الزمان
وزير الزراعة يبحث مع الشامسي تعزيز زيادة الاستثمارات الإماراتية في التمور وزيرة التنمية المحلية تشارك في اجتماع الرئيس السيسي مع رئيس مجلس الوزراء القطري بقصر الاتحادية غدا.. محافظ بني سويف يفتتح سوق اليوم الواحد بميدان المديرية محافظ قنا يستقبل مساعد وزير العدل لتنظيم قافلة طبية وندوة تثقيفية بنادي القضاة رئيس الوزراء يلتقي رئيس الديوان الأميري لإمارة عجمان بدولة الإمارات العربية الإسكان: بدء تلقي طلبات زيادة مساحة البناء بأسطح المدن الجديدة بحد أقصى 75% الجيش الإسرائيلي يطلق النار على صحفيين جنوب لبنان وإصابة اثنين محافظ القليوبية يواصل لقاءاته الأسبوعية بالمواطنين بمدينه الخانكة محافظ المنيا يتفقد التجهيزات النهائية بالسوق الحضاري بـ”ماقوسة” استعدادا للافتتاح قريبا مديرة منظمة المرأة العربية: تمكين المرأة يحفز النمو الاقتصادي المستدام محافظ الغربية: ضبط 21,600 عبوة حلويات و1,000 كيلو مواد غذائية منتهية الصلاحية «زراعة النواب» توصي بسرعة حل مشكلة تأخر مستحقات العاملين بالتشجير
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقال رئيس التحرير

أين وفاء الأمة.. للبررة الأوائل؟؟!! «2»

البـــررة الأوائـــــل «الجزء الثاني».. 

وتولى الفاروق أمر الأمة.. الفاروق العادل.. فكانت أزهى عصور الخلافة.. حيث سقطت فى عهده دولتى فارس والروم.. وكانت الجيوش الإسلامية تحارب على الجبهتين معًا.. فسقطت الروم .. وافتتح بيت المقدس على يد مجموعة الجيوش الإسلامية..

وأما عن عدل عمر فحدث ولا حرج.. فلا زالت سيرة عمر بن الخطاب «رضى الله عنه».. لا زالت سيرة عمر تمس الأفق فى عدله وورعه «رضى الله عنه»...

إنه عمر.. أنصفه الغرب وأعجبوا بشخصيته.. فكان ضمن أعظم مائة شخصية فى الإسلام.. قام بأعمال جليلة... قدم للخلافة الدواوين .. أنشأ عدة أنظمة إدارية للعطاء والخراج.. فحقق عمر قول النبى «صلى الله عليه وسلم»: «لم أر عبقريًا يفرى فريه».... فمآثره كثيرة.. وفضائله أكثر من أن تحصى ..

إنه عمر.. الذى بعدله قامت السماوات والأرض.. إنه عمر الذى يوم أن اشتهت زوجته الحلوى .. منعها لأنه أعدها نوع من الترف.. هل هناك مثلك يا عمر!!!... هل هناك فى قدرك ومقدارك يا ابن الخطاب!!!...

إنه عمر.. الذى أقام الشورى وحققها فى أبهى صورها.. الذى عرف عنه ورعه وصدقه وحسن إمامته للمسلمين.. الذى كان شديدًا فى موضع الحق.. لينا فى موضع الحقيقة...

إنه عمر.. الذى كان شرف الأمة.. من الذى فتح الأمصار والمدن؟؟!!.. من الذى فتح فارس والروم؟؟!!... من الذى فتح مصر؟؟!!...

ماذا فعلتم أنتم يا من تسبون عمر؟؟!!... هل حررتم تلك الأراضى التى تغتصب فى عهدكم؟؟؟!!... ماذا قدتم للأقصى؟!!.. إذن لم تقتنعوا بعمر وتسبونه!!.. فهل أنتم حقًا تؤمنون بالله ورسوله!!.. عندما تتركوا أرضكم تنتهك!!.. بل إن طائفة منكم يخربون بيوتهم بأيديهم.. ويخرجون أنفسهم من أراضيهم!!!!... فى العراق ثم سوريا!!...

