الجيش المصري يقضي على حلم الولاية «داعش» «١»
شهد عالمنا الإسلامي انكسارات عدة على كافة الأصعدة .. أخطرها وأشدها ألما وأثرا في نفوس المسلمين ... ما جرى للعراق منذ سنين عدة حيث لاحت في الأفق .. إشارات صريحة .. وعبارات محددة .. لنية مبيته ... بالإستيلاء على مصادر الطاقة بعالمنا الإسلامي التي باتت تهدد مصالح الغرب بل وجوده .. في بعض الدول و الأحايين ..
فاتجه «اللوبي» الغربي الصهيوني إلى تنفيذ خطط وبرامج ممنهجة لاصطياد أول فريسة ... بعد أن نصبوا لها الشباك بحكمه وحنكه .. فكان غزو العراق الذي اثبتت الأيام أنها كانت تمثيلية سخيفة .. سعت إليها هذه القوى الشريرة .. وتلك الأيادي الآثمة .. حى أوقعت دولة العراق فريسة سهلة .. ومما زاد الطين بلة أنها أجادت الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد ... وسلمت الدولة بعد نهبها إلى طائفة منها .. رأت أنها ظُلمت لسنوات أو أوهموها بذلك ....
وبدأت العراق في الدخول في النفق المظلم .. حتى اختفت فيه من شدة الصراعات الطائفية التي شهدتها ... حتى خرج من تحت انقاضه ما يعرف بــــ «تنظيم الدولة» أو «بالدولة الإسلامية في العراق والشام» والتي يطلق عليها اختصارا «داعـــش» ..
والحقيقة أن تنظيما خرج في ظروف غامضة ومن رحم أحداث دامية .. وصراعات مريرة .. لا يمكن أن يكون سويا .. فقد تبني هذا التنظيم الفكر السلفي الجهادي .. الذي يهدف إلى التغيير بالقوة .. وحتى يلفت الأنظار ويجذب الانتباه حدد هدفه في إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة ..
ولا يختلف باحث في الشئون الإسلامية إن هذا التنظيم هو امتداد طبيعي لتنظيم آخر سبقه ... فكان فرعا لشجرة خبيثة «القاعدة» ..
والعجيب بعد مرور أقل من عام .. قرر الفرع أن ينبت بعيدا عن أصله .. وبلغ الأمر بإتهام القاعدة لــ«داعش» بالوحشية ...
والخطير أن «داعش» وإن انطلقت في العراق وسوريا إلا أن نفوذها أمتد وانتشر حتى أصبح لها وجود في دول ومناطق أخرى منها ليبيا ... والتي تلقت داعش فيها خلال هذا الأسبوع ضربة أمريكية بعد استغاثة ليبية ..
كما أن التنظيم له كيانات في جنوب اليمن وشمال شرق نيجيريا بل وحتى في سيناء الحبيبة ..
و ليثبت وجوده وتأثيره اتخذ العنف والقتل بل والتمثيل بالقتلى طريقة في التعامل... فبدنأ نسمع بل ونرى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها على يد «داعش»....
وهكذا أتهمت من قبل الجهات الأممية بإنتهاك حقوق الإنسان وبارتكاب جرائم حرب .. وأدرجت «كمنظمة إرهابية»من قبل الكثير من الدول منها الاتحاد الأوربي وأمريكا ..
وأصبحت توصم بالتطهير العرقي في شمال العراق .. الأمر الذي جعل العالم ولكن متأخرا ومتراخيا في مواجهة «داعش» ..
ومن المؤسف أن هذا التنظيم يُجر ويُوظف في تنفيذ الأجندة التي تقوم عليها القوى الخبيثة في العالم .. والتي تسعى إلى تقسيم العراق إلى دويلات !!!!! ... وتغيير خريطة العالم العربي وإنشاء ما يعرف بالشرق الأوسط الكبير ..
وهكذا شهدت السنوات السابقة تقدما ملحوظا لهذا التنظيم في كثير من الجهات إلى أن توقف بعد إنشاء ما سمي بالتحالف لمحاربة «داعش» ..
ولعل من أهم أهدافه أنه يحارب كل من يخالفه في الرأي والاتجاه .. بل ويصفهم بالردة والشرك والنفاق بل ويستحل دماءهم .. وقد شهدت دولا بعينها عمليات انتحارية قامت بها «داعش»... أودت بحياة الكثير والكثير من الأبرياء ...
ولقد بلغ من خطورة «داعش» أن أصبح لها رايات ترفع في دولا متعددة منها :
نيجيريا «بوكو حرام»
والصومال «حركة الشباب»
وليبيا «أنصار الشريعة»
وأفغانستان «خراسان»
وجنوب الفلبين «جماعة أبو سياف»
وسيناء مصر «أنصار بيت المقدس» ...
والحق أن داعش مهما كانت الظروف التي نشأت فيها فإنها سبه نالت من ديننا .. وأتهمت أمتنا بالعنف والإرهاب .. واتخذتها قوى الشر ذريعة لكي تمضي في خطتها في إضعاف المسلمين .. وتهديدهم ومطاردتهم في كل بقاع العالم ... وإلقاء التهم عليها بحق وبدون حق .. بل فتحت «داعش» الباب على مصرعيه للنيل من النبي «صلى الله عليه وسلم» وكتابه الكريم القران العظيم ... وسائر مقدسات المسلمين ..
خاصة أنها تنطلق منه ادعاءا .. وتستقي فكرها منه زورا ... ويقوم منهجها عليه بلا استناد إلى حجه أودليلا ..
