شوفي يا مصر
صالون غازي يدعو إلى الوسطية الإسلامية
دعاني صديقي الفنان المحبوب حمدي حافظ إلى ندوة في صالون مضيف كريم محب لمصر وهو الدكتور
غازي عوض الله - وهو صالون عربي دولي - مساء أمس الجمعة ، حيث قضينا أمسية ثقافية جميلة
بصحبة عدد كبير من الاعلاميين والفنانين والصحافيين والكتاب والاء ومحبي الفن والثقافة من مصر
ومن السعودية ومن العراق .
كان ضيف الندوة الأستاذ الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر الشريف الذي
ألقى محاضرة حول المرأة بين " الدين والفقه " أكد فيها على سماحة الدين ورقيه وخلوه من التعصب
تجاه المرأة وتجاه الناس أجمعين . كما أكد محاضرنا على الحاجة الى اتباع قلوبنا ومسئولية المسلم عما
يفعل وعما يتبع في دينه وحياته . وعارض المحاضر ودعا الى عدم الخضوع لكل ما قد يكون " وصاية
دينية " تسعى الى السيطرة والتوجيه وادعاء ما ليس لها لأهداف شخصية لا علاقة للدين بها . وأكد
المحاضر على أن تفعيل الضمير الفرد واعمال عقل المؤمن الموحد هو السبيل الى حفظ مكانة الدين
والحيلولة دون تعرضه لمهاترات ومهاجمات من الغير ، لأن الدين يسر وليس عسرا ، ولكن الاجتهاد
الشخصي قد يصيب وقد يخطىء - مهما علا قدر ومكانة المجتهد – لأن المجتهد يقدم الى الغير ما توصل
اليه بفكره هو وليس بوحي من الله وليس ما يقدمه الى الناس برسالة . وبالتالي ، فان أحس الواحد منا
راحة في قلبه الى ما يلقى اليه أخذ به ، وان لم يحس براحة الى ما يلقى اليه بعد عنه وتركه الى ما
يريحه ويقوي صلته بالله عز وجل . فالأصل أن العلاقة مباشرة بين الله سبحانه تعالى وبين عبيده . وما
شرع من الاجتهاد انما شرع لمحاولة فهم مراد الشارع - عز وجل - فيما فيما أنزل الينأ من البيان والذكر
الحكيم لعلنا نرشد في حياتنا وفي عملنا وفي علاقتنا بالآخرين ونزداد ايمانا .
دعا الهلالي الى القناعة بأن الحياة مشاركة وأنها تقوم على المشاركة الانسانية التي تخدم خير البشرية
وتسعى الى ما يفيدها ويسعدها ، لأن ألله – سبحانه تعالى - رب الجميع . كما حث على الاهتمام بالمرأة
وتوخي أسباب العدالة والنخوة والشهامة في العلاقة بها وفي تفسير ما يتعلق بها من الدين ، لأن في ذلك
سعي الى اجلال الدين وحفظ مكانته وتسوية كثير من المشكلات التي ربما تأثرت بكثير من التفسيرات
غير المنصفة التي قد توصف بأنها تفسيرات ذكورية . وحيا الهلالي كل فكر مبدع يعمل قريحته ليأتي
بفكرة أو أو حل ينير دربا من دروب البشرية أو يجمعها على عمل قيم مثمر . وضرب الهلالي مثلا لذلك
بفكرة انشاء الأمم المتحدة كفكرة عالمية نافعة .
استمرت المحاضرة قرابة الساعة والنصف ، بينما استمر الحضور في التدفق الى الصالون حتى امتلأ
عن آخره وبقى البعض وقوفا ، ولكن راضين مرضيين . وقد أثارت المحاضرة العديد من الأسئلة لدى
جمهور الحضور التي كان بعضها جيدا ومثيرا مما قد لا يتسع المكان لطرحه .
1- قد يعد صالون غالي أحد الصالونات العربية الهامة الناشطة في مصر ، والتي تسهم في تحريك الحياة
الثقافية ، وتوفير اللقاءات المستنيرة للطامحين الى الاستماع الى الغير وفتح آفاقهم لفكر المشتغلين بالفكر
ومقارعة الحجج بالحجج وقبول الرأي الآخر اذا أثبت نفسه . حفظ ألله مصر ورئيسها ووفقه وقادتها الى
كل خير .