أين وفاء الأمة.. للبررة الأوائل؟؟!! «3»
الرد المبين على من انحرف عن الصراط المستقيم «الجزء الثالث»..
صفحة مؤلمة من تاريخ الإسلام استشهد فيها مجموعة من الصحابة الكرام على أيدى آخرين فى وسط فتنة كبرى كما يطلقون عليها.. والسؤال الذى ينبغى أن يكون حاضرًا فى الأذهان!!!.. هل ما روى بشأن هذه الصراعات وتلك الفتن وكل ما جاء فيها صحيحًا فى كتب التاريخ والمرويات؟؟!!... وما حكم الحديث عن تلك الفترة؟؟!!... وما هى العوامل التى زكت روح الصراع وقذفت بهم إلى ساحة الميدان للاقتتال؟؟!!...
اسمحوا لى ...
أن أكشف لكم عن موقف أهل السنة من هذه المسألة الذى يمثل قمة التعامل مع هذه الأحداث!!....
إن لأهل السنة والجماعة منهجًا تجاه ما جرى بين الصحابة الكرام فى الفتن .... وهو أنهم يمسكون عن ما شجر بين الصحابة، صرح بذلك غير واحد من أهل السنة وحكى بعضهم إجماعًا على ذلك وإليك طرف من كلامهم:
1- روى «أبو بكر الخلال» فى كتاب «السنة»... وابن سعد فى «الطبقات» من طريقين عن «عمر بن عبدالعزيز» بلفظين متقاربين أنه كان إذا سئل عن صفين والجمل قال: «أمرٌ أخرج الله يدى منه لا أدخل لسانى فيه»...
2- ذكر «ابن الجوزي» فى مناقب أحمد ... قال «إبراهيم بن أرز الفقيه»: «حضرت أحمد بن حنبل وسأله رجل عما جرى بين على ومعاوية؟ فأعرض عنه.... فقيل له: يا أبا عبدالله هو رجل من بنى هاشم... فأقبل عليه فقال: اقرأ «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون»..
٣-وقال أبو عبدالله بن بطة «رحمه الله» فى كتاب «الشرح والإبانة عن أصول السنة والديانة»: «ومن بعد ذلك نكف عما شجر بين أصحاب رسول الله فقد شهدوا المشاهد معه وسبقوا الناس بالفضل فقد غفر الله لهم... وأمر بالاستغفار لهم.. والتقرب إليه بمحبتهم.. وفرض ذلك على لسان نبيه وهو يعلم ما سيكون منهم وأنهم سيقتتلون وإنما فضلوا على سائر الخلق لأن الخطأ والعمد قد وضع عنهم وكل ما شجر بينهم مغفور»...
٤-قال «النووي» فى شرح مسلم... «ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم» ...
٥- قال شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية «رحمه الله تعالى» فى العقيدة المباركة التى كتبها لرجل «بواسط» واشتهرت باسم «العقيدة الواسطية».. ويمسكون عما شجر بين الصحابة... ويقولون: «إن هذه الآثار المروية فى مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه... والصحيح منه هم فيه معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون».... علمًا بأن ابن تيمية ذكر فى أوائل هذه العقيدة بأنها اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة....
أما بالنسبة لصحة الروايات وما جاء فى كتب التاريخ... وهل يمكن أن نعول عليه؟؟!!... بل ونعتبره سندًا ودليلًا نقيم عليه كلامًا!!!.... نقول:
فقد أجمع أهل التخصص أن ما ورد من مرويات فى كتب التاريخ والمتعلقة بتلك المرحلة الصعبة من تاريخ الأمة شابهها الكثير من اللغط.. بدليل أن الطبرى قد نص فى بيانه على أنه جمع كل الروايات التى أتت إليه ودون إسنادها ومصادرها وترك للمحققين من بعد النظر فى صحتها... حتى أن أستاذًا جامعيًا قال: «إن مرويات الكذابين من الشيعة زادت عن ثلاثة آلاف رواية باطلة سندًا ومتنًا .. وأصحابها أربعة فقط.. من رواة الشيعة المطعنون فيهم..
ومما يؤسف له أن هذه المرويات تعالج الفترة الأكثر حساسية فى التاريخ.. وهى فترة محصورة بين وفاة النبى واستشهاد الحسين...
وانتشرت هذه المرويات على أنها من المسلمات... ومن هنا جاء الطعن اللاذع والشديد والذى به مغالاة فى حق الصحابة الكرام...
