .. والخيانة...
ولكــــــــــــن...
أحزننى وأنا اسمع من دولة الرئيس«رئيس الوزراء» أن هناك أشخاصا من أبناء مصر رفضوا أن يتقلدوا مناصب رفيعة فى هذه المرحلة..
أراهم ممن أثّاقلوا فى الأرض.. وهربوا من الميدان... وتخاذلوا عن نصرة الوطن.. وتقديم خلاصة خبراتهم فى خدمته والخروج من أزمته...
أين أنتم أيها المفكرون؟؟!!!...
أين أنتم أيها المثقفون؟؟؟!!...
أين أنتم أيها الفنانون؟؟!!!...
أين أنتم أيها الخبراء؟؟!!!!...
أين أنتم أيها العلماء؟؟!!! ...
هل عدمت مصر من خبرتكم؟؟!!!.. هل هذا إعلان صريح أن إنتماءاتكم أصبحت لدول أخرى ؟؟!!!!..... هل تنازلتم عن الجنسية المصرية؟؟!!!..... هل سلبت منكم الوطنية؟؟!!!.... ماذا ستقولون وأنتم على الصراط؟؟!!.... هل أذكركم أن حب الوطن والدفاع وحمايته من أول مظاهر الإيمان !!!!
فى القريب كانت لمصر أعلام فى كل ميدان ومجال.. وقفوا فى ساحة الوغى يسلطون أسلحتهم.. ويجمعون قواهم ويضحون بأموالهم وراحتهم وأوقاتهم فى سبيل مصر...
لم يبخل أحد من النخب أو إن شئت قلت الكثيرين منهم أن يستفرغوا طاقاتهم من أجل مصر بل أن يضحوا بأنفس نفائس بكل ما يملكون للحفاظ على تراب أرض مصر وكرامة المصريين...
أتذكرون «مصطفى كامل»؟؟!!!.. الذى لم يُثنيه المرض الشديد عن الدفاع عن وطنه والحفاظ على مكانته!!...
أتذكرون «محمد فريد»؟؟!!!.... الذى مات وحيدا شريدا فقيرا معدما من أجل مواصلته المسيرة والدفاع عن الأوطان والإسلام!!!!...
أتذكرون «طلعت حرب»؟؟!!!.. الذى أسس دولة بأكملها وصنع حياة جديدة مفيدة فى كافة الميادين...
أتذكرون «أم كلثوم»؟؟!!!... الصرح العظيم الذى جاب الدنيا من أجل مصر!!!.... ... وغيرهم كثر ممن سجل التاريخ لهم صفحات ناصعة فى البطولة فى ميادين الحياة..
أين أنتم نخب مصر؟؟!!!... فى مجال الفكر!!!... وفى ميدان الاقتصاد!!!... فى ميدان الفن!!!... فى ميدان الثقافة بوجه عام!!!... فضلا عن مجال السياسة!!!!... أين أنتم من مصر؟؟!!!!...
غبتم وطال غيابكم ولعل المانع خيرا!!!... فى ساعة الأزمة تتوحد القلوب... تجتمع النفوس... تحشد الخبرات.. تتفجر الطاقات.. يقف الجميع على خط واحد للدفاع عن تراب وطنه عن حياض بلاده!!!...
لم نسمع مثقفا ولا مفكرا ولا فنانا حقيقيا.. تناول الأزمة بموضوعية.. أو حتى ساهم فى حلها أو خفف عن أبناء شعبه إلا النذر اليسير...
قد يكون للإعلام دخل... أنا معكم .. لأنه قد عقد العزم على ظهور أشباه الرجال والمعتوهين والمنحرفين والملاحدة والمضلين والبعد كل البعد عن المتخصصين وأرباب الخبرات النوعية والمصلحين... لذلك خشيتم أن تتصدروا هذه المشاهد الكريهه وألتمس لكم العذر!!!...