إنه عمر.. الذى تنال منه أقلام رخيصة... لا تعرف الله عز وجل .. ولا تعرف نبيه.. ولا تعرف من هو عمر؟؟!!... يخرج علينا من يقول .. عمر رجل عادي!!!!... عادي!!!... من أنت لتقول أن عمر الفاروق العادل .. الملهم بالقرآن... الذى كان أفضل رجل فى زمانه.. الذى أيده الله فكانت سنوات حكمه عهدًا لم يوجد مثله فى التاريخ.. وليس أدل على ذلك من أنكم ضد الإسلام.. وإلا أخضعتم أموالكم وأقلامكم وأنفسكم فى الدفاع عن الدين وعن ثوابته بالدفاع عنهم «رضوان الله عليهم».. وفى الدفاع عن المسلمين فى كل مكان .. فى العراق وفى سوريا وفى لبنان وفى اليمن... وفى الأقصى من قبل كل ذلك!!...

مما يؤكد أنه جهل وإفلاس .. أو أنه مرض للشهرة.. أو أنه خيانة عظمى للدين.. خيانة لله ولرسوله.. مما يعنى خيانة للوطن!!!...

لذلك نحب أن ننوه إلى نقطة مهمة.. أنه من التضليل البيّن استغلال الروايات الواهية فى كيفية لحظة إسلام عمر.. وإسقاطها على فاطمة بنت النبى محمد... فرواية الإسلام تتعلق بفاطمة أخته... أما من اخترع من خياله المريض أن عمر ضرب الباب على فاطمة وكسر ضلعها.. وذلك لإجبار على «رضى الله عنه» على البيعة لأبى بكر .. فهذا كلام عارٍ من الصحة تمامًا.. بل هو عار على جبين الرافضة «الشيعة» إلى يومنا هذا!!!... حيث أظهرت تلك الواقعة الإمام على «صاحب المكانة المتفردة» عندهم... بهذه الصورة التى تدل على عجز على عن الدفاع عن زوجته!!!!... حتى أن المرجع الشيعى اللبنانى «المحترم» محمد حسين فضل الله» قد أنكر هذه الرواية بل واستنكرها بالكلية....

ليبدأ الحقد الشيعى على عمر بن الخطاب.. بهذه الواقعة .. يدللون بها على أن عمر انتزع الخلافة هكذا بالقوة من الإمام على بقهره بضرب زوجته!!!... وقد ازداد هذا الحقد وتأجج بشكل فاضح بسبب دوره فى إسقاط فارس!!!... حين قام الفاروق العادل أمير المؤمنين «عمر بن الخطاب» بعد توليه الخلافة.. بإرسال الجيوش الإسلامية التى قامت بفتح دولة فارس.. وإنهاء إمبراطورية «كســرى»!!.. دخل دولتهم فكسر شوكتهم واستعلى عليهم بالإسلام .. ولكن وبكل أسف دخل الإسلام أناس من دولة الفرس.. شكلًا !!.. إلا أنهم حقدوا عليه موضوعًا بقلوبهم!!!... حيث إنهم آمنوا بألسنتهم... ولكن لم تخضع قلوبهم لحق..

وازداد الحقد ... حقدًا لم يبارحهم.. حتى اغتال الفاروق العادل .. أحد منهم.. نعم.. استشهد عمر واغتيل على يد «أبو لؤلؤة المجوسى الفارسي» لعنة الله عليه ليوم الدين... ومن الغريب أن يكون حيًا وعليه كل ما كان عليه من حقد.. ولكن أن يظل الحقد عليه وحتى الآن.. عفوًا وعذرًا!!... أى إسلام؟؟!!.. أى إيمان؟؟!!.. أى نور؟؟!!.. أى دين يدينون به إذن؟؟!!!...

