صناعة الإرهاب
موجات متعاقبة من محاولات النيل من مصر،
وأراضيها، وشعبها وشبابها، لا تنتهى، وحالة
من التصميم البالغ الخطورة لاختراق الحدود
المصرية من منافذها المتعددة .
والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة... من وراء الجماعات
الجهادية والتكفيرية؟؟؟!!! من الذى يمدها بالمال؟؟!!!! من
الذى يخطط لها؟؟!!! ويساعدها بشكل أو بآخر فى تنفيذ
عملياتها القذرة التى تخلو من سمات دين عنوانه الرحمة
واسمه مشتق من السلام .
لم أكن لأتصور.. أن هؤلاء يتحركون بدافع
من أنفسهم، فهم عملاء رخاص، يستجيبون
لهواجس الشيطان، ولمن يدفع لهم المزيد، من
المال أو من الدينار أو الدولار .
كان علىَّ الاهتمام الشديد جدًا بهذه الجزئية الخطيرة التى
هى مدخل هدم الدين والأوطان مع النفوس الضعيفة أو
المريضة أو الشاردة المارقة التى يكون الخراب على يديها .
لذلك حاولت أن أبحث فى هذه المسألة، وأتتبع
هذه القضية، فى محاولة منى لإنقاذ ما يمكن
إنقاذه من الشعوب والأوطان، وياليتها تكون
صرخة مدوية أستطيع بها أن أدق جرس
إنذار أخير، لعلي أوقظ الضمائر الميتة، أو
أننى أفترض حسن النية، وإن كان ذلك بعيدًا
ومستبعدًا فيمن وقعوا فى ذلك المستنقع .
فلم أجد أوقع وأشد تأثيرًا وأبلغ رسالة من حادثة نشرت
على المواقع الإلكترونية، والصحف المختلفة حين تم القبض
على إمام مسجد بليبيا يسمى «أبى حفظ الإسرائيلي » أسرد
تلك القصة لأجسد حجم المأساة الفادحة، وهو يقود تنظيمًا
إرهابيًا، لاختراق الحدود المصرية، ذلك الخبر الذى كان قد
تم نشره منذ شهرين على وجه التحديد .
وتعجبت أجاسوس إسرائيلى ينجح فى
الدخول إلى تنظيم الدولة الإسلامية؟؟؟!!!!!!
بل وينتقل معه إلى بنى غازى ويتغلل فى
المجتمع، بتلك السهولة؟؟؟!!!!! ويتحول من
إمام مسجد إلى داعية ومسؤول عن حوالى
200 مقاتل؟؟؟؟!!!!!!
ليتبين أن هذا هو دور الجاسوس... المدخل له كى يستغل
حالة الانقسام والفوضى التى تعيشها ليبيا وغيرها من دول
المنطقة العربية
ولم يقف تفكيرى عند هذا الحد، فلقد سألت
نفسى أن هذه المهمة، لكى يقوم بها جاسوس
إسرائيلي، تحتاج إلى مؤهلات خاصة، حتى
يتم زرعه على هذا النحو الذى نجح فيه
لشغل هذه المكانة، حتى أنه تمكن من استقطاب
جمهور من المسلمين البسطاء وغيرهم، إلى
حد أنهم اجتمعوا عليه وتأثروا به .
بالضرورة إن هذا يتطلب إتقان لقواعد اللغة العربية، وفهم
واستيعاب أحكام الشريعة الإسلامية، فأنّا له الاطلاع فضلً
عن الإلمام بهذه العلوم التى تحتاج إلى سنوات لهضمها من
أبنائها فكيف بإسرائيلى؟؟؟!!!
الحقيقة أننى تذكرت فورًا ما يتم تجهيزه
فى وحدة إسرائيلية خاصة تابعة لجهاز
الموساد تدعى «جيدعوينم » وتعنى بالعربية
«الأبطال »، وهؤلاء يتم تدريبهم على أعلى
مستوى ولسنوات، فى الموساد الإسرائيلى،
يتقنون خلالها اللغة العربية، واللهجات
المحلية للدول العربية المختلفة، هذا بالإضافة
إلى دراستهم الفقه الإسلامى وسائر العلوم
الشرعية الأخرى
ألهذا الحد يعمل الموساد
الإسرائيلى؟؟؟!!!! نعم... فإذا كان فى الماضى عام
1923 على سبيل المثال، يتم زراعة عملائه بصورة
مذهلة، لا يزال صداها حتى الآن وبقوة غريبة،
اختراق وتأثير بقوة فاق كل خيال، فى الوفاء لذلك
المنهج وتلك المدرسة وهذه الجماعة، ليظل شبح ذلك
الرجل يطل فى كل وقت، لقوة ما تركه من تأثير
على الرغم من بطلانه وخيانته، إلا أنه قام على
وسيلة إقناع واحدة وحجة واحدة وكلمة حق أريد بها
باطل على مر الزمان، وهى استخدام الإسلام ولكن
بمفاهيم مغلوطة له .
