شوفي يا مصر
هل يشهد الرئيس حفل تخرج أوائل الكليات المدنية ؟
شرف كبير أن يحضر رئيس الجمهورية حفل تخرج الكليات العسكرية المختلفة وحفل كلية الشرطة ، ويمنح أوائل الخريجين أنواط الواجب العسكري . ولحظات فرح عام في نفوس الأفراد المكرمين وأسرهم ، وفي نفوسنا كشعب أيضا . وللقوات المسلحة وللشرطة كل الأهمية والاهتمام والاحترام ، ولطبيعة عملهم قدر عال من الخطورة والخصوصية مما لا يخطئه أحد ولا يجادل فيه أحد .
السؤال الملح هو : لماذا لا يشهد الرئيس حفل تخرج أوائل الكليات والمعاهد المدنية أيضا ، خاصة ونحن ندرك أن الكفاحين المدني والعسكري صنوان لا يفترقان في قلب الوطن وفي طريقه الى الحياة والى الرقي والى التقدم . فاذا كان التعليم المدني يشهد انتكاسة أو ضعفا في روحه المعنوية وتراجعا في أدائه لا نقره ولا نرضى به ولا يسعدنا ، فلماذا لا نشعل حماسه ونوفر له أسباب النفور الى العمل والى الاتقان والعودة الى جادة الطريق مرة أخرى ؟!
قد لا نقر ولا نشجع احالة كل قضية الى جانب الرئيس ، سعيا الى مواظبة أجهزة الدولة ووزاراتها على الارتقاء بعمل كل منها وحل مشكلاتها المتباينة داخل أجهزتها المعنية . وقد نرى أن الجهود المنوطة بالرئيس تتصاعد كل يوم ولا تنقص أو تقل - لحرصه على الانجاز وعلى اتمام الأهداف المطلوبة بإتقان وفي موعد مناسب ان لم يكن قياسيا – ولوجود مشكلات كثيرة الآن ومتطلبات وطنية عديدة منبعها ظروفنا المنقضية وطبيعة المرحلة التاريخية الراهنة والظروف الدولية المحيطة واملآتها وتطلعاتنا الى مستقبل أفضل . ولكن الواقع قد يشير الى الحاح الوضع الحالي للتعليم في الكليات والمعاهد المدنية المختلفة الى تدخل مختلف ، والى دافع مختلف ، والى رقابة من نوع جديد ، والى تشجيع يبث فيه الحياة والنور . وكلنا يعلم ما صار اليه حال التعليم في كلياتنا ومعاهدنا العلمية المدنية من حال قد أعيتنا وشقت علينا عصا الطاعة ، حتى هجر بعض الشعب تعليمنا الى التعليم الأجنبي ليضخ اليه أموالنا بعشرات ومئات وملايين الدولارات سنويا . والدولة في حاجة الى كل دولار والى كل جنيه يذهب الى جهة أجنبية .
كلنا يقرأ حاجتنا المتقدة الآن الى وضع التعليم موضع الرعاية القصوى ، لأنه قد استهلك كل منفذ وقطع كل طريق واستهلك في سبيل نهوضه من كبوته كل السبل ، وغاضت حيله فلم يعد في جعبته حيل يلجأ اليها أو يستعين بها لحمل حمولته والوقوف على قدميه ، ناهيك عن السير ومواصلة مشواره الطويل .
التعليم طالب وأستاذ وجهاز معاون وميزانية ، وكلهم يحتاج الى قلب العناية وبؤرتها لينفض عن فكره وعن مشاعره وعن عقله كل شاردة سلبية ، ويحرر طاقته من أسرها . وحضور الرئيس وشهادته يزينان اليوم ، يوم التخرج ، ويزينان الجهد ويشحذان الهمم ويردعان النصب وينفضان عن الخطوة ترددها ويسويان بين شقى المجتمع المدني والعسكري ، فكلاهما هام وحيوي ولا مسيرة دون احدهما .
ان الرئيس فرد واحد ولكن بروح البطل . وروح البطل الواحد تكفي مجتمعا ومجتمعات ، وتستطيع أن تبعث فيها جميعا حرارة ونارا بإخلاص البطل لأهله ووطنه وحبه لكل شيء في بلده وايمانه ووعيه بدوره وقدره ورسالته . والرئيس لا يبخل بجهد ولا يضن بمحاولة ولا يقعد عن محتاج ، فهل يشهد الرئيس حفل تخرج أوائل الكليات والمعاهد المدنية ؟! حفظ ألله مصر ورئيسها ووفقه وقادتنا الى ما فيه الخير .