الزمان
الأجهزة الأمنية تتمكن من ضبط شخصين لقيامهما بسرقة محل مصوغات ذهبية بقنا وزير الخارجية يبحث مع نظيره الفرنسي خفض التصعيد والتوتر في الشرق الأوسط كشف ملابسات تداول فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي يظهر خلاله أحد الأشخاص مرتدياً ملابس نسائية وتهديده من قبل بعض الأشخاص بقنا وزير الخارجية يجري لقاءات على هامش تحضيرات القمة العربية الإسلامية محافظ المنيا ينفي طرح وحدات السوق الحضري بمنطقة أبو هلال - السلخانة بأسعار استثمارية محافظ القليوبية يقود حملة مكبرة لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية معهد الوفد للدراسات السياسية يحتفل بذكرى عيد الجهاد الوطني نظمت وزارة الداخلية زيارة لـ طلبة وطالبات أكاديمية الشرطة إلى العاصمة الإدارية الجديدة وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزير خارجية نيجيريا على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية في الرياض رئيس الوزراء يتابع موقف المشروعات المنفذة من جانب الهيئة الهندسية للقوات المسلحة رئيس الوزراء يتابع موقف المشروعات المنفذة من جانب الهيئة الهندسية للقوات المسلحة هيئة الأرصاد: تلاشي فرص سقوط الأمطار على القاهرة الكبرى
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقال رئيس التحرير

أين وفاء الأمة.. للبررة الأوائل؟؟!! «6»

دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬حبيبتى‭..  

وتبقى‭ ‬الجراح‭.. ‬جراحًا‭ ‬لا‭ ‬تنتهى‭.. ‬نعم‭ ‬لا‭ ‬تنتهى‭... ‬لأنها‭ ‬جراح‭ ‬الأمة‭.. ‬جراح‭ ‬الدين‭.. ‬جراح‭ ‬الإسلام‭.. ‬وبكل‭ ‬أسف‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬بالتجريح‭ ‬فى‭ ‬رموزه‭ ‬وحملته‭ ‬ومن‭ ‬صانوا‭ ‬أمانته‭.. ‬حفظوه‭ ‬بين‭ ‬ضلوعهم‭ ‬وجنباتهم‭.. ‬كى‭ ‬يسلمونا‭ ‬إياه‭...‬

ولكن‭ ‬يالحزنى‭ ‬عليهم‭.. ‬حين‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬وفاء‭ ‬من‭ ‬أمتهم‭.. ‬نعم‭ ‬فإن‭ ‬الجرح‭ ‬عظيم‭ ‬جدًا‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬التجريح‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬تلك‭ ‬الأمة‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬أولى‭ ‬بهم‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أول‭ ‬مدافعين‭ ‬عنهم‭.. ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬ظهرًا‭ ‬ظهيرًا‭.. ‬حصنًا‭ ‬حصينًا‭.. ‬لصحبة‭ ‬شريفة‭ ‬يكفى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬رفقة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭.. ‬وبضيق‭ ‬الأفق‭ ‬وبضيق‭ ‬الصدر‭ ‬يصرون‭ ‬على‭ ‬تعنتهم‭ ‬لإحداث‭ ‬تلك‭ ‬الفرقة‭ ‬المشئومة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬أدرى‭ ‬كيف‭ ‬سيواجهون‭ ‬بها‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬بل‭ ‬كيف‭ ‬يتجرأون‭ ‬ويطلبون‭ ‬الشفاعة‭ ‬يوم‭ ‬يحين‭ ‬طلب‭ ‬الشفاعة‭... ‬

يالحزنى‭ ‬والأمة‭ ‬تنقسم‭ ‬لتمضغ‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬الشقة‭ ‬بين‭ ‬أعدائها‭ ‬من‭ ‬الفرس‭ ‬والروم‭ ‬بالأمس‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تهضم‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬بأعداء‭ ‬وفرس‭ ‬اليوم‭.. ‬ليكون‭ ‬هكذا‭ ‬أعداء‭ ‬الأمس‭ ‬هم‭ ‬أعداء‭ ‬اليوم‭.. ‬وبينهما‭ ‬أمة‭ ‬ضعيفة‭ ‬أمة‭ ‬هى‭ ‬ألعوبة‭.. ‬تتأرجح‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭.... ‬لضرب‭ ‬الدين‭ ‬بضرب‭ ‬الصحابة‭ ‬الكرام‭ ‬وضرب‭ ‬السيدة‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭ ‬عائشة‭.. ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬ضرب‭ ‬أهم‭ ‬أئمة‭ ‬الحديث‭ ‬وأشهر‭ ‬كتب‭ ‬الصحاح‭ ‬وأصدقها‭ ‬الإمام‭ ‬البخارى‭.. ‬

استكمالًا‭ ‬لدفع‭ ‬الشبهات‭ ‬الواهية‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أوردته‭ ‬الشيعة‭ ‬وغيرهم‭.. ‬فى‭ ‬كتبهم‭ ‬من‭ ‬أباطيل‭ ‬وأراجيف‭.. ‬نتابع‭ ‬هذه‭ ‬الشبهات‭ ‬بالتفنيد‭ ‬الصحيح‭ ‬والرد‭ ‬الصريح‭.. ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬نالوا‭ ‬من‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬ذات‭ ‬اليمين‭ ‬وذات‭ ‬اليسار‭.. ‬فكثرت‭ ‬حولها‭ ‬الشبهات‭ ‬وتعددت‭ ‬الأقاويل‭ ‬الواهية‭.. ‬

لذلك‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يوفقنى‭ ‬فى‭ ‬متابعة‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الشبهات‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أبلغ‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬حين‭ ‬أوضحت‭ ‬قيمة‭ ‬وقامة‭ ‬ومكانة‭ ‬ومنزلة‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭... ‬

وقبل‭ ‬أن‭ ‬أستعرض‭ ‬هذه‭ ‬الردود‭.. ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أنوه‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬وللغاية‭.. ‬وهى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الروافض‮»‬‭ ‬أكثروا‭ ‬الطعن‭ ‬فى‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭ ‬عائشة‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭... ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتى‭ ‬أهمية‭ ‬استعراض‭ ‬آراء‭ ‬كبار‭ ‬الأئمة‭ ‬والعلماء‭ ‬فى‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬الروافض‭.. ‬حتى‭ ‬يتجلى‭ ‬لنا‭ ‬مدى‭ ‬كذب‭ ‬ادعاءاتهم‭ ‬وبطلان‭ ‬آرائهم‭ ‬وغلو‭ ‬أفكارهم‭ ‬وحقدهم‭ ‬وحسدهم‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬وعلى‭ ‬أئمة‭ ‬المسلمين‭ ‬ولاسيما‭ ‬مما‭ ‬حمل‭ ‬مشعل‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭...‬

يقول‭ ‬الإمام‭ ‬الشافعى‭: ‬‮«‬لم‭ ‬أر‭ ‬أحدًا‭ ‬أشهد‭ ‬زورًا‭ ‬من‭ ‬الرافضة‮»‬‭...  ‬

وكذلك‭ ‬يقول‭ ‬الأصبهانى‭: ‬سمعت‭ ‬شُريكا‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬أحمل‭ ‬العلم‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لقيت‭ ‬إلا‭ ‬الرافضة‭ ‬فإنهم‭ ‬يصفون‭ ‬الحديث‭ ‬ويتخذونه‭ ‬دينًا‮»‬‭.. ‬