ليظل هكذا الدين هو الأفيونة التى
تطال بها الشعوب والأوطان، تأكيدًا
ووفاءً وتنفيذًا بحرفية مطلقة، القول
الشهير لكارل ماركس الذى كان به يتم
الدفع والاندفاع والتغلل داخل الشعوب
للتمكن منها الحديث بلغتها حين الظهور
بالتمسك بعقيدتها .
وهكذا كان ذلك الدرس فى تلك المدرسة التى
أعلنت عن نفسها بكل صراحة دون مواربة أو مواراة،
حيث أعلنت تخريج نحو خمسين ضابطًا جاسوسيًا
بعد تلقي الأسس واختبارهم بدقة فيها، ثم خضوعهم
لامتحانات عدة فض عن إخضاعهم لضغوط ل
عصبية شديدة التعقيد، علمًا بأن هؤلاء جميعًا ذوو
ملامح عربية واضحة للغاية .
هؤلاء العملاء يتقمصون ببراعة
شديدة وعجيبة ومدهشة، شخصيات
سلفية وإسلامية، لدرجة أنك لا تشك
مطلقًا أن هذا الشيخ الذى أطلق لحيته
والذى تبدو علامة الصلاة عليه، ويقف
بجانبك هو فى الأصل ليس إلا ضابطًا
يعمل فى المخابرات الإسرائيلية وعمي ل
متخفيًا للموساد .
ولقد انكشف هذا الموضوع بعد أن تم تسريب
فيلم أمني لمدة 20 دقيقة من إسرائيل، ولولا ذلك لما
عرف أحد هذه الحقيقة التى كانت دربًا من الخيال،
ليس فى حدوثها لأن المسلمين كانوا على يقين مما
كان يحدث ولكن الضربة في إعلانهم عنها صراحة،
تلك الضربة التى تعنى طعنة مسمومة فى كرامة أمتنا
العربية والإسلامية... إذلال ما بعده إذلال... إننا نعلم
ذلك ونظل فى حالة من الغيبوبة... لا نراجع أنفسنا
ولا نعيد حساباتنا، لا نريد أن نصحح أفكارنا ولا
منهاجنا ولا مواقفنا .
لتكون عدالة الله أعدل وأسبق، وإن لم تكن منا
شماتة، أن يأذن الله سبحانه وتعالى بإصابة بعض
منهم بأمراض عضال نتيجة لزرع أجهزة التجسس
فى رؤوسهم، بلغت بالبعض شل تامًا، ليكون ذلك ل
إعلانًا رسميًا صريحًا وملموسًا عن غضب
الله سبحانه وتعالى ضد من يتحايلون
لإصابة الدين... الإسلام... دين الله على
الأرض .
مما يؤكد على علاقة الجماعات المتطرفة
بهم، وأنها علاقة قوية وثابتة وأكيدة، ليشهد التاريخ
هكذا عليهم، أنها وراء كل العمليات القذرة التى تجرى
فى العالم العربي والإسلامى من صراعات دموية
ونزاعات طائفية وأزمات دبلوماسية، بل وآراء فكرية
وعلمية .
لتشير أصابع الاتهام بشدة وبقوة إلى اختراقهم
الجماعات الجهادية، ولعل التصريح الذى صدر
عن الوكيل الأسبق للمخابرات المصرية الذى أكد
على وجود تبادل منافع بين الجماعات الإرهابية
وإسرائيل، ولعل ما يزيد من الأمر وضوحًا على
وجود علاقة استراتيجية بين الجماعات المتطرفة
وأجهزة المخابرات الإسرائيلية، ما تم العثور عليه من
أسلحة من إنتاج شركات التسليح الإسرائيلية، والتى
يتم تداولها مع تلك الجماعات داخل البلاد العربية
والإسلامية التى يتم فيها الاقتتال بين المسلمين
حسب أجندة الصهيونية العالمية .
