أمـن بـــلاد الحـرميـــن خــط أحمـــــر
تناولت تقريبا قبل خمسة أشهر مقالا بعنوان " إلا أمن بلاد الحرمين الشريفين " ؛ جراء ما وقع من أعمال إرهابية في محافظة الإحساء ، و تحديدا في مسجد الرضا ، و الآن أجد قلمي يكتب في هذا الشأن ؛ لعظم خطورته بعدما وقع منذ عدة أيام في جدة والقطيف ومدينة رسول الله .
إن مثل تلك الأعمال هي جريمة نكراء في حلقة سوداء من أعمال الإرهاب الأسود ، الذي يكشف كل يوم عن بعض الجوانب الخفية لوجهه القبيح ، و الذي يحاول الاعتداء على حرمة مسجد رسول الله إنما يعتدي على كافة المسلمين ، و هذه الأعمال لا تمت للدين الإسلامي ، و لا المبادئ الإنسانية بصلة ، فالإرهاب لا دين له و لا وطن ، وديننا الحنيف يقوم على التسامح والرحمة ، و ليس القتل والعنف .
واسمح لي - أخي القارئ - أن أوجه تلك الأسئلة لإنسان عاقل ينتمي إلى تلك الفئة الضالة ، وإن كنت أعلم - علم اليقين - بأنه لا يوجد بينهم إنسان يتصف بالعقلانية ، فهم شر مكانا وأضل عن سواء السبيل .
من أنتم ؟ .. كيف تم التغرير بكم والوقوع في براثن تلك الفئة ؟ ..من أي طينة تنتمون ؟.. في أي كتاب تقرأون ؟ .. لماذا تفعلون ذلك ؟ .. وما المقابل ؟..
إنني أقول لهم : ألم تعلموا بأن الشريعة الغراء جاءت ؛ لحفظ الدماء وتعظيم شأنها ، قال تعالى في سورة النساء :( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لزوال الدنيا بأسرها أهون عند الله من قتل رجل مسلم " ، فما بالكم أيها المتآمرون الحاقدون وأنتم تنفذون عملكم الإجرامي في بلاد الحرمين الشريفين ، وفي العشر الأواخر من رمضان دون مراعاة لحرمة الزمان والمكان ؟!
إن مثل هذه الأعمال الإرهابية التي قامت بها الأيدي الخبيثة في بلاد الحرمين الشريفين لن يزيد أبناء المملكة على اختلاف شرائحهم إلا تماسكا وإصرارا على الوقوف في وجه الإرهاب البغيض ، وستتهاوى - إن شاء الله - سهام الإرهاب أمام وحدة ومتانة وصلابة أبنائها .
وختاما أقول : زيارة سمو ولي العهد للمدينة المنورة ، ونقل تعازي خادم الحرمين الشريفين لأسر الشهداء تجسد التلاحم والترابط بين القيادة والشعب ، فهذه هي بلاد الحرمين الشريفين ، فلا نامت أعين المتآمرين عليها .
حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين من عدوان المعتدين وإرهاب الحاقدين ، والله أسأل أن يديم عليها وعلى بلاد المسلمين نعمة الأمن والأمان .
منطقة المرفقات