حرب أخوضها لتجديد الثقة فيه
بنى وطنى .. شعب مصر العظيم
تاريخ مصر حافل بالرجال الذين سطروا صفحات من المجد الخالد في كتاب الأبطال، فلم تعدم مصر من أبنائها، وخاصة في ساعات الضيق وأوقات الأزمة، ولا يخفى على عاقل ما تعرضت له مصر طوال الآونة الأخيرة من محاولات النيل من وحدتها واستقرارها ومن أمنها وريادتها ومكانتها، فضلًا عن مخططات تقسيمها، وزاد «الطين بلة» تصدير الإرهاب لها وزرعه في أماكن بعينها منها أرض الفيروز سيناء الحبيبة.
مصر دون أية مبالغة كانت مقبلة على سقوط وتفكك وحروب عصابات التي تأكل الشعوب كما تأكل النار الحطب.
كان هذا هو الملمح الظاهر الذي عكسه مستوى الوضع الذي حدثت وقائعه في يناير الأسود ٢٠١١١، ذلك الوضع الذي وصلنا إليه، حيث أدرك المخلصون من أبناء الوطن آنذاك أننا في مفترق طرق، وأننا بحاجة إلى يد تنتشلنا من المستنقع الذي أصبحنا فيه خاصة فيما كانت تهب علينا من رياح الموت والذل والهوان والضعف والضياع الذي غطي معظم الأمة العربية في تلك الآونة المظلمة السوداء.
ولكن ....... !!!!!!!
شاء العزيز القدير عز وجل أن يقيض لمصر واحدًا من جيشها الميامين ليضع تاريخه بل ونفسه في موضع المسؤولية التي أملاها عليه الحس الوطني والإيمان الراسخ بقدرة مصر على تجاوز كل الصعاب التي كانت تواجهها.
وقد كان ..... وها هو ذا.
ها هو ينبري بين الصفوف ليأخذ مكانه الطبيعي من القيادة والتوجيه ليتولى هذه المهة الشاقة في الوقت العصيب، وكأنه كان عهد عليه قسم أبر به ليخرج مصر من أزمتها، وبالفعل.. أثبتت الأيام عن صدق معدنه، وكشفت بوضوح عن تحليه وتشبعه بمعاني الرجولة.. والوفاء.. والمروءة.. والشرف .. ونكران الذات.
لإنه من أبناء الجيش المصري الباسل الحر الذي يعمل ويعيش في النور بعيدًا عن حرب العصابات المعروفة في أجهزة أخرى التي تقوم بارهاب الغلابة وترويعهم والاستعراض عليهم لتعويض الشعور بالنقص القيمى والإفلاس الأخلاقى والضعف النفسى والتشوه الروحى والقصور والتقصير المهنى الذين لا يدرون أنهم بذلك يهدمون تاريخ أو دور أحد أهم المؤسسات التي عليها عبء كبير في تشييد دولة القانون ليكونوا أخطر معاول الهدم لدولة القانون .
إنه إبن الجيش المصري الباسل الحر الذي لم يعرف عنه على الرغم من قسوة الظروف وحدتها في كثير من الأحيان أنه انتهك الحرمات أو قام بتصفية الحسابات، لم يقهر أسرة أو قصر أو زوجات.. كما يفعل آخرون، كما أنه لم ينتهك خصوصيات أحد أو نال من سمعة أحد على الرغم من الإساءات التي كثيرا ما يتعرض لها علي الرغم من أنه يعرف الكثير.
إنه حقا إبن لخير أجناد الأرض الذي حقق ولا يزال حالة من الانسجام بين طوائف المجتمع وشرائحه، حين يسعى لوحدة وطنية حقيقية لأبناء المصريين منذ أن أعلن أسمه بينهم فارتفع ذكره واشتهر أمره حين وحد أبناء وطنه عند وزارة الدفاع المصرية.
إنه ابن غال بار وفى من أبناء القوات المسلحة ولا غرو، «وشهد شاهد من أهلها» لأنه لا يعرف قيمة الأشياء الثمينة إلا من يعرف كيف يثمنها، فلا يعرف الحب إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها.. فعلى الرغم من كثرة الجبهات التي يواجهها فلا يزال شاهرًا سيفه مقاتلًا متصديًا مهاجمًا تارة الفساد الذي استشرى وامتدت أذرعه كالأخطبوط، ويالحزني وأسفي في هيئات وجهات من القدر العالي التي ما كان يجب أن ينالها ولو ظل بأي لون من ألوان الفساد.
وتارة أخرى الإهمال الذي صار عنوانًا وللأسف لحياتنا، فأفقدنا الكثير من طاقاتنا... وبدد قدراتنا، وتارة ثالثة الإرهاب الذي طل بوجهه الكالح على أمتنا يأكل خيراتها ويفسد ما لنا من أواصر الصلة والعلاقات المتينة.