هذا ما أكدته وذكرته صحيفة جزائرية
- على سبيل المثال- يؤكد صدق قولنا
باختراق الدول العربية والإسلامية عن
طريق الموساد، وبمعنى أدق يؤكد علاقة
الموساد بالجماعات الإرهابية، حتى
وإن تخفت وراء ستار الدين، وذلك خبر
بعنوان «تفكيك عصابة واسعة من العملاء
والجواسيس، الذين كانوا يشتغلون
لحساب الموساد، وكانت تعمل على تزويد
وتسليح جماعات إرهابية مسلحة.
ولنرجع إلى نقطة الانطلاق الخطيرة التى دفعت
معظم الدول العربية بل والإسلامية ثمنًا لها كذريعة
فى محاولات إبادة هذه الدول واستنفاذ مواردها
وإعادة رسم خريطتها وعمل شرق جديد وإعلان
الحرب على عالمنا العربى والإسلامى وزرع بذور فكرة
«الإسلاموفوبيا »، التي يدفع المسلمون ثمنها كل يوم
من كرامتهم ومكانتهم بل ودينهم بسببها .
تلك الأزمة التى قاموا بافتعالها
وصناعتها، وتدبيرها، والتى وقعت فى
الحادي عشر من سبتمبر، ماهى إلا
صناعة يهودية خالصة، لا شأن للعرب أو
المسلمين بتلك الجريمة الشنعاء التى لا
تستطيع بأكملها أن يضطلع بها الموساد
الإسرائيلي المتغلغل وبقوة والمسيطر
على مقاليد المال والسياسية فيها... تلك
الحقيقة التى لا يختلف عليها أحد .
ويكفى ما جاء فى تصريح واضح لا يحتمل
التأويل أنهم كانوا وراء مقتل الرئيس الأمريكى الشاب
«جون كيندى » الذى كان له آراء مناهضة لإسرائيل ولم
يقبل منهم ضغوطًا ولا إملاءً، حيث أنه كان يعترف
صراحة بعدم أحقية إسرائيل فى وجودها على أرض
فلسطين.
ولماذا نذهب بعيدًا فها هى «سوزان ليندا ور »
وهى ضابط اتصال سابق بالمخابرات الأمريكية- تتهم
صراحة الموساد بالضلوع فى ضربة 11 سبتمبر، وكان
مما استندت عليه تلقى الإسرائيليين ممن يعملون
بالبرج «وورلد تريد سنتر » تحذيرًا من دولتهم إسرائيل
بعدم الذهاب إلى عملهم فى ذلك اليوم وامتثلوا .
كما تحدثت «سوزان » عن الارتباط الوثيق بين
منظمة «الأيباك » AIBAC والموساد والذى يحقق
أهداف الهيمنة للموساد فى أمريكا، والسؤال الذى
يطرح نفسه... ماذا عن منظمة «الأيباك !!!!؟؟؟؟»
هي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية
وتسمى اختصارًا «الأيباك » وهى جماعة الضغط
وصناعة القرار الأمريكى وهى ذراع إسرائيل فى
أمريكا، لتمرير سياسات إسرائيل لدى الحكومة
الأمريكية والكونجرس، حيث توصف بأنها فعالة فى
مهمتهم، لدرجة أنهم أطلقوا عليها «منظمة صهيونية
تستعمل أمريكا .»
علمًا بأنها تأسست عام 1953 ، بواسطة
«إشيعيا سى كينين » ولعل من أبرز أعمال
هذه المنظمة ما يلى: مواصلة الدعم
الأمريكى المفتوح لإسرائيل، وعدم
الانسحاب الأمريكى لا من العراق ولا
من أفغانستان، وفرض العقوبات ضد
سوريا، وإصدار قانون محاسبة السعودية،
وفرض العقوبات والحصار على الصومال،
وعدم التراجع عن الحرب الأمريكية ضد
الإرهاب.
من هنا ندرك... سر وحقيقة ما يحدث فى سيناء
والحدود المصرية الممتدة غربًا وشرقًا وشماً ل
وجنوبًا، والتى تؤكد بل وتجسد وتعكس هذه العلاقات
المشبوهة بين الجماعات الجهادية المتطرفة وبين
الذين تمكنوا منهم، واستخدموهم ببراعة فى تحقيق
أهداف إسرائيل العليا، وإلا فما معنى هذا التخاذل
الشديد من تلك الجماعات إزاء إسرائيل؟؟؟!!!!
