الأكراد.. وحلم المملكة اليهودية!
عالمنا العربى والإسلامى على حد سواء يحتضر، لحالة الشيخوخة المبكرة التى وصل إليها منذ فترة بعيدة؛ نتيجة طبيعية لما يعانى من أمراض وعلل ويواجه من أزمات تتصاعد وتتشابك وصراعات تتعقد وتمتد وتتسع وأحداث تتفاقم إلى درجة بالغة الخطورة.
ويكفى حالة الاستكانة والوهن والضعف والتردد بل والتهاون وعدم الاكتراث التى يعيشها، حتى كادت أن تستغرقه لتغرقه.
ولعل من أهم الأحداث التى تستحق إلقاء الضوء عليها والوقوف أمامها لأهميتها وتوقيتها وخطورتها ما كان من أمر الاستفتاء الذى حددته الأحزاب فى إقليم كردستان والجارى انعقاده فى أواخر الشهر المقبل ويتعلق بشأن الانفصال التام عن العراق والاستقلال المطلق عنه.
وعلى الرغم من قدم هذه الرغبة والتطلع إليها منذ زمن بعيد للغاية إلا أن الأمر هذه المرة يختلف لأسباب كثيرة ومتعددة ولأحداث جدت ولأوضاع قد يتوهم أنها سانحة لتحقيق حلمهم القديم ورغبتهم الملحة وهدفهم المعلن.
ومن الملفت للنظر أن الإقليم الكردستانى يتمتع بخصوصية شديدة داخل دولة العراق تسمح وتتيح لرئيس الإقليم التحرك كرئيس دولة مستقلة، بل إن للإقليم سيادة تعطيه الحق فى وضع الضوابط والآليات التى تسمح بدخوله من عدمه، حتى ولو على أفراد الشعب العراقى الذين يشاطرونهم الحياة، أضف إلى ذلك حالة الاستقرار التى يشهدها الإقليم.
والسؤال الذى يفرض نفسه....!!!!!!!!!!
وهو من وراء دفع الأكراد إلى هذا الإجراء فى هذا التوقيت بالذات؟؟؟!!
هل استغلالًا للظرف المتردية التى يشهدها العراق منذ سنوات؟؟؟!!!!!!!!
أم تحديًا لقوى إقليمية مناوئة له؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!1
أم من باب التصدى للمخاطر التى تحيط بالإقليم من كل جانب؟؟؟؟!!!!!!!
أم من ضغط من اليهود عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وقبل الإجابة على هذه الأسئلة أود أن أؤكد أن الإقليم يتمتع بإلادارة الذاتية منذ عام ١٩٧٠وحصل عليها بمقتضيات الاتفاقية التى تمت بعد إنهاء حالة الحرب بين المعارضة الكردية والحكومة العراقية، وبعد حرب الخليج الثانية أصبحت هذه الإدارة الذاتية واقعًا ملموسًا وحقيقة على الأرض.
وتطور الأمر، ففى عام ٢٠٠٥ أقر دستور العراق الجديد بأن منطقة كردستان العراقية كيان اتحادي ضمن حدود الدولة،
كل هذه الاعتبارات لم تمنع الأكراد من السعى من أجل الاستقلال فمن وراء الاستفتاء؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فى نظرى أنهم اليهود الذين يلعبون أدوارًا موجهة وخطيرة فى العالم وخاصة العربى منه والإسلامى والمنطقة العربية تحديدًا، وذلك حتى تزداد الصراعات فيها والتى أخذت أبعادًا مدمرة بفعل التدخلات الصهيونية، فهم يدركون خطورة هذه الخطوة ويعلمون المآلات بعيدة المدى من ورائها.