ومن المعلوم أن أول أمير للمؤمنين الفاروق العادل «عمر بن الخطاب» كان أوصى بأن يكون الأمر شورى فى الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة لاختيار من يخلفه... وهنا أثيرت شبهه فى غاية الغرابة والخطورة فى آن واحد وهى أنه أمر بقتل أصحاب الشورى إذا لم يتفقوا!!!... أبــدًا!!!... والله أنا أكتب هذه الشبهه وأنا فى حالة ذهول!!!...لأننى لم أجد ما يدلل على هذه الشبهه الغريبة على الإطلاق... والتى لا يقبلها لا العقل لا المنطق.. مما يعنى أن هذا لم يحدث قط!!... بل إنه درءًا للفتنة ومن أجل حسم الأمور.. كان قد أمرهم أن يجمعوا أمرهم خلال ثلاثة أيام.. حيث كانت الشورى بين ستة من الصحابة كما هو معروف «عثمان بن عفان - على ابن أبى طالب - عبد الله بن الزبير- سعد بن أبى وقاص -عبدالرحمن بن عوف - طلحة بن عبيد - سعيد بن زيد» رضى الله عنهم جميعًا... ولقد استبعد سيدنا عمر قبل وفاته «سعيد بن زيد» لقرابته المعروفة منه.. مما يؤصل ويدلل على مدى ما بلغت به عدالة عمر... حيث خشى أن يُختار إكرامًا له «رضى الله عنه».. وبعدها تنازل الجميع لصالح «عثمان وعلي»... مما دفع عبدالرحمن بن عوف بأن يقوم بعمل أوسع استفتاء شهدته الخلافة التى ما رأت من قبل انتخاب خليفة على مستوى القاعدة الشعبية بأكملها... كما حدث فى اختيار عثمان بن عفان بذلك الإجماع الشعبى الذى لم يحدث مطلقًا إلا معه...

حيث جاب عبدالرحمن بيوت أهل المدينة لثلاثة أيام .. يستفتى الناس ويرى اختيارهم.. حتى كان اختيار عثمان إجماعًا.... وقد بايع معهم على «رضى الله عنه».. وظل كما كان.. يعمل كعادته وزيرًا مع عثمان كما كان من قبل وزيرًا لأبى بكر وعمر «رضى الله عنهما»...

إنهم العشرة المبشرون هم أسياد الصحابة وأفضلهم الأربعة الأوائل بالترتيب.. حيث روى عن عبدالله بن مسعود فى رواية السيوطى بتاريخ الخلافات: (كنا نفضل الناس فى زمن النبى «عليه الصلاة والسلام» بأبى بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على ثم سائر العشرة ثم سائر أهل بدر ثم أهل بقية المشاهد ...)...

إنهم الخلفاء الراشدون.. الذين اتفقت عليهم الأمة .. حيث إنهم كانوا أقرب الأقربين للنبى «صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم».. وكانوا خير أمناء فى وجود الرسول الله ومن بعده .. فى الحفاظ عليها ورسم المنهج الأمين العادل لهذه الأمة...

كانت شخصية عثمان «رضى الله عنه» أعظم مظهر للإنسانية النبيلة فى أسمى جوانبها وأصفى خصائصها.... فقد عُرِف عنه لين العريكة... ولطف الطبع.. وسماحة النفس.. وشدة الحياء... ودماثة الخلق.. وحسن العشرة... فكان من أحكم قريش عقلًا وأفضلهم رأيًاً\ ... وكان من السابقين للإسلام بدعوة أبى بكر له وسرعة استجابته لتلك الدعوة... رجل لم يختلف عليه الناس... تزوج فى مكة من رقية بنت رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وهاجر بها إلى الحبشة...

وفى يوم بدر تخلف عن القتال لتمريضها بأمر رسول الله «صلى الله عليه وسلم» إلا أن الخائضين لم ينظروا إلا إلى التخلف عن القتال... متجاهلين أن من أصدر الأمر بالتخلف هو النبى «صلى الله عليه وسلم»... حتى أنه لشدة حب النبى له ولتقديره إياه وما كان معروف عنه من شديد إيمانه وسماحته بعد وفاتها زوجه النبى «صلى الله عليه وسلم» أختها أم كلثوم... ولما ماتت تمنى النبى أن تكون له أخريات فيزوجه بهن الواحدة بعد الأخرى ولو كن عشرا ...

عثمان الذى سارع بالاستجابة لأمر رسول الله «صلى الله عليه وسلم» واعتبره تكليفًا شخصيًا له مع أنه كان توجيهًا عامًا لكل المسلمين.... فقد جهز جيش العسرة بكامل احتياجاته.... وكان الجهاز تسعمائة وخمسين بعيرًا وخمسين فرسًا .... إضافة إلى ألف دينار نقدًا .... جاء بها إلى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فى حين أن مثل هذا التكليف لا تنهض به سوى الأمم... ومن قبل اشترى بئر رومة بعشرين ألف درهم وكانت ليهودي... ليرفع بذلك حرجًا عن أمة الإسلام تمثل فى صعوبة توافر مصدر المياه... وغير ذلك الكثير فقد كان «رضى الله عنه» لا يضن بشيء من ماله على المسلمين أبدًا.