ومن هنا نؤكد أن الرويات التاريخية المزيفة.. التى رواها غير العدول على أنها روايات صحيحة.. على الرغم من أنها تحمل مطاعن فى أشرف جيل للإسلام.. والقرآن هو الحاكم وثبوته مطلق .. وصاحب الدليل المنفرد بذاته.. هو من قام بتزكية هذا الجيل كله.. فهل من المعقول أو المقبول أن نهمل دليل القرآن ونقبل دليل الزنادقة...
إن الطعن قديم وموجود فى كتب التاريخ.. ولكن أهل التحقيق بينوا زيفها... وبهذا نؤكد على أن التاريخ يكتنفه الغموض فى كثير من نواحيه وقد يشتد هذا الغموض أحيانًا فيصيب القارئ له والبحث فيه بالحيرة والاضطراب.. حتى لا يدرى بأى مذهب يتمسك .. ولا على أى رأى يعتمد.. ولا بأى قصة يأخذ.. لتضارب الروايات.. فى تكييف الأحداث العظمى التى كان لها أثرًا عظيمًا فى توجيه تاريخ الإسلام.. حتى لا تكاد تسلم لنا سيرة أى شخصية على مكانتها ومنزلتها وفضلها من شوائب الغلو أو التفريط..
ويرجع ذلك بالضرورة إلى تلك الفتن القاصمة التى أسرعت إلى الأمة وهى فى مهدها ولم يشتد ساعدها ففرقتها شيعًا وأحزابًا ومن المسلم به.. أن الفرقة داء الأمم الوبيل والعضال.. مما أدى إلى اختلاط الحق بالباطل ورواج الزيف بين الناس.. حتى عميت عليهم الحجة فلم يفصلوا بين رأى يعتمد على العقل والمنطق وآخر يتكئ على الهوى ويتشح بالأباطيل..
جاء من دونّوا التاريخ فكان أرفعهم درجة من يجمع الروايات .. دون نظر ناقد أو عقل فاحص.. أو باحث مدقق.. أو محدث حصيف..
إن الروايات التاريخية يستلزم تتبعها ونقدها على ضوء معايير متعددة... أما التلفيقات المفتعلة والاحتمالات الواهية.. والتأويلات المتعسفة.. فلن نستطيع أن نتغلب عليها.. إلا بالوقوف عليها بعد البحث والتمحيص عن الروايات الصحيحة.. لأن مثل هذه الروايات تمثل منطقة يرتع فيها هؤلاء المتربصون!!!.. فينفثون سمومهم مستغلين حقدهم على الإسلام وما أكثر هؤلاء قديمًا وحديثًا!!..
ولم يكتف العلماء بالنظر فى الروايات من حيث قوتها وضعفها.. سندًا ومتنا.. وإنما توغلوا فى التعامل مع النصوص بصورة أكثر دقة وعمق.. لذلك إذا عرضت عليهم الروايات الصحيحة وفيها تعارض فقد قالوا: «إذا وقع فى الروايات التعارض فلا يجوز أن يقحم عليها غيرها.. مما ليس فى قوتها سندًا بل يجب الترجيح بأسباب تقتضيها... بل إن منهم من وسع فى التعامل مع الروايات التاريخية ولم ينظر إلى صحة الرواية فقط ولا حتى حسن التعامل مع الروايات الصحيحة.. وإنما يتوغل إلى منطقة أكثر أمانا ... فينظر نظرة عميقة إلى الشخصية التى يكتب عنها.. وعن تاريخ نشأتها وعن ما تتصف به من أخلاق عامة وخاصة إذا تعلق الأمر بشخصية من كبار الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين.. وذلك فى ضوء ما يتمتعون به من مكانة عند الخالق قبل المخلوق..
أما بالنسبة للعوامل التى زكت روح الصراع.. بل ودفعت إلى ساحات الميدان للاقتتال... فهى ترجع لا محالة إلى شخصية بعينها وإلى جماعة دون سواهم... أما الشخص فهو عبدالله بن سبأ ... وأما الجماعة فهى الشيعة لا محالة!!!.. هذا بالإضافة إلى كارهى الإسلام... كارهى انتشاره ونجاح دعوته من اليهود...