ولكن ألم تكون مدة المغص قد زاد معكم.. أخذ وقتا فاق الحد... لماذا كل ذلك الاستسلام؟؟!!.. لماذا هذا الانسحاب المخزي؟؟!!!... الذى لا مبرر له .. بل على أصحاب العقيدة الحقيقية.. إن أعيتهم أسباب صحيحة فى الحياة.. ومهما كانت درجة الإعياء .. فإن العقيدة أقوى والأمانة أعظم ... تدفعهم دفعا للخروج عن دائرة أنفسهم.. رغم سقوط كل ما حولهم .. ومن حولهم.. ليلحقوا بهذه العقيدة... ليدركوا وجودهم... حتى لا يلصق بهم عار ذلك الضعف والاستسلام فى هذا التخاذل!!!...
من الممكن أن تتجاوزوا ذلك الظلام الحالك ... من الممكن أن تتخطوا كل الصعاب.. أن تقفزوا فوق كل الهضاب.. من الممكن أن تلحقوا وطنكم قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بفعل فاعل.. تعرفونه وتغمضون أعينكم عنه!!!...
أيها النخب...
إن مصر فى حاجة إليكم .. أن تساهموا فى الخروج من الأزمة.. أن تخففوا من شدة وطئتها..
أيها النخب...
هبوا يا نخب مصر لنصرة مصركم..
إنها تعانى ويلات حروب ومؤامرات وسوء تخطيط وإدارة... وتحتاج إلى من يعطى ولا يأخذ.. من يبذل ولا يبخل من يواجه ولا يتوارى.. من يقف شامخا «تميد الجبال» ولا يميد...
كيف لا وأنتم قد فقتم الجبال الراسيات والقمم الشامخات تحركوا قبل فوات الأوان!!!...
انشروا الأمل .. اشرعوا فى العمل.. فمصر تناديكم بل تصرخ فيكم أين أنتم يا نخب؟؟!!!!...
هل صُرعت الأفكار؟؟؟!!!...
هل جفت الأقلام؟؟!!!... أم هل لقيت مصرعها ؟؟!!!... أم هل تبدل حبرها بدماء ؟؟!!.. اغتيل من الجهلة أو العملاء من الأبناء؟؟!!....
هل عدمت مصر أبنائها وفقدت فى خداع الدنيا رجالها؟؟!!!....
إن مصر تنزف .. وتكاد تستنفذ كل طاقاتها فى المواجهة... فأين أنتم يا نخب؟؟!!!...
مصر تحتاج فى أزمتها إلى كل مواطن فيها صغيرا أو كبيرا رجلا أو امرأة.. تحتاج إلى تظافر الجهود.. تحتاج إلى استجماع القوى حتى تعبر الأزمة.. حتى تشق طريقها إلى التنمية الشاملة فى مختلف ربوعها..
ولتسمح لى كذلك أمهات مصر أن أوجه لها دمعي.. و أن اكشف لها عن ألمى ... عن خبرتى فى الحياة..
يا أمهات مصر عليكن واجب مقدس ومهام لا يصح أن يقوم بها سواكن... ولقد استبدلت الكثيرات منكن الذى هو أدنى بالذى هو خير...
أنّا لكم أن ترضوا لأبنائكم وبناتكم الضيم...
أنّا لكم أن تحرموا فلذات أكبادكم منكم...
مهما بلغتم من المجد والشهرة... مهما حققتم من الإنجازات والأهداف فقد أخطأتم المرمى... لأن رسالة المرأة الأولى والمقدسة هى العناية بالأبناء.. وهى الرعاية لهم هى الاهتمام بحسن التربية.. وجميل التنشئة ..
إننا أفتقدنا أبناءنا لأننا قصرنا فى حقهم تأملوا كيف بلغ المحضن الأول ؟؟!!!... تنبهوا كيف وصل الحال بالمؤسسة الأولى للتربية؟؟!! كيف انتهى الحال بالأمهات؟؟!!!...
كان يمكن لمصر أن تعبر بكم هذه الأزمة ... حين احُتل الإعلام .. حين اغتيلت الوطنية فى كل صوره.. كان يمكن أن تحموا أبنائكن من هذا الهراء .. كان يمكن أن تحموا الوطن من ذلك الضياع... وأنتن تقمن بأدواركن تجاه هذا النشئ وتلك الأجيال.. أمام هذا الفساد والإفساد فى الأرض.. الذى قام به هذا الإعلام الجاهل أو العميل أو تلك الدراما الساقطة..