وقد‭ ‬قال‭ ‬الإمام‭ ‬ابن‭ ‬تيمية‭: ‬‮«‬وقد‭ ‬اتفق‭ ‬أهل‭ ‬العلم‭ ‬بالنقل‭ ‬والرواية‭ ‬والإسناد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الرافضة‭ ‬أكذب‭ ‬الطوائف‭.. ‬والكذب‭ ‬فيهم‭ ‬قديم‭.. ‬ولهذا‭ ‬كان‭ ‬أئمة‭ ‬الإسلام‭ ‬يعلمون‭ ‬امتيازهم‭ ‬بكثرة‭ ‬الكذب‮»‬‭...  ‬

ولعل‭ ‬من‭ ‬الخير‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬نخوض‭ ‬فى‭ ‬الشبه‭ ‬التى‭ ‬أوردتها‭ ‬كتب‭ ‬الشيعة‭ ‬عن‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭.. ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬أمر‭ ‬كثر‭ ‬فيه‭ ‬اللغط‭ ‬وهو‭ ‬سن‭ ‬زواج‭ ‬النبى‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬من‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭.. ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشبهه‭ ‬ترد‭ ‬كثيرًا‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬على‭ ‬ألسنة‭ ‬العلمانيين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الفكر‭ ‬المنحرف‭.. ‬ويرهفون‭ ‬فيها‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭... ‬ويحكمون‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭... ‬

وللرد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الشبهة‭ ‬نقول‭: ‬

وردت‭ ‬الأحاديث‭ ‬الصحيحة‭ ‬تؤكد‭ ‬وتبين‭ ‬وتكشف‭ ‬أن‭ ‬النبى‭ ‬‮«‬صلَّى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلَّم‮»‬‭ ‬عقَدَ‭ ‬على‭ ‬عائشة‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭ ‬وهى‭ ‬بنت‭ ‬ستِّ‭ ‬سنين‭... ‬ودخَلَ‭ ‬بها‭ ‬وهى‭ ‬بنت‭ ‬تسعِ‭ ‬سنين،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭:‬

‭- ‬فعن‭ ‬عائشة‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‭ ‬قالتْ‭: ‬‮«‬تزوَّجنى‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬وأنا‭ ‬بنتُ‭ ‬ستِّ‭ ‬سنين،‭ ‬فقَدِمْنا‭ ‬المدينة،‭ ‬فنزَلْنا‭ ‬فى‭ ‬بنى‭ ‬الحارث‭ ‬بن‭ ‬خزرج،‭ ‬فوُعِكْتُ؛‭ ‬أى‭: ‬أصابتْها‭ ‬حُمَّى،‭ ‬فأتتْنى‭ ‬أُمِّى‭ ‬أُمُّ‭ ‬رُومان‭ ‬وإنِّى‭ ‬لفى‭ ‬أرجوحة‭ ‬ومعى‭ ‬صواحبُ‭ ‬لى،‭ ‬فصَرَخَتْ‭ ‬بى‭ ‬فأتيتُها‭ ‬لا‭ ‬أدرى‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬بى،‭ ‬فأخذتْ‭ ‬بيدى‭ ‬حتى‭ ‬أوقفتْنى‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬الدار‭ ‬وإنى‭ ‬لأنْهَجُ‭ ‬حتى‭ ‬سَكَنَ‭ ‬بعضُ‭ ‬نفسى،‭ ‬ثم‭ ‬أخذتْ‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬ماءٍ‭ ‬فمسحتْ‭ ‬به‭ ‬وجْهى‭ ‬ورأْسى،‭ ‬ثم‭ ‬أدْخَلتْنى‭ ‬الدارَ،‭ ‬فإذا‭ ‬نسوة‭ ‬من‭ ‬الأنصار‭ ‬فى‭ ‬البيت،‭ ‬فقُلْنَ‭: ‬على‭ ‬الخير‭ ‬والبركة‭ ‬وعلى‭ ‬خير‭ ‬طائر،‭ ‬فأسْلَمَتْنى‭ ‬إليهنَّ،‭ ‬فأصْلَحْنَ‭ ‬مِن‭ ‬شأْنى،‭ ‬فلم‭ ‬يَرُعْنِى‭ ‬إلاَّ‭ ‬رسولُ‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬ضحًى،‭ ‬فأسْلَمَتْنى‭ ‬إليه‭ - ‬وأنا‭ ‬يومئذٍ‭ ‬بنت‭ ‬تسع‭ ‬سنين‮»‬‭.. ‬

‭- ‬وعنها‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭ ‬قالتْ‭: ‬‮«‬كنتُ‭ ‬ألعبُ‭ ‬بالبنات‭ ‬عند‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬وكان‭ ‬لى‭ ‬صواحبُ‭ ‬يَلْعَبْنَ‭ ‬معى،‭ ‬فكان‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬إذا‭ ‬دخَلَ‭ ‬يَتَقَمَّعْنَ؛‭ ‬أى‭: ‬يَتَخَفَّيْنَ‭ ‬منه،‭ ‬فيُسَرِّبُهُنَّ‭ ‬إلى،‭ ‬فيْلَعَبْنَ‭ ‬معى‮»‬‭... ‬

‭- ‬وروى‭ ‬أبو‭ ‬داود‭ ‬عنها‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭ ‬قالتْ‭: ‬‮«‬قَدِم‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬من‭ ‬غزوة‭ ‬‮«‬تبوك‭ ‬أو‭ ‬خيبر‮»‬،‭ ‬وفى‭ ‬سَهْوَتها‭ ‬سِتْرٌ،‭ ‬فهبَّتْ‭ ‬ريحٌ‭ ‬فكشفتْ‭ ‬ناحيةَ‭ ‬السِّتْر‭ ‬عن‭ ‬بنات‭ -‬لعائشة‭ - ‬لُعَبٍ،‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬ما‭ ‬هذا‭ ‬يا‭ ‬عائشة؟‮»‬‭ ‬قالتْ‭: ‬بناتى،‭ ‬ورأى‭ ‬بينهُنَّ‭ ‬فَرَسًا‭ ‬له‭ ‬جَناحان‭ ‬مِن‭ ‬رِقَاع،‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬ما‭ ‬هذا‭ ‬الذى‭ ‬أرى‭ ‬وسطهُنَّ؟‮»‬‭ ‬قالتْ‭: ‬فَرَس،‭ ‬قال‭: ‬‮«‬وما‭ ‬هذا‭ ‬الذى‭ ‬عليه؟‮»‬‭ ‬قالتْ‭: ‬جَناحان،‭ ‬قال‭: ‬‮«‬فرس‭ ‬له‭ ‬جناحان؟‮»‬‭ ‬قالتْ‭: ‬أما‭ ‬سمعتَ‭ ‬أنَّ‭ ‬لسليمان‭ ‬خَيْلًا‭ ‬لها‭ ‬أجْنِحة؟‭ ‬قالتْ‭: ‬فضَحِك‭ ‬حتى‭ ‬رأيتُ‭ ‬نواجِذَه‮»‬‭... ‬