فلا يختلف أحد على أن صنف من الناس دخل الإسلام... لأسباب بعيدة عن الإيمان... فتلاقت الأغراض الدفينه لهؤلاء فكادوا للإسلام كيدًا عن طريق الفكر والرأى لأنهم كانوا أعجز من أن يشهروا فى وجهه السيف ... ولقد انعدمت آثارهم إبان أبى بكر الصديق.. لحزمه فى التعامل كما لم تظهر لهم أية ملامح فى خلافة عمر إلا مع مقتله... فهو «رضى الله عنه» جعل من المسلمين قوة لا تضارع .. فلم يبق أمام المتآمرين.. على الحق إلا تفريق هذه القوة عن طريق الشغب وخلق القضايا والمشكلات واستغلال المواقف بالغيرة المصطنعة الكاذبة على آل بيت النبى والتشيع له... الأمر الذى بذر بذور الفتنة .. مع مطلع خلافة عثمان وامتدادا لخلافة علي.. ومن بــعده!!!...
هذه الفتن التى فتحت بابًا من تكذيب الله ورسوله على يد الشيعة.. تلك الفئة سواء كان من الشيعة أو غيرهم.. ومن سار على دربهم.. التى انحرفت عن آيات الله بباطل التأويل ... ما شاء لها هواها... كما تقولوا على رسول الله بما لم يقله.. ونسبوا إلى أئمة الهدى من الصحابة وآل البيت.. ما لا يتفق مع منهج الإسلام الصحيح ولولا أن الله وعد بحفظ هذا الدين وخص به طائفة لا تزال على الحق .. لا يضرهم من خالفه... لولا هؤلاء لكانت هذه العواصف القاصمة.. قد أطاحت بتراث الإسلام وقوضت معالمه لكن الله تعالى أبر بدينه وأمة نبيه .. فلم يتركها للفتن تعصف بها بل جعل لها من زبنائها من يدافع عنها وينفى عن دينها كذب الكاذبين وانتحال المبطلين وغلو المغالين..
ولعل هذه الكلمات قد استدعتها رواية تاريخية لمعاصر حاول أن يرسم شخصية رجال سعدت بهم الإنسانية وقدموا لها أبهى حضارة وأهدوها أعظم هدية وهى الهداية الربانية... فأعمل فيهم هواه معتمدًا على الغث من الروايات مدعيا استمداد مادته من بطون كتب التراث..
ومن الوهلة الأولى لتلك الرواية يظهر لك خفايا الأهداف والمقاصد التى يريد المؤلف أن يقنع بها القارئ وهى وللأسف الشديد لا تنم إلا عن جاهل بالإسلام.. استغل رواج تلك الروايات ليصل بها إلى غرضه فى التشكيك فى الدين علما بأنه لا يمت إلى الصنعة بصلة.. ولا يحسب على أهل الخبرة الذين لهم الباع الطويل فى التمييز بين «النقولات».. فأغفل متعمدًا الروايات الصحيحة والتراث الزاخر والكتابات المتخصصة لأعلام لهم فى ضمير الأمة المكانة المتميزة .. لذلك لا تجد فى مراجعه مؤلف متخصص فى التاريخ.. واعتمد على هواه فى رسم أبعاد لشخصيات أوجب الإسلام التعامل معها على نحو يختلف عما أبداه...
إن الطعنات المتتالية والنظرات الخاطئة لهذا الجيل الفريد من الصحابة الكرام وتجسيدهم فى مجموعة من الطامعين للحكم .. بلغت بهم شهوات الدنيا حدًا لا يكاد يوصف ... فاستولت على نفوسهم وتحكمت فيها بصورة مرضية هذه الشهوات التى تحدث عنها ذلك «المعاصر»...
لدرجة أنه تعامل معهم كما لو أنهم من أرباب هذا العصر.. بكل ما فيه أطماع وشهوات وتقلبات وخيانة وضعف وسقوط وهبوط وشذوذ وانحراف وربا ورشوة وانحطاط أخلاقى وعنف ونفاق ورياء وعدم الالتزام بالصلاة والصيام.. والاتجار بالمرأة فى كل مكان.. أنزلهم من عليائهم ومن شرف الجلوس إلى نبينا «صلى الله عليه وسلم».. إلى قاع الحياة المتلاطم الأمواج الذى يحيط بنا الآن!!!... بدل من أن يحاول أن يستمد من ماضينا إلى حاضرنا يغير من هذه الأوضاع المتردية اللا إنسانية الهمجية البربرية.. يحاول أن يكسوهم بكل نقيصة ونقيضة فى هذا الزمان الهالك والعصر الحالك ..