إن أجيالا متعاقبة حُرمت حنان الأم.. وفقدت الكثير من المشاعر والأحاسيس .. فانقلب الأبناء إلى العنف والمخدرات والإنحراف والانحلال والانسياق والالحاد والتمرد والإرهاب ...
لقد ثبت أن السنوات الأولى للوليد البشرى بعيدا عن الأم تولد فيه مشاعر الكره.. تخلق فيه الاحساس بالرفض تجعله يميل بكليته إلى العنف... إلى الضياع.. إلى اللاشئ..
لذلك ألوذ بكى أيتها المرأة المصرية.. اسمعى معى آنين مصر .. فلترى معى دمعاتها متحسرة على أبنائها جميعا.. وعلى رأسها دماء أبناءنا من الجيش والشرطة... على أرض سيناء الحبيبة الغالية... اجمعى أبنائك من حولك .. أعيدى عليهم درس حب الوطن.. ولن يكون إلا بإعادة ترتيل كتاب الله بصوتك الخاشع الباكى الحنون المؤمن الجميل.. ارجفى قلوبهم .. ارعدى أجسادهم ... بحب الله والحلم العظيم برؤية نور وجهه الكريم.. حين الإخلاص للوطن... أو زلزلى كياناتهم .. بحرمانهم من رحمة الله فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض... مزقى وجدهم .. أنفثى فى روعهم.. وبثى فى أرواحهم... أرجفيها حزنا لألم رسول الله «صلى الله عليه وسلم» .. وأنت تذكريهم بأنهم أخوال النبى «صلى الله عليه وسلم» .. هدديهم بسحب الشفاعة .. ذكريهم بأنهم جميعا خير أجناد الأرض... لأنهم أخوة وأبناء ..كل أهل خير أجناد الأرض.. الذين تصفى دماءهم.. داخل الوطن وعلى الحدود .. وفى سيناء برصاصات الخيانة والغدر والمؤامرة..
أيتها المرأة المصرية.. أنت أملى بعد الله .. بأن تكوني عصب الوطن فى أزمته... فى حربه.. حين تكوني صمام الأمان فى الأسرة لتنشئة إجتماعية من جديد ..
أطالب الأمهات المصريات أن يستعيدوا دورهن الحقيقى أن يقومن على أشرف مهمة وأعظم رسالة.. صناعة المنتج البشري... أنفس وأغلى وأقدس أمانة..
لذا أراقب عن كثب «مؤتمر الشباب» الذى عقد فى بقعة ساحرة من أرض مصر .. ذلك المؤتمر الذى يعد إنجازا عظيما يحسب بل ويسجله التاريخ للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذي استطاع من خلال هذا المؤتمر أن يوحد شتات الأمة، بل إننى أقول إنه استطاع أن يجمع أشلاءها.
وأعقد على السيد الرئيس آمال جسام فى الدفع بالشباب فى كل المناصب ومختلف المراكز... فهم يمثلون أكثر من ٦٠٪ من أبناء مصر.. وهم يمثلون الحصن الحصين لبلادهم... والقوة الضاربة والدافعة والنافعة لأوطانهم...
آن لنا أن نفسح الطريق أمامهم..
آن لنا أن نعيد تشكيلهم.. أن نرتب أفكارهم.. أن نعدهم لتحمل الراية من بعدنا..
فليتقدم الشباب.. وليأخذ حظه ويتحمل المسئولية فى العطاء والدفاع عن وطنه وبلاده..
آن لنا أن نشجعهم.. آن لنا أن نؤمن بأنهم الحاضر والمستقبل..
فنرفع الحواجز عنهم ولنعمل على إزالة العوائق عن طريقهم ولنصفق معا للشباب...
فأهلا بحملة الراية.. وأهلا بأيقونة مصر لغد مشرق...
هذه الباكورة .. عساهم أن يجمعوا حولهم كل شباب مصر ..
هذه الباكورة لعلها تدشن وتسطر عهدا جديدا مضيئا يمسح من ذاكرة مصر والمصريين كثيرا من الآلام ويداوى الجروح...