أضف إلى ذلك حربه للمرض اللعين الذي إذا تسرب إلى جسد المجتمع المعتل العليل بات ثقيلا واهنا محتضرا يكاد يفقده حياته وينغص عليه معيشته.. إنه .. !!! الخوف من جراء تجاوز القانون ودهس الدستور وانتهاك حقوق الإنسان.
ذلك الخوف الذي هو أقوى من «الجوع» الذي إذا استشرى فإنه يهدد بهدم المعبد على الجميع، ذلك حين يكون الدافع للتذرع بذلك الجوع......
نعم «الخوف» الذي يعني عدم الأمان... يعني تضخيم الألم بتجسيد وتعظيم مشاعر الجوع ليكون هو الأداة للانقضاض على أسباب الخوف حتى ولو وصل إلى الانقضاض علي الدولة.. هذا ما حدثنا عنه اقران الكريم (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) «البقرة ١٥٥»
فهل يعقل أن القرآن الكريم يذكر ويحذر بأن أشد الابتلاء هو الخوف قبل الجوع والموت .. ولا نعي نحن ذلك الدرس أن الخوف اختراق القانون .. مع الضعفاء وغيرهم ومن لا حول لهم ولا قوة لهم .. أفلا يكون شرارة لهدم المعبد؟! .. هذا ما لا يحتمله الإنسان ولا يطيقه في أي زمان ومكان اذا أذرع انتزاع ذلك الأمان إنما هي تعني ماذا تفعل .. تقصد هدم المعبد
.. هذا ما يجب أن يعيه السادة المعنيون بتنفيذ القانون الذي حين يعرضون عنه ويدهسونه إذن هم أعدى أعداء الوطن بإقدامهم على هذا الجرم الخطير في حق الوطن وفي حق الثقة التي أولاها لهم الوطن، وفي النهاية تكون جريمة شنعاء في حق الرئيس ابن القوات المسلحة الشريفة ابن الجيش المصري الحر الذين تتمحور رجولتهم حول الرجولة والشرف هؤلاء الذين يقاتلون من أجل الوطن في الداخل والخارج.
يا شعب مصر هبوا لتكونوا ظهيرًا أمينًا لرئيسكم ولجيشكم علي الأقل حفاظًا على أنفسكم قبلهم.. طهروا مؤسساتكم مهما عظم شأنها ممن يخونون أمانات الله وأماناتكم وأمانة الوطن.
فإذا كان الإبن البار للجيش المصري يصارع في كل هذه الجبهات ليقضي على ما يحاك لنا من مؤامرات، أعلم يقينًا أنها لا تزال قائمة ومستمرة يتصاعد لهيبها كحمم البركان، فهاهو ابن الجيش المصري المتدين الحريص على دينه يخاطب المؤسسة الدينية ويستحثها على تجديد الخطاب الديني منذ اللحظة الأولي التي خرج فيها ليخاطب رعيته من الشعب المصري العظيم، أفلا يكشف ذلك عن معدنه لنظل أوفياء له ظهيرا وفيا مؤيدا له من ثقتنا فيه .
ليستكمل مشوارا آخرا مع المصريين، إنما لا ندندن علي مشاعر المصريين أبدا ، لأن ما تركه لنا من إثبات وجوده فى أيام حالكة الظلام وحفر بداخلنا أقوي من أي كلمات قد أسطرها لكم. لأنها لا تزال خير أسباب كي نظهر له الوفاء والعرفان لتجديد الثقة فيه.
وهاهو يكاشف الإعلام الفاسد من أصحاب القلوب المريضة والنفوس المشوهة، ولكن بكل سمو وترفع دون تنكيل بأحد أو المساس به أو أحد من أهله أو أسرته أو زوجاتهم أو أبنائهم البالغين أو القصر.
بني وطني.. شعب مصر العظيم.. إن أشد ما يحزنني ويؤلمني هي نفس مأساة مصر في يناير الأسود 2011 التي أظهرت الخونة من أبناء الوطن المارقين غير البارين، الذين خانوا الوطن ولكن يزيد حزني وأسفي اليوم التلاعب بلقمة عيشه والإتجار بها لزعزعة الثقة هكذا من ناحية ومن ناحية أخرى، من يحاولون إثبات وجودهم بتفزيع المواطنين وترويعهم بما في ذلك من اختراق للقانون والدستور دهس القانون تحت أقدامهم فضلا عن هتك عرض «حقوق الإنسان» وبكل عار يكونوا بذلك بديل أعداء مؤامرة يناير غير المصريين، ليكونوا هم اليوم بكل أسف مصريين ومصر منهم براء..
لا أدري إن كنت قد أصبت أو أنني قد أخطأت في اتخاذ القرار فى مشوارى لتجديد الثقة فى الرئيس عبدالفتاح السيسي بولاية ثانية... لأنى أخشى ما أخشاه أنني هكذا أضحي به وسط هذا الركام الهائل من كل تلك الآلام والمنغصات والمؤامرات.. أخشــى أن أكـون أنانية ولا أبحث إلا عن نفسي على حسابه .. ونفسي هنا هي كل المصريين .