لقد خاض ذلك «المعاصر» فى بحر لجى لم يطمئن سفنه إلى مرفأ مريح.. وابتعد كل البعد عن الميزان الصائب فى معرفة الرجال وتقدير أعمالهم ومعرفة الصحيح من الزائف مما نسب إليهم.. فابتعد كل البعد عن الإنصاف لهم.. بل سبهم وسفه أحلامهم وقلل من شأنهم ونال منهم بلا وازع من خلق أو من ضمير أو من دين...
يبدو أن العنوان الذى اختاره لروايته أن يدعم فكرته وأن يبحث عن كل ما يؤكدها ويغذيها .. أمام نظر القارئ.. ليجسد بهذه المشاهد ما يتسق مع العنوان ويتوافق مع هواه.. وكأنه لا يدرى أنه بهذا العمل الرخيص قد طعن فى الدين ونال من الإسلام.. لأنه طعن فى الرجال الذى حملوه ونقلوه وتجسدوه وتشرفوا بالانتساب إليه وخدمته .. إذا كان هذا هو حال رجال أمتنا الأوائل!!!!.. فما هو الحال رجال أمتنا الآن؟؟!!!.... بما نصفهم وقد اعتلاهم من الأطماع والشهوات.. والنزوات والزلات ما لا يحصى!!.. الذين تحكم فيهم الهوى والنزعات!!!..
إن الباحث عن الحق ينبغى أن يترفق فى المضايق وأن يتئد عند المزالق وأن يتثبت عند اشتجار الآراء واختلاف المذاهب وتضارب الروايات ...
وبنظرة سريعة حول محتوى الرواية يتبين لنا ما يلي:
أن أحداثها تبدأ بالنهاية وهى مقتل الإمام على «رضوان الله عليه» على يد عبدالرحمن بن ملجم... وإذا تساءل الناس عن شخصية بن ملجم؟؟!!...
نقول إنه عبدالرحمن بن ملجم الذى هو أحد أبطال الرواية... الذى يعالج ذلك «المعاصر» شخصية هذا الخارجى «أى أنه ينتمى إلى الخوارج»... الذى بدأ حياته كتلميذ للصحابى معاذ بن جبل بل ويعد من حفظة القرآن.... وقام الخليفة الثانى سيدنا عمر بإرساله خصيصًا لجيش عمرو بن العاص - الذى كان يفصله أيام على فتح مصر - لتحفيظه القرآن الكريم... وصاحب أهل مصر الذين خرجوا على الخليفة الشهيد عثمان بن عفان.... حتى أصبح من الخوارج الذين حاربهم سيدنا علي.... إلى أن قتله قبل صلاة الفجر...
هذه الصفحات «ذلك النموذج المؤسف للتجرؤ على الصحابة الكرام» والتى هى الجزء الأول من تلك الرحلة المشئومة التى والله أحزن أنها صدرت على أرض مصر.. أرض المحروسة.. أرض الأزهر.. ووالله!!! ... انتظروا عقاب الله عز وجل لعدم مصادرتها والوقوف على تجريمها حتى الآن... تلك الصفحات التى سلطت الضوء على فتح مصر بشكل شبه تفصيلى ومبحاثات بن العاص ودهائه فى فتح أرض مصر دون إراقة نقطة دم واحدة.... ثم بعد ذلك نقل الأحداث إلى مدينة رسول الله وتحديداً داخل قصر الخليفة عثمان بن عفان وزوجته نائلة، وقاتله غير المباشر مروان الذى كان السبب الرئيسى فى ثورة أهل الأمصار ضد سيدنا عثمان.
وانتقل بعد ذلك إلى مصر مرة أخرى بعد انتقال «محمد بن أبى بكر» و«محمد بن أبى حذيفة» إليها ليعلنوا عن خطتهم لإحداث ثورة ضد الخليفة الذى لم يراعى الله ولا الدين ولا الرسول حسب رؤيتهم، وبالفعل وجدوا فى مصر التربة الخصبة لنمو تلك الخطة..... وانتهت الأحداث بقتل سيدنا عثمان والضغط على سيدنا على لقبول البيعة من قتلة الخليفة الثالث.
والسؤال هنا .. الذى يبدو منطقيًا ماذا أراد هذا المعاصر من وراء تلك الرواية؟؟!..
