ألمانيا تطلب أسلحة ومعدات لجيشها بقيمة 23 مليار يورو ولي العهد السعودي وزيلينسكي يبحثان هاتفيا جهود حل الأزمة الأوكرانية بايدن: سنوقف شحنات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل إذا أمر نتنياهو باجتياح كبير لرفح مجلس الوزراء: تخفيف أحمال الكهرباء يوفر للدولة نحو مليار دولار سنويا إذا لم تعرقله إسرائيل.. مسئول في حماس: لم يتبق الكثير للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مجلس الوزراء: تخفيف أحمال الكهرباء يوفر للدولة نحو مليار دولار سنويا الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليات الإنسانية في غزة بالشلل دار الإفتاء تعلن غدا الخميس أول أيام شهر ذي القعدة لعام 1445 هجريا جوميز ينفذ خطة مواجهة نهضة بركان فى نهائى الكونفدرالية قبل رحلة المغرب قوى سودانية توقع بالقاهرة وثيقة تتضمن رؤية لإدارة الفترة التأسيسية الانتقالية القصير: يشارك في جلسة وزراء الخارجية والزراعة الافارقة بقمة الأسمدة في نيروبي مهرجان المسرح العالمي يستعد لانطلاق دورته الثالثة
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

لحوم نص الليل

ماهر المهدي
ماهر المهدي

الصمت يلف الوجود والناس نيام أو قيام فى عز الليل، بينما البعض يشق سكون الليل ويقطع شوارع المدن سعيًا إلى محال المخ والكبدة والعكاوى والحمام وغيره من اللحوم، وعندما يصل الزبون إلى المحل مقصده يتبدل الحال غير الحال، فيجد المرء عشرات السيارات وعائلات وأفرادا كثر وقد احتلت المحل عن آخره وشغلت مقاعده وطاولاته جميعًا، كأن الغد ليس بآت، وكأن تلك الوجبة هى أعظم وجبة فى حاضر الحياة.

وترى السيارات تتدفق على مدار الوقت، بينما الساسة يوجهون القادمين إلى ذاك المكان أو تلك البقعة لتلتقط السيارة أنفاسها وتسكن محركاتها التى تشق سكون الليل وتنفث حرارتها فى سماء القاهرة الملتهب بحرارة ملايين المحركات، وغير الأمانى بالاستمتاع بالوجبة الشيقة الدسمة – بالنسبة إلى محبيها– قد يجد المرء سؤالًا ملحا يوجهه إلى أخوتنا وإخواننا محبى تلك رحلات لحوم نص الليل إذا سمحوا بالسؤال دون غضاضة أو كره، ولك امرؤ ما يحب وما يهوى من صنوف الأكل والشرب.

 وما السؤال إلا للاطمئنان على الناس وبدافع من المودة وخوفًا مما يفر منه الخلق من شرور الأمراض التى أصبحت كثيرة وسريعة.

وما ارتباط اللحوم وكثرتها، وخاصة فى الليل إلا بالتعب والشقاء عند الكثيرين من محبى السهر وطعام الليل، وما أخطر الكوليسترول - حاربه الله– حين يزيد فى الجسم ويعم فى سائره والناس فى وادٍ آخر لا دراية لهم بما يعتمل فى شرايينهم وينتشر ويسد طريق الدم ويوقظ الخطر فى قلوبهم وعلى حيواتهم.

إن لكل سن حال ولكل عمر أحوال واحتياجات وطلبات تختلف من شخص إلى شخص، بطبيعة الحال ووفقًا لسنة الحياة، فإذا كنا نشجع الأطفال على أكل كل ما يقدم إليهم والتهام ما فى أطباقهم والإقبال على المأكل وعلى المشرب دون تردد وفى كل وقت، فإنما نقول ذلك ونشجعهم على ذلك لحاجتهم إلى النمو وإلى التطور وإلى التعرف على جانب من جوانب الحياة والتمتع به أيضًا.

 وما يساعد الأطفال على الإقبال على الطعام بهذا الشكل وبمختلف أشكاله، هى قدرة أجسامهم الصحيحة – ما شاء الله– على التعامل مع الأطعمة كلها وهضمها وحاجته إليها احتياجًا طبيعيًا لا ريب فيه.

أما من كبر ونضج، فقد خرج عن دائرة الحاجة إلى الكميات الكبيرة من اللحوم خاصة ومن الأطعمة بصفة عامة، فما كان جيدًا مفيدًا فى طفولتنا قد يصير ضارًا فى كبرنا، إذ لا حاجة إلى أجسامنا إلى كميات كبيرة من المأكولات المختلفة ولا قدرة لأجسامنا على الاستفادة منها، وهو ما قد يؤدى إلى تراكمها فى أجسامنا وإفساد مظهرنا وجرنا إلى المرض والعلاج والأدوية.

إن الإنسان لا يظل طفلًا للأبد – للأسف– وإلا كانت الحياة جنة على الأرض، فلا مسؤولية ولا هم ولا إدراك – إلا قليلًا- لما يشقى ويتعس ويسبب الألم والحزن، وإنما أحلام ولعب وتطلعات حقيقية وواهمة وملامح بريئة لا تخبئ شرًا ولا تضمر سوءًا.

 فإذا لم نعد أطفالًا، فلندرك ذلك، ولنرحم أجسامنا وصحتنا من هول ما نفعل بها ونجرها إليه من ممارسات تجلب المرض والألم وقصر العمر، حفظ الله مصر دولة مدنية يتساوى فيها الجميع فى الحقوق والواجبات، وحفظ رئيسها ووفقه إلى الخير كله وهزم أعداءه.

موضوعات متعلقة