ولاسيما فى هذا التوقيت الصعب الذى يخيم على العراق بصفة خاصة حيث تسيطر عليه أجواء سيئة للغاية من لهيب النيران ودخان المعارك التى أكلت موارده والتهمتها وأنهكت قواه وأنهت بنيته التحتية، فضلًا على امتداد الصراع خارج العالم العربى ليصل إلى القوى الإقليمية المحيطة به، والتى يتواجد بها أكراد مما يفتح الباب لمزيد من التعقيد، فى العلاقة بين تلك الدول والأكراد.
وهذا يفسر ما جرى هذه الأيام بين تركيا وإيران من زيارات ولقاءات وعلى إثرها أعلنتا رفضهما التام لهذا الاستفتاء الذى سيدفع الأكراد فى الدولتين الإقليميتين وغيرها للانضمام إلى الدولة العامة، مما يزيد من مأساوية المشهد الذى تعيشه الأمة الإسلامية والعربية.
إن تقسيم العراق ليس فقط هو نتاج هذا الانفصال والاستفتاء عليه، وإنما هو مقدمة لدولة كردية، أعتقد أنها ستزيد حالة الضعف والتيه والتشتت التى يعانى منها العالم العربى والإسلامي.
ومن هنا نفهم سر التدخلات الصهيونية فى المسألة الكردية والتى ستزيد من فرص تحقيق الحلم القديم والحديث لإسرائيل من النيل إلى الفرات دولتك يا إسرائيل.
هذا الحلم الذى لم يغب عن أذهانهم قدر أنملة، ولو كان على أنقاض عالمنا العربى والإسلامى، لذلك أعلنت مؤسسات كردية عن دعمها للاستفتاء، معتبرة إجراءه عملية ضروروية لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقى على حد وصفها وادعائها وافترائها فى آن واحد.
إن اليهود يسعون جاهدين لإشعال النار فى جسد أمتنا المتهالك، ليحقق هدفه المنشود، ولعل هذه العلاقة التى تجمع بين اليهود والأكراد تتيح لهم فرصة التدخل فى شؤونهم إلى أبعد حد، وبلغت حدًا من الوقاحة بأن صرح بها اليهود أنفسهم، لدرجة أن ممثل اليهود ورئيس الطائفة اليهودية فى الإقليم الكردستانى أعلن على الملأ أنهم على علاقة متميزة مع العائلة البارزانية.
وإذا كان هذا هو موقف اليهود من الاستفتاء فإن موقف الولايات المتحدة الأمريكية يثير استفهامات كثيرة ومشاعر مريرة لا تخرج عن اعتبارات المصالح التى لا تحيد عنها الولايات المتحدة فى جميع علاقاتها مع دول العالم أجمع وخاصة الثالث.
علمًا بأن الأكراد قد دفعوا فاتورة غالية لكسب الثقة الأمريكية عندما شاركوا مع قوة التحالف الدولى ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف – إعلاميًا بداعش– بطلب من أمريكا، وإذا كان الموقف الأمريكى إزاء الاستفتاء يتسم بالتريث والتمهل فمن المتوقع أن تضغط الولايات المتحدة على العراق لاتخاذ خطوات من شأنها، فصل السلطات السيادية بصورة رسمية بينهما.
هكذا... يتحول الاستفتاء على المدى البعيد إلى طعنة جديدة فى قلب الأمة الإسلامية، ومعول هدم لما تبقى من كيانها بعد أن غابت الوحدة الإسلامية والعربية عن أبنائهما وسيطرت المصالح الدولية والإقليمية على المشهد وباتت الأمور فى عالمنا أقرب إلى الذبول.
إن الاستفتاء فى هذا التوقيت يحمل الأكراد مسؤولية كبرى على الصعيدين العربى والإسلامى لأنه سيكون بمثابة تمهيد لتنفيذ الخطط الصهيونية على الأراضى العربية والوصول إلى هدفها المنشود والذى لا يخفى على أحد.
أما إذا كان الاستفتاء كما يقول البعض هو مجرد ضغط يمارسه الإقليم لمزيد من المكاسب على كافة المستويات فهذه مسألة أخرى لنا فيها حديث آخر.