أستاذ علوم سياسية: عدم هندسة ترتيبات ما بعد الحروب تؤدي إلى نشوب حروب أخرى
قال الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنّ الأزمات الكبرى تفضى إلى حروب وتفاعلات وتقلصات عنيفة، وإذا تتبعنا تاريخ العالم والتطورات الدولية منذ القرن العشرين، نجد أن الحرب العالمية الأولى دارت بين تحالفين انتصر أحدهما فحدثت تركيبات وترتيبات للأوضاع الدولية لخصومهم.
وأضاف في حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج "في المساء مع قصواء"، على قناة سي بي سي: "لم تحدث هندسة جيدة لهذه الترتيبات إذ أفضت إلى حرب العالمية الثانية، فقد تم إذلال ألمانيا، ما فتح المجال لتنامي الشعور القومي في ألمانيا، فظهر هتلر وكانت الحرب العالمية الثانية".
وتابع، أن الحلفاء انتصروا في الحرب العالمية الثانية وحدثت تسويات جديدة وأمم متحدة وأعضاء دائمين في مجلس الأمن لهم القدرة على السيطرة، لكن تحول الأمر في نهاية المطاف بحكم موازين القوى إلى نموذج للقيادة الثنائية للعالم، بين أمريكا والولايات السوفيتي.
وأشار، إلى أنّ الحرب العالمية الثانية أفضت إلى ما يمكن تسميته بالحرب العالمية الثالثة، أي الصراع بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي، ولم يصطدم العملاقان بشكل مباشر، لكن دارت حرب باردة انتهت لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الرأسمالي، فحدث ما يشبه الإذلال لروسيا، وساعد في ذلك على أنّ الأوضاع الداخلية في روسيا كانت بالغة السوء حيث حدث تدهور شديد أدى إلى الاحتقانات التي نرى تجلياتها الآن في سلوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.