قال‭ ‬الحافظ‭: ‬‮«‬قال‭ ‬الخَطَّابي‭: ‬وإنَّما‭ ‬أرْخَصَ‭ ‬لعائشة‭ ‬فيها؛‭ ‬أي‭: ‬اللُّعَب؛‭ ‬لأنها‭ ‬إذْ‭ ‬ذاك‭ ‬كانت‭ ‬غيرَ‭ ‬بالغٍ،‭ ‬قلتُ‭: ‬وفى‭ ‬الجزم‭ ‬به‭ ‬نظرٌ‭ ‬لكنَّه‭ ‬مُحتملٌ؛‭ ‬لأن‭ ‬عائشة‭ ‬كانتْ‭ ‬فى‭ ‬غزوة‭ ‬خيبر‭ ‬بنت‭ ‬أربع‭ ‬عشرة‭ ‬سنة؛‭ ‬إمَّا‭ ‬أكملَتْها‭ ‬أو‭ ‬جاوزَتْها‭ ‬أو‭ ‬قاربَتْها،‭ ‬وأمَّا‭ ‬فى‭ ‬غزوة‭ ‬تبوك‭ ‬فكانتْ‭ ‬قد‭ ‬بلغتْ‭ ‬قَطْعًا؛‭ ‬فيترجَّح‭ ‬رواية‭ ‬مَن‭ ‬قال‭ ‬فى‭ ‬خَيْبَر‮»‬‭..... ‬وخَيْبَر‭ ‬كانتْ‭ ‬سنة‭ ‬سبعٍ‭ ‬هجريًا‭.. ‬

أما‭ ‬النووى‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬المرادُ‭ ‬هذه‭ ‬اللُّعَب‭ ‬المسمَّاة‭ ‬بالبنات‭ -‬العرائس‭ - ‬التى‭ ‬تلعبُ‭ ‬بها‭ ‬الجوارى‭ ‬الصِّغار،‭ ‬ومعناه‭ ‬التنبيه‭ ‬على‭ ‬صِغَر‭ ‬سنِّها‮»‬‭... ‬فعن‭ ‬عائشة‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭: ‬‮«‬أنَّ‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬تزوَّجها‭ ‬وهى‭ ‬بنت‭ ‬سبعِ‭ ‬سنين،‭ ‬وزُفَّتْ‭ ‬إليه‭ ‬وهى‭ ‬بنت‭ ‬تسعِ‭ ‬سنين،‭ ‬ولُعَبُها‭ ‬معها،‭ ‬وماتَ‭ ‬عنها‭ ‬وهى‭ ‬بنت‭ ‬ثمان‭ ‬عشرة‮»‬‭.‬

وفى‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬قالتْ‭: (‬وأنا‭ ‬بنت‭ ‬سبعِ‭ ‬سنين‭)‬،‭ ‬وفى‭ ‬أكثر‭ ‬الروايات‭: (‬بنت‭ ‬سِت‭)‬،‭ ‬والجمع‭ ‬بينهما‭ ‬أنَّه‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬ستٌّ‭ ‬وكَسْر،‭ ‬فمرَّة‭ ‬اقتصرتْ‭ ‬على‭ ‬السنين،‭ ‬ومرة‭ ‬عَدَّتِ‭ ‬السنة‭ ‬التى‭ ‬دخلتْ‭ ‬فيها‭.... ‬

واستشهد‭ ‬بابنُ‭ ‬كثير‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬أنَّ‭ ‬هذا‭ ‬أمرٌ‭ ‬مُتَّفقٌ‭ ‬عليه‭ ‬بين‭ ‬العلماء،‭ ‬ولم‭ ‬يُذكرْ‭ ‬عن‭ ‬أحدٍ‭ ‬منهم‭ ‬خلافُه،‭ ‬فقال‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭: ‬‮«‬قوله‭: (‬تزوَّجَها‭ ‬وهى‭ ‬ابنة‭ ‬ست‭ ‬سنين،‭ ‬وبَنَى‭ ‬بها‭ ‬وهى‭ ‬ابنة‭ ‬تسع‭)‬،‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬خِلافَ‭ ‬فيه‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ -‬وقد‭ ‬ثبتَ‭ ‬فى‭ ‬الصِّحاح‭ ‬وغيرها‭- ‬وكان‭ ‬بناؤه‭ ‬بها‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬فى‭ ‬السنة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬المدينة‮»‬‭... ‬

ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أنَّ‭ ‬الإجماع‭ ‬معصومٌ‭ ‬من‭ ‬الخطأ؛‭ ‬فإنَّ‭ ‬الأُمَّة‭ ‬لا‭ ‬تجتمعُ‭ ‬على‭ ‬ضَلالة؛‭ ‬فقد‭ ‬روى‭ ‬الترمذى‭ ‬عن‭ ‬ابنِ‭ ‬عُمر‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ ‬أنَّ‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إنَّ‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يجْمعُ‭ ‬أُمَّتِى‭ ‬على‭ ‬ضَلالة‮»‬‭... ‬

 

وبعد‭ ‬استعراض‭ ‬هذه‭ ‬الأدلة‭ ‬التى‭ ‬وردت‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬زواج‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬المطهرة‭.. ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬أمر‭ ‬مسلم‭ ‬به‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬مسلم‭ ‬يطمئن‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الروايات‭ ‬التى‭ ‬وردت‭ ‬بأسانيد‭ ‬صحيحة‭.. ‬ورواتها‭ ‬ثقات‭ ‬وأئمة‭ ‬لهم‭ ‬باع‭ ‬كبير‭.. ‬ورغم‭ ‬هذه‭ ‬الأدلة‭ ‬التى‭ ‬فيها‭ ‬الكفاية‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يستوجب‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أدلل‭ ‬بالبرهان‭ ‬العلمى‭ ‬والطبى‭ ‬أيضًا‭ ‬حتى‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬سفسطة‭ ‬أو‭ ‬همهمة‭ ‬أو‭ ‬نبش‭ ‬ممن‭ ‬يرفعون‭ ‬راية‭ ‬التنوير‭.. ‬ذلك‭ ‬التنوير‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يفهموا‭ ‬معناه‭ ‬أساسًا‭ ‬والذى‭ ‬يحاولون‭ ‬أن‭ ‬يسبغوه‭ ‬على‭ ‬‮«‬أى‭ ‬شيء‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬شيء‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬عباءة‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬التى‭ ‬هى‭ ‬بريئة‭ ‬منها‭ ‬براءة‭ ‬الذئب‭ ‬من‭ ‬دم‭ ‬ابن‭ ‬يعقوب‭... ‬

المـــــهم‭... ‬

‭- ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬طبيًّا‭ ‬أن‭ ‬البلوغ‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬الحارة‭ ‬يكون‭ ‬أسرع‭ ‬منه‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬الأقل‭ ‬حرارة،‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬سن‭ ‬البلوغ‭ ‬عند‭ ‬الفتيات‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬الحارة‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬أو‭ ‬9‭ ‬سنوات‭.‬

كما‭ ‬تقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬‮«‬دوشنى‮»‬‭ -‬وهى‭ ‬طبيبة‭ ‬أمريكية‭-: ‬‮«‬إن‭ ‬الفتاة‭ ‬البيضاء‭ ‬فى‭ ‬أمريكا‭ ‬قد‭ ‬تبدأ‭ ‬فى‭ ‬البلوغ‭ ‬عند‭ ‬السابعة‭ ‬أو‭ ‬الثامنة،‭ ‬والفتاة‭ ‬ذات‭ ‬الأصل‭ ‬الأفريقى‭ ‬عند‭ ‬السادسة،‭ ‬ومن‭ ‬الثابت‭ ‬طبيًّا‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬حيضة‭ ‬والمعروفة‭ ‬باسم‭ (‬المينارك‭ ‬menarche‭) ‬تقع‭ ‬بين‭ ‬سن‭ ‬التاسعة‭ ‬والخامسة‭ ‬عشرة‮»‬‭.‬