كان «رضى الله عنه» سفير رسول الله «صلى الله عليه وسلم» إلى قريش يوم الحديبية... فحبسته قريش كبرًا وعنادًا، وكان ذلك سبب بيعة الرضوان... ومن عجيب أمر القوم أنهم عابوا على عثمان تخلفه عن بيعة الرضوان مع أن حبسه بمكة كان السبب فيها....

عثمان الذى أجمع عليه المسلمون بعد موت ابن الخطاب.. خواصهم وعامتهم ... التقت قلوبهم عليه، وطلبت عقولهم خلافته... وجميع أعضاء مجلس الشورى الذى عينه ابن الخطاب قد قدموه على أنفسهم .... وذلك كما أشرنا آنفًا...

عثمان الذى استمرت فى عهده الفتوحات شرقًا وغربًا واتسعت إلى مدى هائل شمل سائر إفريقية.. وبلغ خرسان... فإذا كانت هذه الفتوحات هى من أهم إنجازاته فقد شهد عصره إنجازات وأعمال أخرى تضاف إلى رصيده.. من هذه الأعمال.. توسعة المسجدين.. الحرم والنبوي.. فزاد فى مساحتهما .. بالإضافة إلى مضاعفة العطاء وإحياء الأرض الموات.. والإذن للعرب بإصلاحها.. فتوسعت المعيشة وازداد الرغد وتدفقت الغنائم.. حتى بلغ أنه كان أول من صنع طعامًا للصائمين فى رمضان.. ما يعرف الآن بــ«موائد الرحمن»... كما أنه بنى دار القضاء.. بالإضافة إلى جمع المسلمين على مصحف واحد .. وهو من أجل وأعظم أعماله «رضى الله عنه»... حفظ بذلك الأمة من الاختلاف فى كتاب ربها.. ومضت السنوات.. ودوائر المسلمين تتسع.. حتى شملت أقوامًا من العجم..

ولم يغفل عنه الفرس.. وكأنهم ما جاءوا إلى الدين إلا ليتربصوا بالإسلام والمسلمين .. وإن كان ذلك لا يحمل فى قلوبهم إلا حقدًا وكرهًا حتى إلى رسول الله «صلى الله عليه وسلم».. ومن بعده صحابته «رضوان الله عليهم».. وبعض الناس التى تتهم سيدنا عثمان بالضعف لأن شوكة الفرس زادت فى عهده..

أقول لهم ...

إن قوة الفرس أخذت فى التدرج منذ عهد النبى «صلى الله عليه وسلم».. تحفزًا ضد قوة الإسلام.. ثم أخذت ذلك التدرج فى التجرأ أولًا بمقتل الفاروق العادل...ثم فى عهد عثمان «رضى الله عنه» حيث زاد الحقد والكره فطفح على أمة الإسلام.. وقد ظهر ذلك جليًا حين افتعل عبدالله بن سبأ وبعض أقرانه من الفرس فتنة عمياء فى مصر والعراق تهتف ضد الخليفة الراشد وتدعو للثورة عليه وخلعه...

وهنا لنا وقفة لنكشف عن زيف رواة الشيعة الذين مارسوا دورهم المعتاد فى تأليف عشرات الروايات عن مطاعن تمس عثمان.. وتروى الفتنة.. من وجهة نظرهم.. ولم تك قط على النحو الذى أوردوه .. بل وأثبت المحدثون وعلماء الأخبار كذبهم!!...

لم تكن ثورة!!!.. وإنما شغب قادته شرذمة تعد بالعشرات.. وتبعتها طبقات من الجهلاء والعوام.. اجتمعوا فى المدينة المنورة وتجمعوا حول دار الخليفة مطالبين بعزله.. الأمر الذى أثار حفيظة الصحابة «رضى الله عنه» .. ودفعه إلى مواجتهم.. لتطهير المدنية منهم.. والدفاع عن خليفتهم.. ولاسيما ضد هذه التهم الباطلة والدعاوى الكاذبة!!...

