الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

منوعات

البيت النوبى.. تاريخ عريق وتراث مبهر

أرشيفية
أرشيفية

للنوبة تاريخ عريق وممتد يحافظ عليه أبناؤه ويشكلون جماعات وأسرًا وجمعيات تتوارث تاريخها وتفخر بفنونه وبعبق الأجداد الممتد حتى عصور الفراعنة.. ومن أهم الملامح التى يتميز بها النوبيون هى بيوتهم التى تتميز بأشكال جميلة وطبيعة خاصة ومعمار جذاب.

فى البداية، يقول ابن النوبة الفنان التشكيلى المعتز عزام، إن المواطن النوبى درس ديناميكيات الهواء قبل الشروع فى بناء المنزل، مشيرًا إلى أنه تعامل مع البيئة الحارة التى كان يعيش بها بطرق مبتكرة، وغير مكلفة للحصول على التهوية المناسبة، فبنى أسقف منزله على شكل قباب بها فتحات لضمان توزيع الهواء داخل أركان الغرفة، لافتًا إلى أن درجة الحرارة تقل 7 درجات فى المنازل المبنية بالقباب عن مثيلتها المبنية بسقف أفقى.

فالعمارة النوبية لها أبعاد مختلفة، من بينها البعد الاجتماعى والثقافى، مؤكدًا أنها أسلوب حياة، لافتًا إلى أن التقسيم الذى بنى به المعمارى النوبى منزله، حيث قسم المنزل إلى ثلاثة أقسام، الأول المصطبة الخارجية، والتى يجلس عليها الرجال بالخارج للسمر أو لاستضافة عابر سبيل، حيث لا يجوز استضافة داخل المنزل مباشرة، ويأتى له أصحاب البيت بالبرش وهو البلح والقهوة وغيرها من مأكولات الضيافة، أما الثانى بالمنزل هو الدهليز الذى يكون على يمينه ويساره غرفتان يعرفان بـ“المندرة“، أما القسم الثالث هى غرف المنزل والتى يكون من بينها غرفتان للخزين، تضع بها ربة المنزل الحبوب والبلح والدقيق، وخزين الطعام..

ويقول الخال محمد حداد، من أبناء النوبة: «عيشناها، كانت جنة شوفناها، الحب فيها زرعناه والعشق منها عرفناه، صورتها الجميلة وذكريات الطفولة، مرسومة فى عقولنا، محفورة فى قلوبنا، مش ممكن ده أنساه، حد ينسى حياته؟! أنا واحد عشت فيها، وتنميت أموت فيها، قبل ما أشوف يوم الرحيل، والناس بتبكى عشانها».

ويقول المهندس عماد فريد، فى بحثه حول «العمارة التقليدية بالنوبة» عن البيت النوبى، إن الأقبية تأتى على رأس قائمة النماذج التقليدية للمعمار النوبى وقد تأثر هذا النظام بالنموذج المصرى طوال العصر الفرعونى وانتشر البناء بالأسقف المستوية وإن عاد للظهور مره أخرى.

وأضاف فريد أن هناك نوعان شائعان من المنازل فى النوبة المصرية منها منازل المنطقة الجنوبية وهى منازل مكعبة الشكل مشيدة من الطوب وأسقف مسطحة من خشب وجريد النخيل والنوع الثانى فى المنطقة الشمالية من أقبية من الطوب وتم خلط الطمى بالقش لتخفيف وزنه ولضمان تماسكه .

وتابع أنه كان يتم البناء دون سقالات ولكن بطريق بسيطة غاية فى العبقرية وبصفة عامة كانت المنازل سواء فى الضفة الغربية أو الشرقية يتم بناؤها موازية لضفاف النهر، وكانت تتميز بالشكل المربع بداخله فناء مستطيل مفتوح يستخدم كحجرة اتصال رئيسية وتحيط بها حجرات متراصة تقترب أو تبتعد حسب أهميتها.

وكانت هناك حجرة نوافذها على الشارع تستخدم لاستقبال الضيوف لتتيح الخصوصية لأهل المنزل لعمل علاقة وثيقة مع ضفة النهر، كما يحتوى المنزل النوبى حجرات مستقلة للتخزين والمطبخ والمعيشة فى الجانب الشرقى للمنزل وبالجانب الجنوبى لمدخل المنزل توجد صالة شبه مغطاة تطل على فناء المنزل وتقع فى مهب الرياح الشمالية والحجرات المثيلة التى تتجه مداخلها نحو الغرب عبارة عن ساحة جلوس مظللة ومفتوحة، وكانت تستخدم للنوم فى المواسم الحارة وبالجهة الشمالية للمنزل كانت تقع مجموعة حجرات مستقلة تتكون من الفناء وحجرة كبيرة مفتوحة تسمى «الديوان أو حجرة العروس» ومخزن صغير ومطبخ ودورة مياه ويتم الوصول إليها من خلال مدخل خاص غير مرئى .

موضوعات متعلقة

click here click here click here nawy nawy nawy