هل أراد أن يكسر هالة التقديس التى استقرت فى قلوب المسلمين تجاه الصحابة الكرام؟؟!!... يعنى نكسر هالة تقديسهم!!!... يعنى نسب هؤلاء!!.. ونمتدح فى ذلك المعاصر مثلًا؟؟؟!!!...
ما الذى يعنيه من تصوير الصحابة الكرام بمجموعة من الذئاب التى لا تستطيع كبح شهواتها الجنسية وأن غزواتهم كانت من أجل السبايا ؟؟!!!.... أين أهل الدين؟؟!! أين الغيرة على الصحابة الكرام؟؟!!!... أين الغيرة على من تحمل عبء احتضان الرسالة ثم نقلها؟؟!!.. أين الغيرة على من أدوا حق «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله»...
«مش معقول الصمت يا جماعة!!!!... أى سبة وأى عار على جبيننا؟؟!!!.. خلاص أفلسنا!!!... يعنى هتك الدين بضرب أبنائه اليوم!!!... وهتك عرضه حتى بمن كان لهم الفضل فى القضاء على الجاهلية الأولى!!»...
مش معقووووووووووول!!!!!!........ مش معقووووووووووول!!!!!!........ مش معقووووووووووول!!!!!!........
هل مثل هؤلاء فى الفضل والمكانة والتقوى لا يستطيعون كبح شهواتهم إلى مثل هذه الدرجة وسط قرع السيوف والدماء المسالة؟... حسبنا الله ونعم الوكيل!!!.... لا أدرى إذا كنا نعجز عن تحرير الأقصى».. وقتل المسلمين بأيدى الكفار إلا أنه لا يمكن أن نعجز فى الرد على أناس يعيشون بيننا على هذا الباطل المستفز!!!..
حـــــــــــــررررااام!!!!!!!!.....
ولو خرج أى أحد يدافع عن الدين... متصديًا هذا المعاصر وأمثاله.. سوف يتهم بالعنف والإرهاب... يعنى هو يقوم بعمل إرهاب فكرى وعقائدى ودينى ونفسى وعقلي!!!!.... ولا يرد عليه!!.. ولا يردع!!!...
ولعن الله قومًا ضاع الحق بينهم!!!....
ولم ينته «المعاصر» عند التجاوز فى حق الصحابة الكرام .. وإنما بلغت به الحماقة فى التشكيك فى القرآن الكريم صراحة كما نم هذا التشكيك عن جهله البالغ بالقرآن وبالقراءات التى يجوز القراءة بها فيه.... وذلك يظهر جليًا عند ذكر حادثة الخلاف الذى قام بين الصحابة بسبب اختلاف قراءتهم للقرآن وهى صحيحة لا خلاف فيها.. ولكن هى لم تحدث فى مصر .. بل إن جميع المراجع ذكرت أن تلك الواقعة تمت فى الشام بعد معارك أرمينية...
وأحب هنا أن أستدعى ما جاء فى كتاب «مدخل إلى القرآن»، للعلامه الدكتور «محمد دراز» رحمه الله، فيقول ما نصه: «تجمعت الجيوش الوافدة من سوريا والعراق ولاحظوا اختلاف فى القراءات بينهم، فأهل العراق يتبعون قراءة بن مسعود.... بينما أهل الشام يتبعون قراءة أُبى بن كعب.... وكادت أن تتشابك الأيادى بعد الاختلاف.... ففزع حذيفة بن اليمان إلى عثمان وطلب منه القضاء على تلك المشكلة...
وفى موضع آخر من الكتاب يقول العلامة «دراز»: «ولما كان المستمعون من المسلمين ليسوا هم ذوات الأشخاص فى كل مرة .. فقد نشأ عند الصحابة منذ العهد الأول تباين فى القراءات لبعد كل قراءة عن غيرها...
فيروى «البخاري» أن «عمر» ثار يومًا على «هشام بن الحكيم ابن حزام» لأنه سمعه يتلو من سورة الفرقان بقراءة تختلف القراءة التى علمها له الرسول .. فقد تحامل على نفسه فى كظم غضبه فى أثناء صلاة هشام وفور خروجه من الصلاة قام إليه عمر وأمسك بتلابيبه وسأله: من أقرأك هذه السورة التى سمعتك تقرؤها.. قال أقرأنيها رسول الله «صلى الله عليه وسلم» .. فقال: كذبت فوالله إن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» لهو أقرأنى هذه السورة....