اجتمع عثمان مع ولاته وتشاوروا معه فى كيفية التعامل مع هؤلاء ورفض كل الحلول المقترحة من مقاتلتهم.. لأنه كان رجلًا رحيمًا لينًا يخشى الفتنة ولا يحب إراقة قطرة دم واحدة!!!.... كما أنه رفض أن ينتقل من المدينة إلى الشام.. وقال كلمته الشهيرة: «لا أبيع جوار رسول الله بشيء وإن كان فيه قطع خيط عنقي»..

وناظر عثمان «رضى الله عنه» أرباب الفتنة من الثوار واستطاع أن يفحمهم ويبطل دعواهم ويفند شبهاتهم بصورة قوية أخذت هؤلاء المتمردين.. ومع ذلك لم يأخذهم عثمان بالشدة مع قدرته على ذلك!!... ورغم انصرافهم على تلك الحالة إلا أنهم أصروا على الرجوع مرة أخرى لينفذوا ما انتهوا إليه من مؤامرة..

وحين اتضحت أبعاد هذه المؤامرة .... ورسمت خيوطها فى السر والعلانية.. مما اضطر «الإمام علي» لارتداء زى الحرب .. أكرر مما اضطر «الإمام علي» شخصيًا لارتداء زى الحرب .. على الرغم من رفض سيدنا عثمان بكل شدة أن يمنحه الإذن بالقتال.. فأبى عثمان بإصرار شديد.. تورعًا من تبعات الدماء.. وراجعه بعض الصحابة فأصر على الرفض...

ثم طلب عثمان من أولاد الصحابة الذين يبيتون حوله.. حيث كانوا يقومون بحراسته.. طلب أن يخرجوا إلى منازلهم.. وأقسم عليهم بطاعته!!... وبالفعل حين انصرفوا ... ما كان من هؤلاء الشرذمة إلا أن استغلوا الفرصة وحاموا حول بيت الخلافة.. حتى تمكنوا من قتله!!.. وهو يقرأ فى المصحف!!..

لتكون أو كانت أغرب حادث اغتيال فى تاريخ الأمة الإسلامية حيث إنه كان أسوأ وأسود الأبواب أن الشر حقًا أعمى ... حقًا ضال.. حقًا ظلام دامس... فتح وبكل أسف باب الظلم والتجرؤ على الإتيان به بكل كبر لا رحمة ولا حياء فيه.. على أناس ما كانوا يستحقون دومًا على مر التاريخ إلا التكريم.. ولكن يبدو أنه لابد لهم من هذه الناحية الأليمة لأنه لا مكان لهم بين الأشرار الحاقدين.. أعداء الدنيا والدين..

كان حادث الاغتيال غير متصورة فى عقول سائر أهل المدينة!!... اهتزت المدينة للحادث الجلل وكادت زمام الأمور أن تفلت لولا أن استجاب على «رضى الله عنه» للبيعة .. وأولهم الصحابة!!!... لأنهم لم يجدوا فى الأمة كلها من يستقيم فى كفه ميزان من ربيب النبوة.. ورضيع الإسلام وحصين الوحى أبى الحسن رضى الله عنه.. فأجمعوا على بيعته.. فأبى عليهم.. ورد الأمر إلى أهل الشورى وأهل البدر .. وهؤلاء هم قادة الأمة.. ولم يكن امتناعه فى أول الأمر مبنيًا على إدراكه للأخطار الجسام التى تنتظر الأمة فى ثنايا هذه الأعاصير.. ولكنهم أكثروا عليه وخاشنوه.. وكان أشدهم عليه.. صفيه وحبيبه «الأشتر النخعي» فلم تصادف شدتهم منه إلا صلابة وإباءً، وقال لهم: «دعونى والتمسوا غيرى فإنا مستقبلون أمرًا له وجوه وألوان... لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول.. وإن الآفاق قد أغامت.. والمحجة قد تنكرت.. واعلموا أن أحبتكم ركبت بكم ما أعلم.. ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب.. وإن تركتمونى فأنا كأحدكم ... ولعلى أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم.. وأنا لكم وزيرًا خير لكم منى أميرًا»... حتى أبى الناس عليه إلا قبول البيعة...

وهكذا كان بركان من الفتن قد انفجر ... كان لسان من النيران قد اندلع.. وريح عات قد عصف.. على الأمة الإسلامية فى عهد أمير المؤمنين «علي» .. ليكون حملًا ثقيلًا.. وحصادًا عقيمًا..