ولقد‭ ‬تزوج‭ ‬الرسول‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬بعائشة‭ ‬كما‭ ‬أخبرتنا‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الروايات‭ ‬الواردة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬حديث‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬نفسها‭ ‬بإخراج‭ ‬‮«‬البخارى‮»‬‭... ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬وهى‭ ‬بنت‭ ‬ست‭ ‬أو‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭... ‬ودخل‭ ‬بها‭ ‬وهى‭ ‬بنت‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭... ‬كذلك‭ ‬فى‭ ‬الصحيحين‭ -‬واللفظ‭ ‬لمسلم‭-: ‬عن‭ ‬الأسود‭ ‬عن‭ ‬عائشة‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬تزوجها‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬،‭ ‬وهى‭ ‬بنت‭ ‬ست‭... ‬وبنى‭ ‬بها‭... ‬وهى‭ ‬بنت‭ ‬تسع‭.. ‬ومات‭ ‬عنها‭ ‬وهى‭ ‬بنت‭ ‬ثمان‭ ‬عشرة‮»‬‭... ‬

والسؤال‭ ‬إذن‭: ‬لماذا‭ ‬انتظر‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬كاملة‭ ‬ليدخل‭ ‬بها؟‭!.... ‬ليكون‭ ‬ذلك‭ ‬دليلًا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬يجامعها‭ ‬أبدًا‭.. ‬وهى‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬أو‭ ‬مؤهَّلة‭ ‬لذلك‭... ‬

وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬زواج‭ ‬الرجل‭ ‬من‭ ‬فتاة‭ ‬صغيرة‭ ‬ليس‭ ‬بدعًا‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬العصر،‭ ‬وكذلك‭ ‬لا‭ ‬فى‭ ‬العصور‭ ‬التالية‭ ‬له،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬القَبَلِى،‭ ‬ولا‭ ‬أدلّ‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬زواج‭ ‬‮«‬عبدالمطلب‮»‬‭ ‬الشيخ‭ ‬الكبير‭ ‬فى‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬‮«‬هالة‮»‬‭ ‬بنت‭ ‬عمّ‭ ‬‮«‬آمنة‮»‬‭ ‬فى‭ ‬اليوم‭ ‬الذى‭ ‬تزوّج‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬عبدالله‮»‬‭ ‬أصغر‭ ‬أبنائه‭ ‬من‭ ‬صبيّة‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬سنّ‭ ‬هالة،‭ ‬وهى‭ ‬آمنة‭ ‬بنت‭ ‬وهب‭... ‬إذن‭ ‬تقف‭ ‬الوشاية‭ ‬والتشويش‭ ‬على‭ ‬واقعة‭ ‬أو‭ ‬نظام‭ ‬زواج‭ ‬الرسول‭ ‬بالسيدة‭ ‬عائشة‭.. ‬ولا‭ ‬تحاول‭ ‬الرجوع‭ ‬للزواج‭  ‬ما‭ ‬قبلهم‭ ‬ولا‭ ‬ما‭ ‬بعدهم‭!!!... ‬

إذن‭ ‬يتوقف‭ ‬النقد‭ ‬بالطبع‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭.. ‬نظرًا‭ ‬لإفلاس‭ ‬المغرضين‭ ‬عند‭ ‬زواج‭ ‬النبى‭ ‬المصطفى‭ ‬المختار‭.. ‬بالسيدة‭ ‬عائشة‭.. ‬ضاربين‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬بالعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والأعراف‭ ‬القبلية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬سائدة‭ ‬سواء‭ ‬وقت‭ ‬الحدث‭ ‬أو‭ ‬السابقة‭ ‬عليه‭ ‬وكذلك‭ ‬حتى‭ ‬المعاصرة‭.. ‬تحديًا‭ ‬بذلك‭ ‬للطبيعة‭ ‬البشرية‭.. ‬تحديًا‭ ‬للفطرة‭ ‬التى‭ ‬عليها‭ ‬خلق‭ ‬الله‭.. ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭.. ‬ولماذا؟؟‭!!....... ‬حتى‭ ‬يتثنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬باطلًا‭.. ‬لأنه‭ ‬هكذا‭ ‬ما‭ ‬بنى‭ ‬على‭ ‬باطل‭ ‬حتمًا‭ ‬سيكون‭ ‬باطلًا‭!!!!... ‬

إذن‭ ‬لضرب‭ ‬علاقة‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬برسول‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬مقتل‭.. ‬وبالتالى‭ ‬ضرب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يصدر‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬منقولة‭ ‬عن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭... ‬وكذلك‭ ‬الدليل‭ ‬الدامغ‭ ‬الملاصق‭ ‬الإمام‭ ‬البخارى‭ ‬الذى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬ضربه‭ ‬شخصيًا‭ ‬واعتباريًا‭ ‬حتى‭ ‬تكتمل‭ ‬حلقة‭ ‬وسلسلة‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭.. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أصدق‭ ‬أقوامه‭ ‬وأعظمها‭ ‬شأنًا‭ ‬وأرفعها‭ ‬إيمانًا‭ ‬وأمانة‭ ‬وصدقًا‭.. ‬

لذلك‭ ‬من‭ ‬التجنى‭ ‬فى‭ ‬الأحكام‭ ‬أن‭ ‬يُوزَن‭ ‬الحدث‭ ‬منفصلًا‭ ‬عن‭ ‬زمانه‭ ‬ومكانه‭ ‬وظروف‭ ‬بيئته‭... ‬فكيف‭ ‬يحاكمونه‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬وأربعمائة‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الزواج‭... ‬فيُهدرون‭ ‬فروق‭ ‬العصر‭ ‬والإقليم‭...‬ويطيلون‭ ‬القول‭ ‬فيما‭ ‬وصفوه‭ ‬بأنّه‭ ‬الجمع‭ ‬الغريب‭ ‬بين‭ ‬الكهولة‭ ‬والطفولة‭.. ‬ويقيسون‭ ‬بعين‭ ‬الهوى‭ ‬زواجًا‭ ‬عُقد‭ ‬فى‭ ‬مكّة‭ ‬قبل‭ ‬الهجرة‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬فى‭ ‬بلاد‭ ‬الغرب‭... ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تتزوّج‭ ‬الفتاة‭ ‬عادة‭ ‬قبل‭ ‬سنّ‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرين‭.. ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬الذى‭ ‬تمارس‭ ‬فيه‭ ‬الجنس‭ ‬دون‭ ‬العاشرة‭...‬

أى‭ ‬أنهم‭ ‬يبيحون‭ ‬ممارسة‭ ‬الجنس‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬السن‭ ‬ويحرمونه‭ ‬زواجًا‭.. ‬أى‭ ‬يحلون‭ ‬العلاقة‭ ‬المحرمة‭ ‬الآثمة‭.. ‬ويحرمونها‭ ‬شرعًا‭....‬

‭- ‬ألم‭ ‬تكن‭ ‬قريش‭ ‬أولى‭ ‬بالطعن‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬بالزواج‭ ‬من‭ ‬عائشة‭ ‬مستهجنًا‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت؟؟‭!!!.... ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬يعادونه‭!!!... ‬ويسعون‭ ‬للقضاء‭ ‬عليه‭ ‬وإبعاد‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬الانخراط‭ ‬فى‭ ‬دعوته‭!!!.. ‬وينتظرون‭ ‬له‭ ‬أى‭ ‬زلة‭!!!... ‬أو‭ ‬سقطة‭ ‬ليشنِّعوا‭ ‬عليه‭!!!... ‬هؤلاء‭ ‬الكفار‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬هم‭ ‬أولى‭ ‬بذلك‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬وعلى‭ ‬الإسلام‭ ‬الذى‭ ‬جاء‭ ‬بالرسالة‭ ‬التى‭ ‬تعلن‭ ‬عن‭ ‬نهايتهم؟؟‭!!!!... ‬

