شوفى يا مصر
الشكل اللائق.. شكرًا للسيد الرئيس
شكرًا للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى نطق بكلمة لم ينطقها مسئول، بمناسبة الحديث عن عامة الشعب وحقوقهم، على مدى عقود مضت.
لم يشر أحد إلى الشكل اللائق من بعيد ولا قريب، لكن انصب الحديث على "لقمة العيش"، وعلى أن المهم أن يجد الناس لقمة العيش أولًا، ثم يأتى الحديث عن اللائق وغير اللائق.
انصب الحديث على اللقمة والحصول عليها ولو من محل غير نظيف أو بائع فاكهة اختلط طيبها بعفنها، وقد كان ذلك مسارًا خطيرًا وخاطئًا أيضًا لكل الأسباب، لأن عامة الشعب يستحقون المساكن الكريمة، وليس فقط الحصول على مأوى أو الحصول على "مثوى" يواريهم هم وعائلاتهم بلا خصوصية كما توارى الأنعام.
والفرق شاسع بين المسكن الكريم والمثوى العديم الذى لا يؤمن أحدًا ولا يحفظ على بيت سره فى بيوت متلاصقة كأصابع اليد الواحدة، الفرق كبير بين مسكن كريم به الحد الأدنى من معايير سكنى الإنسان، وبين مثوى ليس إلا صندوقًا ضيقًا من أسمنت له باب من عذاب كأنه زنزانة السجين اللئيم.
لأن المواطن الذى يعتاد سكنى كريمة يصبح مواطنًا كريمًا نافعًا قابلًا للتطوير، والمواطن الذى يعتاد سكنى المثوى العديم يصبح مواطنًا مريضًا معتل الصحة معتل المزاج وغير قادر على الإنتاج وعلى الانخراط فى مجتمعه الذى ينتمى إليه، وتبتلعه أوجاعه ومصائبه التى تنبع من مضجعه أصلا ولا تنتهى عند مضجعه، يصبح مواطنًا ناقمًا لا يساند الدولة فى مسيرتها ولا يغرس غرسها، ولا يهمه أمنها.
إن ترديد جملة "بس لما نلاقى لقمة العيش" خلال العقود الماضية، لم يكن سوى ذريعة لإلقاء حق المواطن فى مسكن كريم فى سلة المهملات، وتشجيع الناس وإجبارهم على قبول الحياة الدنيا حتى فى السكن، وهو فكر أنانى وانهزامى وغير وطنى، ولا يمكن لأحد أن يدعى الوطنية فى تشجيع مواطنه على العيش فى القبور وفى كمائن الطوب وفى جحور لا تصلح حتى لسكنى الحيوان.
إن تشجيع المواطن أو إجباره - بأى سبيل - على الإقبال على ما لا يتسم بالكرامة من مأكل أو ملبس أو مسكن أو عمل هو عمل خاطئ وهو عمل غير وطنى، ولم يخدم إلا الذين كنزوا مليارات الدولارات ومليارات الجنيهات وابتاعوا القصور فى الخارج، بينما هم يبيعون لأهلهم شعارات الفقر والدونية ويغلفونها لهم بمعسول الكلام، وهم يعلمون أنهم لكاذبون. كذبوا على الله تعالى، وكذبوا على أنفسهم، وكذبوا على وطنهم الذى استأمنهم على مصالحه.
إن الإنسان الكريم فى ملبسه ومأكله ومشربه وطعامه وعمله هو بنية الوطن وقلب الوطن وذراعه وعقله، وهو حق الوطن ومطلبه الأول من رئيسه ومن كل مسئوليه ومثقفيه ورموزه الكريمة.
الشكل اللائق والمستوى اللائق هو عنوان كل شيء فى عهد الرئيس السيسي، وهو شعار الحياة الذى لا ينبغى لأحد منا أن يغفل عنه أبدًا، لأنه السبيل إلى التخلص من مشكلات كثيرة فى كل مجال، وهو السبيل إلى رؤية بلادنا جميلة نظيفة خضراء آمنة.
الشكل اللائق هو الهدف، وهو العطاء الذى لا يمكن لمواطن كريم فى وطن كريم أن يقبل بحال غيره، ولا يمكن لمسئول عزيز فى بلد عزيز أن يقدم غيره إلى وطنه.
شكرًا لله الذى جعل فينا رئيسًا يعلى كرامة الإنسان، ويشعر فى بيته بما يوجع مواطنه فى كل مكان، ولا يسوق إلى شعبه إلا فكرًا طيبًا.
شكرًا للسيد الرئيس الذى لا يستنكر على مواطنيه حقًا، مثلما فعل غيره الذى كان يستورد إفطاره من أوروبا صباح كل يوم بدلًا من بناء مخبز فى مصر يعطيه ويعطى أبناء وطنه، ويتمنى لهم ما يتمناه لنفسه ولأهله، حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه وقادتنا إلى ما فيه الخير.