الزمان
إعلام عبري: انتحار 6 جنود إسرائيليين قاتلوا لفترة طويلة في غزة ولبنان إعلام فلسطيني: شهيدان ومصابون في قصف للاحتلال استهدف منزلا جنوبي غزة وزير الخارجية يلتقي وزير الصناعة بالكونغو الديمقراطية حزب الله: استهدفنا تجمعا لقوات الاحتلال في تلة أرميس غرب بلدة شمع برشقة صاروخية محافظة الإسكندرية تعلن طرح الجزء الثاني من المرحلة الثانية من مقابر الناصرية بالعامرية ثان ضبط تشكيل عصابي بالدقهلية تخصص نشاطه الإجرامي في غش السبائك الذهبية وبيعها للمواطنين اتحاد عمال مصر يعقد جلسة مباحثات مشتركة مع نظيره السوداني وزيرة التنمية: انطلاق الجزء الأول من برنامج «إعداد قادة المستقبل» بمركز سقارة الأحد المقبل اتخاذ الإجراءات القانونيـة حيـال 4 أشخاص لقيامهم بغسل 60 مليون جنيه مشاركة مصرية متميزة في المؤتمر العالمي للمدارس الأبطال الموحدة ومجلس الشباب العالمي للأولمبياد الخاص بأبوظبي الحوثيون: نفذنا عملية عسكرية استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية وزير الخارجية ينقل رسالة من الرئيس السيسي إلى نظيره الكونغولى
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

شوفي يا مصر

خدمة أعطال المياه .. عطلانة ؟!

في الحي الشعبي الملاصق لقلب المدينة يسكن الشعب . الشمس ساطعة نهارا كالنار المسلطة على قطعة من حديد . وفي الليل تصبح أرض البيت الصغير ساخنة كالفرن وقد اكتظت بأجساد أفراد العائلة البسيطة جميعا في محاولة لصيد بعض ساعات النوم في هذا الجو الصيفى الصعب . 
تدافع الجميع الى ثلاجة البيت أملا في بعض الماء البارد ، الواحد تلو الآخر . يروون عطشهم مطمئنين ، فليس أيسر من الماء . سقف البيت قريب هو الآخر وليس بعال فيسمح ببعض النفس . كأن من بنوا هذا البيت قد بنوه من سنين أعمارهم وليس من حجارة وأسمنت ، فضنوا بكل حجر وضنوا بكل قبضة من رمال ، ولم يبالوا بكون غرف البيت مثل صنادبق الفاكهة المشحونة . ومروحة السقف تدور على أشدها ، وأفراد العائلة ، الواحد تلو الآخر ، يتلمس مفاتيح تلك المروحة ليتأكد أنها تعمل على أشدها ولم تدخر من قوتها شيئا . 
انتبه الأب على صوت سائق الميكروباص وهو يتذمر من أعمال حفر جارية في مدخل المنطقة ، ثم عاد الى أفكاره ، فما أكثر المشاكل في الحياة . ولكن أحدا لم يذكر شيئا عن اصلاحات جارية وأعطال مقبلة ستقطع الماء عن الحي الشقي . ولا يود أحد أن يتخيل ذلك ، فهو هم كبير .  
ساعات الليل طولة وما زالت تمتد كأنها تطول ولا تقصر في جو البيت المختنق بالحرارة . وكل فرد من أفراد البيت يسبح في قبضة أفكاره السوداء والبيضاء . الأب يساعد تاجرا في محله لبعض الوقت مقابل جنيهات بسيطة تصله آخر كل شهر . ويقتطع من وقته سويعات يهرع فيها الى محل آخر ليساعد صاحبته في بعض الأعمال مقابل مبلغ بحسب الحال . الابن رجب لم يكمل تعليمه والتحق بمصنع للأخشاب خارج القاهرة لعله يتمكن من اتمام زواجه على احدى بنات الأسر الطيبة المجاورة في الحي الشعبي . والابنة رجاء تكد سنوات عمرها القليلة في مساعدة سيدة فاضلة لتعتنى بأطفالها الصغار لقاء راتب نحيل ، ولكنه يمكنه من معاونة أهلها معاونة يسيرة . الجو ما زال خانق الحرارة في البيت الصغير ، ولا يعلم أحد منهم أن أعمال الحفر قطعت عنهم الماء منذ قليل ، وهم يفالبون صهد الغرفة في محاولة للنوم . 
انتهى الليل بصهده ، وبدء عناء يوم جديد عندما عمد الأب الى صنبور الماء ليتوضىء ويصلى صلاة الفجر فأبى الصنبور أن يسقط سوى قطرات معدودة . تمتم الأب محقولا ، ثم مال على ثلاجة المنزل فاستعان بزجاجة ماء صغيرة ، وتلقى أفراد الأسرة الصدمة فردا فردا وراء الآخر ، ولكنهم تدبروا أمرهم وغادروا مسرعين الى أعمالهم .
حاول الأب والجيران أن يستطلعوا حقيقة العطل ، ولكن دون جدوى . قيل : عطل والسلام . وبعد قيل تعودا المياه الى مجاريها . ولكن انقضت ثلالثة أيام ولم يعد الماء الى المنطقة ، وكأنه هرب من بؤس الحي وشظف عيشه . أو كأنه اختطف الى بلد بعيد . وباءت محاولات الأهالي للاتصال بخدمة أعطال المياه بالفشل . فقد رفع الخط الساخن – لدهشة الجميع - من الخدمة . وحلت محله أرقام أخرى أرضية وأرقام للموبيل ، ولكنها أيضا مرفوعة من الخدمة . والحي الشقي بغالب شقائه الجديد في الحياة ، وهو يعلم أنه أقضل حالا من القائمين على أعطال المياه المرفوعين من الخدمة دائما . حفظ ألله مصر ورئيسها ووفقه وقادتها الى ما فيه الخير .
 

click here click here click here nawy nawy nawy