هذا معاوية وأهل الشام قد شقوا عصا الطاعة وامتشقوا السيف فى وجه الخلافة العلوية زاعمين أنهم طالبون دم عثمان «رضى الله عنه».. وذلك عندما تبوأ على أريكة الخلافة الإسلامية .... كما أن طلحة والزبير «رضى الله عنهما» نقضا بيعتهما إليه «رضى الله عنه».. وأخرجا أم المؤمنين عائشة «رضوان الله عليها» ... وانخذل عنه الخوارج.. وكانوا من أقوى أصحابه شكيمة فأصبحوا شوكة متخاذلين.. يدعوهم فلا يجيبون.. يأمرهم فلا يطيعون.. حتى انتهى إلى غدرة الخوارج به .. وما استقر له السلام يومًا واحدًا...

مات رسول الله «صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم» .. وابتلى الإسلام أشد الابتلاء فى صحابته السادة الكرام العظام.. مرت الأيام وغفل الناس عن أن المحيطين بهؤلاء الصحابة الكرام.. بشر غير معصومين أو أن الشر له نصيب منهم.. كسائر الخلق على الأرض على مر السنين.. وإذا كان هناك هذا الابتلاء فى هؤلاء الصحابة..

فلكم كنت آمل أن يفطن الناس إلى قول رسول الله: «عن مصعب بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه قال: قلت يا رسول الله أى الناس أشد بلاء ؟ قال: الأنبياء.. ثم الأمثل فالأمثل.. يبتلى الرجل على حسب دينه»...

فما كان قصور فى الصحابة.. وإنما كان صورة من صور الحقد على الإسلام.. استطاعت أن تؤثر تأثيرًا بالغًا على تماسكه وإتلافه .. وكأنها إشارة إلهية لإعادة النظر فى التعامل مع ضيقى العقول محدودى الآفق.. أو فى التعامل مع خصوم الإسلام الذين حاولوا أن يقوضوا من مسيرة الدعوة الإسلامية وساهموا فى النصيب الوافر من إحداث الشقة بين صفوف المسلمين ... وهو الأمر الذين حاولنا أن نبينه عن طريق صفحات هذا المقال...

فما كان سيل دماء الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين إلا ضريبة دفعوها من أنفسهم وعلى حساب حياتهم.. كانت نهرًا يجسد الوفاء للإسلام والتضحية حتى آخر قطرة دم.. كانت تاريخًا «أحداثًا ووقائع» نحاول أن نقرأها .. نحاول أن نقف على آلامها .. لبيان ماهية ومعنى وكنية الحقد الذى هو سبب بلبلة وضياع المسلمين وباب اسمه الفتنة.. باب فتح ولم يغلق!!!...

وأتعجب ممن لا يتعظون من هذه الذكريات الأليمة الموجعة التى راح ضحيتها أشراف المسلمين ... وبدلًا من أن نأخذ العظة ونترحم عليهم ونذكر عظمتهم .. نتصور أننا ذلك البشر الخالق .. لنا الأفضلية عنهم ..لا نحاول أن نصلح من شأننا ... بعد أن وصلنا إلى الحضيد .. ونلتفت إلى الوراء .. لننهش أعراضهم ونهتك أستار عرضهم... حتى نكون بلا حاضر.. وبجذور مشوهه نوصم بها عار هم بريئون منه.. نحاول أن نلبس ثوب الحكمة عليهم فى الماضي.. والأولى بنا أن نلبس صوت الضمير الآن فى الحاضر.. ننشغل بما أصبح عليه المسلمين فى كل مكان .. لا أن نصل إلى هذه الدرجة من العار.. الذى يحمل عنوان .. الذل والجحود والهوان.. آه يا أمة!!!..

أيا أمة ضحكت من جهلها الأمم

وأقول:

من نحن حتى نحكم على الماضى بالفناء والعدم

وما نحن إلا حاضر لا نملك إلا السقام والألم

عار على الدين وفى الدنيا أقزام تمشى على قدم

يخزى الزمان دناءتهم قوم نيام تسلوا عنهم الحلم..

موضوعات متعلقة

click here click here click here nawy nawy nawy