فلم نسمع أنها قامت بأى عملية سواء انتحارية
أو عدوانية، داخل الحدود الإسرائيلية، أو لأى أحد
من رعاياها خارج إسرائيل، فض عن إصرار هذه ل
الجماعات، على زعزعة النظام فى البلاد العربية
فض عن مصر، بل اتجهوا فى هذه الأيام إلى داخل ل
أوروبا وأمريكا.
الأمر الذى يؤكد أن الموساد الإسرائيلى،
يستغل هذه الجماعات، فى التأثير السلبى
على عالمنا العربى، فى جبهات عدة، وما
حدث مؤخرًا فى إقليم كردستان، والذى
حاول الموساد فيه أن يوقع بين دولة العراق
الأم وبين ولاية من ولاياتها .
ولولا تدخل العقلاء... والهيئات الأممية لكانت
حربًا جديدة فى داخل العراق تسبب فيها الموساد .
ومن المؤسف والمؤلم أنهم يستغلون كل السبل
والوسائل، لضرب الشعوب عن طريق تحفيزهم
للحروب الأهلية والتصفيات من داخلها على
أيدى هذه الجماعات الذين هم من المفترض أنهم
أبناؤها، بالدفع بحرب المخدرات جنبًا إلى جنب مع
تجارة السلاح، كوسيلة أخرى للإجهاز على شبابها
ومحاصرته لإضعافه، فض عن توظيف هذه الأموال ل
القذرة فى تمويل وتموين وتسويق الأسلحة لصالح
هذه الجماعات.
حيث يستخدمون هكذا فى الدول ليس فقط إلى تلك
الجماعات بل محاولة تجنيد وزرع عملاء فى أماكن
مختلفة.
وإنى لأحيى السيد الرئيس عبدالفتاح
السيسي لإصراره البالغ على محاربة
الإرهاب وتلك الجماعات مهما تسترت
ومهما اختفت وتأنقت تحت أي من الثياب،
على الرغم من تكلفة هذه المواجهات التى
تتحملها مصر بمفردها، نيابة عن العالم
بأجمعه، وسط زخم الصراعات والقضايا
بين رحا المؤامرات والخيانات، إلا أنه
يتمسك بصمام أمان المجتمع، ويحرص
كل الحرص على أن يحتضن الشباب اليوم،
الذين هم عماد المستقبل غدًا، محاو ل
أن يحيدهم ويجنبهم ويحتويهم من أى
سقوط كان .
نعم كلما ازدادت حدة وشدة المؤامرة ورغم ضراوة
ضروسها وضيق حلقاتها يتمسك هو بأبنائه، رغم كل
النيران المحيطة، فهى شأن وأبناؤه شأن آخر، لأنهم
المقصودون .
أحيي السيد الرئيس على تلك البصمة التاريخية
والاجتماعية والسياسية... نعم إنه موقف ينصهر فيه
مصلحة المجتمع بكل أشكاله وإشكالياته .
ليكون موقف الرئيس هذا أبلغ رد
عملى على محاولات تصدير المخدرات
لضربهم أو محاولات تصدير التطرف
للقضاء عليهم، أو محاولات تجنيدهم
للإجهاز على مصر حتى النهاية .
هكذا تحارب مصر... فى قدر صعب رغم الظلام
وشدة الآلام وقسوة الأوجاع... أعداءها المجرمين فى
الداخل والخارج .
ولكن عفوًا.. ينقصنا تحرك المجتمع بأسره
إلى جوار جهود السيد الرئيس فى محاولة عودة
الفكر لعودة الروح.... أين السادة المثقفون؟؟؟ أين
المؤرخون؟؟؟أين الأدباء؟؟؟ أين المسئولون عن نبضات
قلب مصر؟؟؟؟ لعمل حائط الصد اللازم تجاه أى غزو
أو احتلال فكرى أو عقائدى يصل للحاق به قبل أن
يصل إلى نخاع الوطن الغالى ليقضى عليه للأبد .
الذى يؤهلنا كى نبحث ونفتش فى ذلك
الفكر الصهيونى كى نستطيع أن نقف على
أسباب المؤامرة... نحاول أن نتعامل معها...
إن لم يكن عن طريق فحوى البروتوكولات
الصهيونية، فليكن بفتح كتاب الله العزيز
ذلك الكتاب الذى هو دستور الأمة فيه
الشفاء العظيم والدواء الأعظم، الذى
فيه خير وقاية من أبناء صهيون.