‭- ‬ومن‭ ‬أعظم‭ ‬الأدلة‭ ‬والبراهين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬بعائشة‭ ‬كان‭ ‬أمرًا‭ ‬طبيعيًّا‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ولا‭ ‬عيب‭ ‬فيه‭.. ‬إقرار‭ ‬كفار‭ ‬قريش‭ ‬به‭ ‬وعدم‭ ‬التعرض‭ ‬له‭... ‬رغم‭ ‬حرصهم‭ ‬على‭ ‬رميه‭ ‬بكل‭ ‬بهتان‭ ‬وتكذبيه‭ ‬وتسفيهه‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬مبرأ‭ ‬منه‭... ‬مثل‭ ‬قولهم‭: ‬شاعر‭ ‬أو‭ ‬مجنون‭...... ‬

‭- ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬يرى‭ ‬فى‭ ‬السن‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬الزواج‭ ‬عيب‭.. ‬فإننا‭ ‬نرى‭ ‬ميزات‭ ‬متعددات‭ ‬وخصائص‭ ‬بينات‭ ‬وفوائد‭ ‬من‭ ‬الكثرة‭ ‬بمكان‭.. ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬أنه‭ ‬سن‭ ‬يسمح‭ ‬بالتلقى‭ ‬والحفظ‭ ‬والتعلم‭ ‬والاستيعاب‭ ‬والتنشئة‭ ‬العلمية‭ ‬الصحيحة‭ ‬فى‭ ‬أجواء‭ ‬كانت‭ ‬أحوج‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬إلى‭ ‬عنصر‭ ‬نسائى‭ ‬صغير‭ ‬يتحمل‭ ‬تبعات‭ ‬ربع‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬فى‭ ‬فضلها‭ ‬‮«‬رضوان‭ ‬الله‭ ‬عليها‮»‬‭...  ‬وذلك‭ ‬نظرًا‭ ‬لارتباطها‭ ‬والتصاقها‭ ‬ومحبة‭ ‬النبى‭ ‬لها‭.. ‬كما‭ ‬أشرنا‭ ‬فى‭ ‬مواضع‭ ‬كثيرة‭... ‬

‭- ‬إذ‭ ‬أتاح‭ ‬هذا‭ ‬السن‭ ‬الصغيرة‭ ‬والعلم‭ ‬والطبيعة‭ ‬البشرية‭ ‬ولمن‭ ‬يعلم‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭.. ‬من‭ ‬لديه‭ ‬خبرة‭ ‬أو‭ ‬معدومة‭ ‬منه‭!!...  ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬فرصة‭ ‬لحفظ‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭... ‬بعد‭ ‬الإيمان‭ ‬به‭ ‬حين‭ ‬يحفر‭ ‬ويتغلغل‭ ‬من‭ ‬شغاف‭ ‬قلبه‭.. ‬ليكون‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬عائشتنا‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭ ‬خير‭ ‬مقاتل‭ ‬ومحارب‭ ‬كأحد‭ ‬أسباب‭ ‬تثبيته‭ ‬لمدة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭.. ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬بالعجيب‭ ‬ولا‭ ‬الغريب‭ ‬ألا‭ ‬يرجع‭ ‬إليها‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬أمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنساء‭.. ‬بل‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬قضية‭ ‬شائكة‭.. ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬مسألة‭ ‬تاه‭ ‬فيها‭ ‬الرأى‭ ‬الصحيح‭.. ‬

‭- ‬لقد‭ ‬أهل‭ ‬سن‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬لتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬جسام‭ ‬وهى‭ ‬مسئولية‭ ‬النقل‭ ‬عن‭ ‬خير‭ ‬الأنام‭.. ‬والحق‭ ‬أنها‭ ‬بالفعل‭ ‬كانت‭ ‬مؤهلة‭ ‬تمامًا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬السن‭ ‬والاستعداد‭ ‬والميزات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تعرف‭ ‬بها‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭...‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬زوجات‭ ‬الحبيب‭ ‬الأخريات‭ ‬كنّ‭ ‬كبيرات‭ ‬فى‭ ‬السن‭... ‬لأنه‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬أرباب‭ ‬الفكر‭ ‬وأصحاب‭ ‬الخبرة‭ ‬وأصوات‭ ‬الحكمة‭ ‬‮«‬التعلم‭ ‬فى‭ ‬الصغر‭ ‬كالنقش‭ ‬على‭ ‬الحجر‮»‬‭... ‬

‭- ‬وبالفعل‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الدينية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنساء،‭ ‬أو‭ ‬بعلاقة‭ ‬الرجل‭ ‬بزوجته‭ ‬وأهل‭ ‬بيته،‭ ‬والتى‭ ‬تحتاج‭ ‬لحافظة‭ ‬واعية‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تبلِّغ‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬لغيرها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬منها‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭....‬

ويظهر‭ ‬ذلك‭ ‬جليًّا‭ ‬فى‭ ‬قول‭ ‬الإمام‭ ‬الزُهرى‭: ‬‮«‬لو‭ ‬جُمع‭ ‬علم‭ ‬عائشة‭ ‬إلى‭ ‬علم‭ ‬جميع‭ ‬أمهات‭ ‬المؤمنين،‭ ‬وعلم‭ ‬جميع‭ ‬النساء‭ ‬لكان‭ ‬علم‭ ‬عائشة‭ ‬أفضل‮»‬،‭ ‬ويقول‭ ‬عطاء‭ ‬بن‭ ‬أبى‭ ‬رباح‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬عائشة‭ ‬أفقه‭ ‬الناس،‭ ‬وأعلم‭ ‬الناس،‭ ‬وأحسن‭ ‬الناس‭ ‬رأيًا‭ ‬فى‭ ‬العامة‮»‬‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الشبه‮»‬‭ ‬التى‭ ‬أوردتها‭ ‬الشيعة‭ ‬فى‭ ‬كتبهم‭ ‬بخصوص‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭.. ‬واستمرارًا‭ ‬فى‭ ‬المطاعن‭ ‬التى‭ ‬وجهوها‭ ‬لها‭ ‬أنها‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬بيتها‭ ‬وقد‭ ‬أمرها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بالاستقرار‭ ‬فى‭ ‬البيوت‭.. ‬حين‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬وَقَرْنَ‭ ‬فِى‭ ‬بُيُوتِكُنَّ‭ ‬وَلا‭ ‬تَبَرَّجْنَ‭ ‬تَبَرُّجَ‭ ‬الْجَاهِلِيَّةِ‭ ‬الأُولَى‭ ‬وَأَقِمْنَ‭ ‬الصَّلاةَ‭ ‬وَآتِينَ‭ ‬الزَّكَاةَ‭ ‬وَأَطِعْنَ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬وَرَسُولَهُ‭ ‬إِنَّمَا‭ ‬يُرِيدُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬لِيُذْهِبَ‭ ‬عَنكُمُ‭ ‬الرِّجْسَ‭ ‬أَهْلَ‭ ‬الْبَيْتِ‭ ‬وَيُطَهِّرَكُمْ‭ ‬تَطْهِيرًا‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬الأحزاب‭.. ‬

إذن‭ ‬ضربًا‭ ‬فى‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭.. ‬قام‭ ‬الشيعة‭ ‬بالتمحيص‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬أفعالها‭ ‬وردود‭ ‬أفعالها‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬استخدموا‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وإخضاعه‭ ‬بالباطل‭ ‬وإن‭ ‬استخدموه‭ ‬فى‭ ‬رمى‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬بالباطل‭.. ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬المعنى‭ ‬الصحيح‭ ‬لقول‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.. ‬والظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬التى‭ ‬نزلت‭ ‬فيها‭ ‬الآية‭.. ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭: ‬

أولًا‭: ‬معنى‭ ‬‮«‬وقرن‭ ‬فى‭ ‬بيوتكن‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الإمام‭ ‬ابن‭ ‬كثير‭ ‬فى‭ ‬تفسيره‭.. ‬أى‭: ‬‮«‬الزمنّ‭ ‬بيوتكن‭ ‬فلا‭ ‬تخرجن‭ ‬لغير‭ ‬حاجة‭ ‬ومن‭ ‬الحوائج‭ ‬الشرعية‭ ‬الصلاة‭ ‬فى‭ ‬المسجد‭ ‬بشرطه‮»‬‭... ‬كما‭ ‬قال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تمنعوا‭ ‬إماء‭ ‬الله‭ ‬مساجد‭ ‬الله،‭ ‬وليخرجن‭ ‬وهن‭ ‬تفلات‮»‬‭ ‬وفى‭ ‬رواية‭: ‬‮«‬وبيوتهن‭ ‬خير‭ ‬لهن‮»‬‭.. ‬ليكون‭ ‬هكذا‭ ‬خروج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الصلاة‭. ‬

ثانيًا‭: ‬إن‭ ‬خروجهن‭ ‬كان‭ ‬ثابتًا‭ ‬فى‭ ‬الصلاة‭ ‬وفى‭ ‬غير‭ ‬الصلاة‭.. ‬ذلك‭ ‬حين‭ ‬كن‭ ‬يخرجن‭ ‬مع‭ ‬النبى‭ ‬فى‭ ‬مناسبات‭ ‬متفرقة‭.. ‬كما‭ ‬سندلل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭.. ‬

وبهذا‭ ‬نفهم‭ ‬أن‭ ‬المكوث‭ ‬فى‭ ‬البيوت‭ ‬لا‭ ‬يقتضى‭ ‬المنع‭ ‬المطلق‭ ‬وإنما‭ ‬لغير‭ ‬حاجة‭ ‬أو‭ ‬ضرورة‭.. ‬أما‭ ‬خروج‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬لسبب‭ ‬وجيه‭ ‬بل‭ ‬لهدف‭ ‬سامٍ‭.. ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬لحقن‭ ‬الدماء‭ ‬والإصلاح‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.. ‬الذى‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬فيه‭: ‬‮«‬لَّا‭ ‬خَيْرَ‭ ‬فِى‭ ‬كَثِيرٍ‭ ‬مِّن‭ ‬نَّجْوَاهُمْ‭ ‬إِلَّا‭ ‬مَنْ‭ ‬أَمَرَ‭ ‬بِصَدَقَةٍ‭ ‬أَوْ‭ ‬مَعْرُوفٍ‭ ‬أَوْ‭ ‬إِصْلَاحٍ‭ ‬بَيْنَ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬وَمَن‭ ‬يَفْعَلْ‭ ‬ذَٰلِكَ‭ ‬ابْتِغَاءَ‭ ‬مَرْضَاتِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬فَسَوْفَ‭ ‬نُؤْتِيهِ‭ ‬أَجْرًا‭ ‬عَظِيمًا‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬البقرة‭... ‬

وبهذا‭ ‬تصبح‭ ‬تلك‭ ‬الشبهة‭ ‬هى‭ ‬أوهى‭ ‬وأضعف‭ ‬من‭ ‬خيوط‭ ‬العنكبوت‭ ‬كسائر‭ ‬الشبه‭ ‬التى‭ ‬أوردوها‭.. ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬شرعًا‭ ‬أن‭ ‬سفر‭ ‬الطاعة‭ ‬لا‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬القرار‭ ‬فى‭ ‬البيت‭.. ‬وعدم‭ ‬الخروج‭ ‬منه‭ ‬إجماعًا‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تراه‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭ ‬عائشة‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭... ‬فى‭ ‬خروجها‭.. ‬للإصلاح‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭.. ‬وكان‭ ‬معها‭ ‬محرمها‭ ‬ابن‭ ‬أختها‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬الزبير‭.. ‬

وكان‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬النبى‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬كان‭ ‬يصطحب‭ ‬زوجاته‭ ‬فى‭ ‬مناسبات‭ ‬عديدة‭ ‬وقد‭ ‬سافر‭ ‬بهن‭ ‬فى‭ ‬أماكن‭ ‬متفرقة‭.. ‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬النبى‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬سافر‭ ‬بالسيدة‭ ‬عائشة‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭ ‬فى‭ ‬‮«‬حجة‭ ‬الوداع‮»‬‭.. ‬وأرسلها‭ ‬مع‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬أخيها‭.. ‬ولعلم‭ ‬الجميع‭ ‬‮«‬حجة‭ ‬الوداع‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬وفاة‭ ‬النبى‭ ‬بمدة‭ ‬هى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭...‬

لا‭ ‬نزال‭ ‬معًا‭ ‬فى‭ ‬ورد‭ ‬الشبه‭ ‬التى‭ ‬رمى‭ ‬بها‭ ‬الشيعة‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭ ‬العفيفة‭ ‬الطاهرة‭... ‬تلك‭ ‬الشبهة‭ ‬التى‭ ‬تؤلم‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬جمعاء‭.. ‬لتكون‭ ‬هى‭ ‬أصل‭ ‬شقة‭ ‬المسلمين‭ ‬ولتكون‭ ‬مبررًا‭ ‬لهجوم‭ ‬الشيعة‭ ‬عليها‭ ‬نظرًا‭ ‬لادعائهم‭ ‬الانتماء‭ ‬إلى‭ ‬سيدنا‭ ‬على‭ ‬بهتانًا‭ ‬وزورًا‭... ‬فكانت‭ ‬شبهة‭ ‬كراهية‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬لعلى‭... ‬ركيزة‭ ‬ذلك‭ ‬العداء‭ ...‬فرية‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬فرية‭....‬‭. ‬

وهنا‭ ‬نقول‭: ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬عائشة‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‭ ‬تكرهه‭ ‬فكيف‭ ‬روت‭ ‬فضائله؟‭!.. ‬

أكتب‭ ‬ويعيننى‭ ‬الله‭.. ‬أطلب‭ ‬منه‭ ‬العون‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭.. ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بحال‭ ‬بين‭ ‬الصحابة‭ ‬وزوجات‭ ‬النبى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬المعتاد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬سائر‭ ‬البشر‭.. ‬لأن‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬اصطفى‭ ‬هؤلاء‭.. ‬فهم‭ ‬الصحبة‭ ‬الشريفة‭ ‬لرسول‭ ‬الله‭.. ‬فمن‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الصحبة‭ ‬بنفس‭ ‬المعايير‭ ‬التى‭ ‬نصف‭ ‬بها‭ ‬أصحاب‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬الدنيوية‭ ‬والشهوانية‭ ‬والشيطانية‭ ‬واللإنسانية‭ ‬والأنانية‭ ‬والمتصارعة‭ ‬والهزلية‭ ‬والعبيدة‭ ‬عن‭ ‬الفطرة‭ ‬النقية‭!!!..‬

أكتب‭ ‬ويملؤنى‭ ‬الأمل‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬صوتى‭ ‬إلى‭ ‬مسامع‭ ‬العقلاء‭ ‬ممن‭ ‬ينتسبون‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬النزعة‭.. ‬أو‭ ‬سواهم‭.. ‬فقط‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نقرأ‭ ‬بقلوبنا‭.. ‬نستوعب‭ ‬بعقولنا‭.. ‬نحتكم‭ ‬إلى‭ ‬ضمائرنا‭ ‬لعل‭ ‬الله‭ ‬يجمعهم‭ ‬معنا‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬المبين‭... ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.. ‬