وانطلق به إلى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فأمر الرسول هشام فقرأ السورة فقال الرسول: هكذا نزلت، ثم أمر عمر فقرأ السورة .. فقال الرسول: هكذا نزلت، ثم قال: إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف... فاقرؤوا ما تيسر منها.. ويذكر الطبرى أن أبى بن كعب صدم أيضًا من اختلاف فى قراءة سورة النحل ولما احتكم إلى الرسول أقر القراءتين»...
تعتبر واقعة اختلاف قراءات القرآن من أهم نقاط الرواية لسبب واضح وهو الخلاف بين الصحابة وبعضهم.. وأنه خلاف واقع وصحيح للبحث عن الحقيقة وللاطمئنان على كتابهم.. وهذا أمر لا يدعو للاستغراب ولا يدل على أن الاختلاف كان الأصل فى تعاملتهم.. وهذا الاختلاف لا يعنى أبدًا بالضرورة خلاف!!...
ذكر ذلك «المعاصر» فى الصفحات واقعة ضرب الخليفة الثانى لأبى هريرة رضوان الله عليهم جميعًا لأن عمر كان مخالفًا لنقل الأحاديث النبويّة حتّى لو كانت صحيحة ومعتبرة فكان دائمًا ما يقول «حسبنا كتاب الله»....
فعن عبدالرحمن بن عوف قال: «ما مات عمر بن الخطاب إلى أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فجمعهم فى الآفاق عبدالله بن حذيفة وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن خالد، فقال: ما هذه الأحاديث التى أفشيتم عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فى الآفاق.. قالوا: تنهانا.. قال: لا أقيموا عندى لا والله لا تفارقونى ما عشت فنحن أعلم نأخذ عنكم ونرد عليكم فما فارقوه حتّى مات.. [ كنز العمال 5 / 231 ]
لم يشر «المعاصر» فى روايته سبب منع الفاروق من رواية الحديث... وكأنه يتغاضى عن المعنى الحقيقى ليشكك فى السنة كما شكك من قبل فى القرآن الكريم وفى عدل الصحابة.. ولكن منعه لرواية الحديث لم تثبت رواية بصحة هذه الواقعة.. ولقد أورد الرد على هذه الشبهة الدكتور «محمد بن شهبة» فى كتابه «دفاع عن السنة».. فقال: «لم أجد رمى عمر لأبى هريرة بالكذب فى أى كتاب من الكتب الموثوق بها .. اللهم إلا إذا كان المؤلف وقع عليه فى كتاب من كتب الأدب أو نحوها أو تى به من بنات خياله وليس فى توعده له بإلحاقه بأرض دوس ما يشتم منه وإنما هو التحوط وزيادة التثبت والإكثار مظنة الغلط أو السهو.. ومذهب الفاروق فى الرواية معروف»...
أيها السادة...
عفوًا ما كان لى أن أقرأ هذه الصفحات إلا من أجلكم... فقراءتى لها وكتابتى عنها تزيد قدرها.. وأيضًا لا أحب أن أردد ما جاء فيها وخاصة أنها تحمل مغالطات وانتقادات وتطاول إلى أقسى درجة لا تقبلونها أنتم قبل.. وليس فيها إلا التشكيك فى القرآن والسنة.. وبعد التجاوزات والتطاولات التى لا يمكن أن تقبل البتة.. كما أن هذه الصفحات تكشف عن شخصية غير سوية.. مختلة فى تركيبها النفسى والفكري..
عفوًا اضطررت للكتابة لأن السواد الأعظم منا لم يدخل فى مثل هذه الموضوعات الدينية والثقافية المتخصصة هذه بأحداثها الخاصة من قبل... فضلًا عن قدرة هذا الشخص على الاستعراض المريض.. فى التأثير..
عفوًا اضطررت للكتابة من أجلكم .. من أجل من قد يأخذه الفضول إلى تصفح الصفحات الهزيلة.. وإن كنت أتمنى أن تقرأوها للتصدى والوقوف أمام ذلك المدعي... لمحاصرته وتقييده.. انتقامًا من كل تجاوزاته إيمانًا منى أن «الرفض الشعبي» أقوى منى ... أقوى من القانون.. أقوى من أى مؤسسة مهما عظم دورها...
والحديث بينى وبينكم ما زال مستمرًا ضد هذه الانتهاكات والتطاولات ...