سحر نصر رئيس وزراء مصر القادم

لم تتول رئاسة وزراء مصر امرأة حتى الآن، فلماذا؟ وهل تصبح سحر نصر أول رئيسة وزراء مصرية يومًا ما؟

إن متابعة جهود الوزيرة المصرية سحر نصر قد يشعرك بجدية خالصة وإخلاص جاد، يشعرك بثقة فى النفس، وربما كانت الظروف الراهنة أفضل ظروف لنجاح وزير مجتهد، فالرئيس السيسى يعمل بتفانٍ ويغزو كافة المشاكل فى كل مجالات العمل مما قد يجعل كثيرًا من الملفات أسهل ويجعل خطوات الحل أوضح وخطط التناول أكثر قدرة على النفاذ، ومن لا يستطيع النجاح والبروز فى ظل رئيس كالرئيس السيسى، فمن الصعب أن ينجح ويبرز مع رئيس آخر أقل مساندة وأقل طاقة وأقل حرصًا على الإنجاز السريع وعلى الإنجاز المتعدد، لا للمجاملة، ولكن الواقع والمنطق اللذين يشيدان بإسهام القائد الراعى لفريقه ويرصدان قدرًا كبيرًا من الطاقة المنبعثة من قلب القائد ومن أفكاره ومن همته ومن تطلعه إلى ما يرضى الشعب وإلى ما يرفع العناء عن الناس وإلى ما يحقق للوطن العزة ويسدد خطاه، ولا شك فى أن الرئيس الزعيم ذا البصيرة هو حلم الشعوب وأملها، لأن الجميع يصبو إلى روح الزعيم فى صدر الرئيس وفى كلماته وفى أحلامه ليهتدى به ويتأسى بفكره وطريقته فى العمل وفى الحياة.

إن خاطر وصول سحر نصر إلى رئاسة الوزراء لهو خاطر مثير ويستحق المتابعة لمسيرة شخص ناجح وشخصية وطنية معطاءة تشق طريقها إلى قمة القيادة فى بلد كبير يواجه التحديات الكثيرة والمتزايدة ويسعى إلى تحسين أوضاعه والوقوف بثبات بصحة وعافية على أقدام أولاده وبأيديهم، وقد يكون من المفيد حقًا أن يخرج الوطن عن اختياراته التقليدية لوزرائه ورؤساء وزرائه، وأن يخرج عن دائرة الأسماء القديمة الجديدة التى يتم الاختيار منها ثم العودة إليها، كأننا ندور فى دائرة مغلقة على أناس معينين ولا نجد من أبناء الشعب كفاءات تستطيع أن تحل محل من أدى دوره وجاء وقت رحيله مكرمًا.

إن نجاح سحر نصر فى تناول ملف الاستثمار – بعد نجاحها فى تناول ملف التعاون الدولى- فى مصر قد يكون فاصلًا بالنسبة إليها بين مرحلتين: مرحلة هامة وعظيمة من العمل العام ومرحلة أهم وأعظم من العمل العام أيضًا، ومن الواضح أن سحر نصر تعلم ذلك طبعًا، وإن كان الاتقان والنجاح – بالنسبة إلى شخص كسحر نصر– هدفًا لذاته ومطمعًا لا تنازل عنه ولا بديل له، فإذا صادف اجتهاد سحر نصر وجهدها فى ملفى الاستثمار والتعاون الدولى توفيقًا مرضيًا، فقد يكون من العدل أن تأخذ فرصتها فى منصب أرفع وأكثر ثقلًا وأعز مكانة لتظهر إمكاناتها القيادية المنجزة، وتستعرض بعضًا من خصال المرأة المصرية المتشبعة بالعراقة والصمود والوطنية والقدرة على الابتكار.

إن وصول سحر نصر فى يوم ما إلى رئاسة وزراء مصر قد يكون نقلة نوعية فارقة فى تاريخ العمل النسائى فى مصر، وفى تاريخ المرأة المصرية وفى تاريخ إسهاماتها، وقد يؤدى هذا الحدث إلى تطوير القدرات المصرية بمسافة، بتوسيع مدى مشاركة المرأة فى الحياة وفى تحقيق المساواة الفعلية غير الجائرة لطرف على حساب  طرف، وبتحقيق النمط المأمول للمرأة المصرية التى يجب التطلع إليها والتى يجب أن تمزج فى روحها تراثنا العريق وقيمنا الدينية السمحة والقائمة على الالتزام فيما يجب الالتزام به والصبر على ما يجب الصبر عليه والابتكار فى مناحى الحياة وتوخى النجاح وتقلد روح البذل والجود.

 وكلما تطلع المرء إلى عمل سحر نصر إالى تاريخها يزداد تقديره لها ويتمنى فى قلبه أن يراها أنجح وأقوى من أجل مصر أنجح ومن أجل مصر أقوى فى المستقبل القريب.

إن ارتقاء سحر نصر فى يوم ما إلى منصب رئاسة الوزراء فى مصر قد يكون ذا توابع إيجابية على العمل النسائى العربى وعلى العمل النسائى الأفريقى، لما لدور مصر ووجودها من أهمية وتقدير فى مختلف دوائر الاتصال المصرى، فما زال العمل النسائى فى العالمين العربى والأفريقى يكتنزان الكثير من الطاقات والإمكانات التى قد تحتاج إلى من تستجيب له وتجد فيه رمزها المخلص وقدوتها الخلاقة الجديرة بالاتباع والمشجعة على التغير الحثيث والتعاون والإنتاج من أجل الوطن.

لقد خلق الأشخاص أمثال سحر نصر للعمل والكد والنجاح والتفوق على أنفسهم، والأهم من ذلك أن أمثال سحر نصر قد خلقوا للعطاء، وهم قادرون ومحبون للعطاء لأنه نجاح فى عرفهم وليس منا ولا تآمرا ولا خطة لمكاسب أكثر، ذلك أن العطاء من الفطرة، وإنما يحيد عنها من يحيد - لعلة فى نفسه- ويبقى عليها من يبقى باختياره وبفضل الله عليه.. حفظ الله مصر ووفق رئيسها وقادتها إلى الخير.

                                                                                               ماهر المهدى