الآن‭: ‬اسمـــــــع‭... ‬اقـــــــرأ‭... ‬تأمـــــــل‭:  ‬

أولًا‭: ‬فقد‭ ‬روت‭ ‬حديث‭ ‬الكساء،‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬بيانٌ‭ ‬لفضل‭ ‬على‭ ‬وفاطمةَ‭ ‬والحسنِ‭ ‬والحسين‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنهم‭ ‬جميعًا‮»‬‭.. ‬والذى‭ ‬روى‭ ‬عن‭ ‬صفية‭ ‬ابنة‭ ‬شيبة‭ ‬قالت‭: ‬قالت‭ ‬عائشة‭: ‬‮«‬خرج‭ ‬النبى‭ ‬غداة‭ ‬وعليه‭ ‬مرط‭ ‬مرحل‭ ‬من‭ ‬شعر‭ ‬أسود‭ ‬فجاء‭ ‬الحسن‭ ‬فأدخله‭ ‬معه‭.. ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬الحسين‭ ‬فأدخله‭ ‬معه‭.. ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬فاطمة‭ ‬فأدخلها‭.. ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬عليهم‭ ‬السلام‭ ‬فأدخله‭ ‬‮«‬إِنَّمَا‭ ‬يُرِيدُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬لِيُذْهِبَ‭ ‬عَنكُمُ‭ ‬الرِّجْسَ‭ ‬أَهْلَ‭ ‬الْبَيْتِ‭ ‬وَيُطَهِّرَكُمْ‭ ‬تَطْهِيرًا‮»‬‭...  ‬

إذن‭ ‬فلو‭ ‬كانت‭ ‬عائشة‭ ‬تبغض‭ ‬عليًّا‭.... ‬وأنتم‭ ‬أيها‭ ‬الروافض‭ ‬ترمونها‭ ‬بالكفر‭ ‬والارتداد‭... ‬أما‭ ‬كانت‭ ‬تُخفى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأحاديث؟‭! ‬أم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأحاديث‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬تقواها‭ ‬لله‭... ‬وحفظها‭ ‬لسُنة‭ ‬نبيه‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬وحبِّها‭ ‬لعلى‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬فكيف‭ ‬يظن‭ ‬بها‭ ‬سوءًا‭ ‬بأنها‭ ‬تبغض‭ ‬عليًّا؟‭!.. ‬وتأكيدًا‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬خير‭ ‬حافظة‭ ‬وناقلة‭ ‬لما‭ ‬روته‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬عن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭.. ‬والتى‭ ‬تجاوزت‭ ‬‮«‬ألفى‭ ‬حديث‮»‬‭.. ‬

ثانيًا‭: ‬كانت‭ ‬تُحيل‭ ‬السائل‭ ‬على‭ ‬على‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬ليجيبه،‭ ‬بل‭ ‬وتثنى‭ ‬عليه‭: ‬

ففى‭ ‬صحيح‭ ‬مسلم‭ ‬عن‭ ‬شريح‭ ‬بن‭ ‬هانئ‭ ‬قال‭: ‬أتيتُ‭ ‬عائشة‭ ‬أسألها‭ ‬عن‭ ‬المسح‭ ‬على‭ ‬الخفَّين،‭ ‬فقالت‭: ‬عليك‭ ‬بابن‭ ‬أبى‭ ‬طالب‭ ‬فسله؛‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬يسافر‭ ‬مع‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭... ‬وفى‭ ‬رواية‭ ‬قالت‭: ‬ائت‭ ‬عليًّا؛‭ ‬فإنه‭ ‬أعلمُ‭ ‬بذلك‭ ‬منى‭... ‬

‭ ‬ثالثًا‭: ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬تحيل‭ ‬السائل‭ ‬إلى‭ ‬على‭ ‬فى‭ ‬أسئلةٍ‭ ‬تَعلم‭ ‬هى‭ ‬إجابتها‭: ‬

وما‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬لوثوقها‭ ‬بعلمه‭ ‬ومعرفتها‭ ‬لفضله؛‭ ‬وتأكيدًا‭ ‬على‭ ‬مكانته‭.. ‬فعندما‭ ‬سُئلت‭: ‬فى‭ ‬كم‭ ‬تصلى‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬الثياب؟‭ ‬قالت‭ ‬للسائل‭: ‬سل‭ ‬عليًّا،‭ ‬ثم‭ ‬ارجع‭ ‬إلىّ‭ ‬فأخبرنى‭ ‬بالذى‭ ‬يقول‭ ‬لك،‭ ‬فأتى‭ ‬عليًّا‭ ‬فسأله،‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬فى‭ ‬الخمار‭ ‬والدرع‭ ‬السابغ‮»‬،‭ ‬فرجع‭ ‬إلى‭ ‬عائشة،‭ ‬فأخبَرها،‭ ‬فقالت‭: ‬‮«‬صدَق‮»‬‭...  ‬

رابعًا‭: ‬دعوتها‭ ‬إلى‭ ‬بيعة‭ ‬على‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‭: ‬

فبعد‭ ‬مقتل‭ ‬عثمان‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬دعَت‭ ‬عائشة‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‮»‬‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬يَلزموا‭ ‬بيعة‭ ‬على‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭... ‬فعن‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬بديل‭ ‬بن‭ ‬ورقاء‭ ‬الخزاعى‭ ‬أنه‭ ‬سأل‭ ‬عائشة‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‭ ‬يوم‭ ‬الجمل،‭ ‬وهى‭ ‬فى‭ ‬الهودج،‭ ‬فقال‭: ‬يا‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين،‭ ‬إنى‭ ‬أتيتُك‭ ‬عندما‭ ‬قُتل‭ ‬عثمان،‭ ‬فقلتُ‭: ‬ما‭ ‬تأمرينى؟‭ ‬فقالت‭ ‬له‭: ‬الزم‭ ‬عليًّا‭... ‬

وكذلك‭ ‬عن‭ ‬الأحنف‭ ‬بن‭ ‬قيس‭ ‬قال‭: ‬حجَجنا‭ ‬فإذا‭ ‬الناس‭ ‬مجتمعون‭ ‬فى‭ ‬وسط‭ ‬المسجد‭ -‬يعنى‭: ‬المدينة‭- ‬فلقيتُ‭ ‬طلحةَ‭ ‬والزبير،‭ ‬فقلت‭: ‬إنى‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬إلا‭ ‬مقتولًا،‭ ‬فمن‭ ‬تأمرانى‭ ‬به؟‭ ‬قالا‭: ‬على،‭ ‬فقدمنا‭ ‬مكة،‭ ‬فلقيتُ‭ ‬عائشة،‭ ‬وقد‭ ‬بلغَنا‭ ‬قتلُ‭ ‬عثمان،‭ ‬فقلت‭ ‬لها‭: ‬من‭ ‬تأمرينى‭ ‬به؟‭ ‬قالت‭: ‬على،‭ ‬قال‭: ‬فرجعنا‭ ‬إلى‭ ‬المدينة‭ ‬فبايعت‭ ‬عليًّا‭ ‬ورجعت‭ ‬إلى‭ ‬البصرة‭... ‬وهو‭ ‬صحيح‭ ‬الإسناد‭.. ‬

فكيف‭ ‬تعتقدون‭ ‬إذن‭ ‬أنها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬خرجت‭ ‬لتحاربه‭!!!!... ‬وهى‭ ‬التى‭ ‬نشرت‭ ‬فضائله؟؟؟؟‭!!!!!!!.....‬

خامسًا‭: ‬ثناؤها‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬ذِكر‭ ‬فضائله‭ ‬أيضًا‭:‬

فعن‭ ‬أبى‭ ‬إسحاق‭ ‬المزكِّى،‭ ‬عن‭ ‬جُميع‭ ‬بن‭ ‬عُمير،‭ ‬عن‭ ‬عمَّته‭ ‬قالت‭: ‬سألتُ‭ ‬عائشة‭: ‬مَن‭ ‬كان‭ ‬أحبَّ‭ ‬إلى‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم»؟‭ ‬فقالت‭: ‬فاطمة‭ (‬عليها‭ ‬السلام‭)‬،‭ ‬قالت‭: ‬إنما‭ ‬أسألك‭ ‬عن‭ ‬الرَّجل،‭ ‬قالت‭: ‬زوجُها،‭ ‬وما‭ ‬يمنعه؟‭! ‬فوالله‭ ‬إن‭ ‬كان‭ - ‬ما‭ ‬علمتُ‭ - ‬صوَّامًا‭ ‬قوامًا‭...  ‬

وعن‭ ‬ابن‭ ‬عقدة،‭ ‬عن‭ ‬يعقوبَ‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬الضبِّى،‭ ‬عن‭ ‬عُبيد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬موسى،‭ ‬عن‭ ‬جعفرٍ،‭ ‬عن‭ ‬الشَّيبانى،‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬بن‭ ‬عمير،‭ ‬قال‭: ‬قالت‭ ‬عمَّتى‭ ‬لعائشة‭ -‬وأنا‭ ‬أسمعُ‭-: ‬لله‭ ‬أنت‭! ‬مسيرك‭ ‬إلى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬كان؟‭ ‬قالت‭: ‬دعينا‭ ‬منك؛‭ ‬إنه‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬أحبَّ‭ ‬إلى‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬عليه‭ ‬السلام،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬أحبَّ‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬فاطمة‭ ‬عليها‭ ‬السلام‭.. ‬

ومع‭ ‬شبهة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬شبهات‭ ‬الشيعة‭ ‬التى‭ ‬وردت‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭ ‬عائشة‭ ‬‮«‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭.. ‬وهى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬شخصية‭ ‬متسلطة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬معها‭ ‬ومستبدة‭ ‬بقولها‭.. ‬لا‭ ‬تسمع‭ ‬إلا‭ ‬صوت‭ ‬نفسها‭.. ‬

ولهؤلاء‭ ‬نقول‭:  ‬كيف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نخلط‭ ‬بين‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬شخصية‭ ‬قوية‭ ‬أو‭ ‬متسلطة‭.. ‬فرق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬هذين‭ ‬المعنيين‭.. ‬فمن‭ ‬البديهى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شخصية‭ ‬قوية‭.. ‬فهى‭ ‬أحب‭ ‬زوجات‭ ‬الرسول‭ ‬وأقربهن‭ ‬إليه‭ ‬بعد‭ ‬السيدة‭ ‬خديجة‭.. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يعطيها‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بشخصها‭ ‬والثقة‭ ‬بنفسها‭.. ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬قربها‭ ‬منه‭ ‬والتصاقها‭ ‬به‭.. ‬وكذلك‭ ‬معرفتها‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يعرفه‭ ‬الكثير‭.. ‬لشدة‭ ‬مصاحبتها‭ ‬له‭.. ‬فحين‭ ‬نتهمها‭ ‬بالتسلط‭.. ‬فهذا‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬لأنه‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اعتزاز‭ ‬حقيقى‭ ‬بالإسلام‭ ‬ووفاء‭ ‬لرسوله‭.. ‬لفهمت‭ ‬شخصيتها‭ ‬فهمًا‭ ‬صحيحاً‭... ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قوة‭.. ‬كنا‭ ‬نفخر‭ ‬بهذه‭ ‬القوة‭.. ‬وأما‭ ‬وصفها‭ ‬بالمتسلطة‭.. ‬أكرر‭ ‬يمثل‭ ‬ضعف‭ ‬معه‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬يعد‭ ‬انحيازًا‭ ‬كاملًا‭ ‬للإمام‭ ‬على‭!!!!!.. ‬

نعم‭ !!... ‬أنا‭ ‬عن‭ ‬نفسى‭ ‬أنحاز‭ ‬للإمام‭ ‬على‭ ‬انحيازًا‭ ‬كاملًا‭!!.. ‬ما‭ ‬المانع‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬أنحاز‭ ‬للسيدة‭ ‬عائشة؟؟‭!!.. ‬فهما‭ ‬شرفا‭ ‬الأمة‭ ‬قاطبة‭.. ‬

هل‭ ‬من‭ ‬العار‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حبنا‭ ‬واحترامنا‭ ‬وانحيازنا‭ ‬للاثنين‭ ‬معًا؟؟‭!!.. ‬هل‭ ‬من‭ ‬العار‭ ‬أن‭ ‬نعطى‭ ‬لكل‭ ‬ذى‭ ‬حق‭ ‬حقه؟؟‭!!..‬

لم‭ ‬تكنْ‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬المرأة‭ ‬المتسلِّطة‭ ‬التى‭ ‬تحرك‭ ‬الناس‭ ‬حيثُ‭ ‬شاءَتْ‭.... ‬ولعل‭ ‬أكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تأييد‭ ‬أمهات‭ ‬المؤمنين‭ ‬لها‭ ‬ولمن‭ ‬معها‭ ‬فى‭ ‬السعى‭ ‬للإصلاح‭.... ‬بل‭ ‬وتأييد‭ ‬عدد‭ ‬غير‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البصرة‭ ‬لها‭.. ‬

وكان‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬غير‭ ‬القليل‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بهم‭... ‬فلقد‭ ‬وصفهم‭ ‬طلحة‭ ‬والزبير‭ ‬بأنَّهم‭ ‬خيار‭ ‬أهل‭ ‬البصرة‭ ‬ونجبائهم،‭ ‬ووصَفَتْهم‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬بأنهم‭ ‬الصالحون،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬خروجُ‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الصالحين‭ ‬إلاَّ‭ ‬عن‭ ‬اعتقاد‭ ‬راسخ‭ ‬بجدْوَى‭ ‬هذا‭ ‬الخروج‭ ‬وصواب‭ ‬مَقْصِده،‭ ‬وكان‭ ‬أميرُ‭ ‬المؤمنين‭ ‬يعلمُ‭ ‬هذا‭... ‬

وكذلك‭ ‬نرد‭ ‬على‭ ‬الزعم‭ ‬الذى‭ ‬زعمه‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الخارجين‭ ‬مع‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬كانوا‭ ‬جموعًا‭ ‬من‭ ‬السفهاء‭ ‬والغوغاء‭ ‬والأوباش،‭ ‬وذلك‭ ‬بأقوى‭ ‬وأبلغ‭ ‬رد‭ ‬من‭ ‬أميرُ‭ ‬المؤمنين‭ ‬شخصيًا‭ ‬الإمام‭ ‬على‭ ‬الذى‭ ‬وقف‭ ‬بعد‭ ‬معركة‭ (‬الجَمَل‭)- ‬بين‭ ‬القتْلى‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬عائشة،‭ ‬يترحَّمُ‭ ‬عليهم‭ ‬ويذكُر‭ ‬فضْلهم‭... ‬

ونكتفى‭ ‬بذلك‭ ‬القدر‭.. ‬ولكن‭ ‬للحديث‭ ‬الأليم‭ ‬بقية‭ ‬فى‭ ‬الأسبوع‭ ‬المقبل‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭.. ‬إن‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬لنا‭ ‬الحياة‭ ‬والبقاء‭..‬

موضوعات متعلقة

click here click here click here nawy nawy nawy