الأمر الذي استوجب على العقلاء بل والعلماء .. أن يكشفوا زيفهم .. ويبطلوا زعمهم .. ويفندوا اراءهم ويدحضوا حججهم ... أمام العالم أجمع ..
ومن هنا حذرت هيئة كبار العلماء في السعودية من داعش قائلة : بأن الواجب على جميع المسلمين .. محاربة الفكر الداعشي الذي يهدف لتمزيق بلاد المسلمين ..
كما وصفتها بأنها دسيسة على الإسلام .. صنعتها أياد خفية لتشويه الإسلام ... كما وصف الأزهر الشريف الحملات العالمية التي تطلقها داعش لجذب الشباب إليها بأنها ضالة ومُضلة غرضها زعزعة أمن الأوطان والنيل من استقرارها وزلزلة أركانها.. والإسلام من شعاراتهم براء ..
كما أكد الأزهر على أنهم خوارج هذه الأمة وبغاة يجب قتالهم ...
كما دعا الأزهر بعدم الإنخداع وراء هذه الدعوات التي يطلقها هؤلاء الجهال المتطرفون الذين لا يعرفون عن تعاليم دينهم شيئا ...
وشدّد على أن من يطلق عليهم تنظيم داعش إنما هم خوارج وبغاة يجب على ولاة الأمر قتالهم ودحرهم وتأمين الناس والشعوب من شرورهم وفتنتهم المضلة حيث كانوا ...
كما ندد الأزهر بداعش التي تهدف إلى تشويه الإسلام وتقديم صورة كريهه وظالمة عن هذا الدين ...
ومن الغريب أن يتهم الأزهر ..لأنه لم يصدر فتوى بكفرهم مع إدانته لهم والتحذير منهم .. وإسقاط أحكام حد الحرابة عليهم ..
وكأن تكفير «داعش» هو الحل السحري للتخلص منهم أو هو الذي سيقضي عليهم ويشتتهم .. والحقيقة لو حكم الأزهر بكفرهم لصار مثلهم وابتلينا بفتنة التكفير ولصارت على ألسنة العامة والخاصة ..
ويكفي أن يقال عنهم أن أفعالهم لا تصدر من المسلمين .. وأنهم مبتدعه قاموا بكل ألوان الفساد وأنهم بغاة .. ادعوا الخلافة وهم محاربون قاموا بإشاعة الفساد وهتك الأعراض وقتل الأنفس ثم انتهوا إلى تكفير الأمة....
أما عن انتقاد الذي يوجه إلى الأزهر فإن في نفوس أصحابه غصة من دوره ووجوده .. وهذا أمر لا مجال له في هذا الموضوع .. سوف نفرد له حديثا آخرا ..
وإن ما يعيننا أن نبحث عن سر هذه القوة التي تتمتع بها «داعش» من حيث العتاد والسلاح .. وهذا يدعونا إلى السؤال هو : ما هي مصادر التمويل لداعــش ؟؟!!!! ...
مصادر التمويل لداعش متعددة وكلها مشبوه منها احتلال الأراضي والاستيلاء على البنوك والإتجار في النفط والغاز والابتزاز والاختطاف ...
ومنها الدعم الأجنبي الذي يمثل لغزا كبيرا ..
ومنها شبكات الاتصال الحديثة ...
ومنها تجارة البشر ...
وهي واحدة من أهم مصادر التمويل لدى «داعش» وهذا يكشف عن حجم الإجرام الذي تعيش في هذه الفئة الباغية ..
واسمحوا لي أن نتحدث عن داعش ومصر ..
هذا التنظيم يدعي أنه قادر على تهديد مصر وحاول الإستيلاء على سيناء ولا يزال بالعمليات الموجه ضد الجيش وجنوده بالدرجة الأولى وكذلك الشرطة المصرية من خلال المفخخات والعمليات الانتحارية ..
بل أنه قد بلغ من غروره أنه يحذر أبناء سيناء المتعاونين مع الجيش المصري بالذبح ... مما يدل على أنه يسير إما بهمجية وغرور مطلق دون أن يحسب حسابات ما يقدم عليه من أعمال إرهابية هكذا .. وإما أنه بالفعل موجه بأجندة «صهيو أمريكية» ضد محاولات اختراق مصر لإسقاطها .. وفي الحالتين ... ينم وضعهما عن أن وراءهم تلك القوة العظمى لتكون خير دليل على المؤامرة .. من حيث تلك الجرأة واستمرارها ... ونوعية السلاح وكمه .. وكيفية استخدامه والتدريب عليه ...
ولكن ورغم غصة ما حدث .. ورغم الخسارة الفادحة لدماء أبنائنا الغاليين التي ارتوت ولا يزال يرتوي بها درع وسيف حماية الوطن ... والاستبسال في الزود عنه بحماية أرض سيناء الحبيبة ... من خلال تمكن القوات المسلحة المصرية في شمال سيناء من قتل أخطر العناصر من تنظيم أنصار بيت المقدس «داعش سيناء» ... وما كبدته من خسائر فادحة ...
رغم خطورة وعنف الأحداث في سيناء .. وغلاوة أبنائنا هناك .. إلا أن جسارة الجيش المصري الذي يعطي درسا وعظة وعبرة ويعطي وعدا ووعيدا لتعجيزهم .. وتكسير عظامهم .. والأهم هو إجهاض حلمهم .. حلم الولاية على سيناء ..
وأيضا للحديث عن سيناء وعن أبنائنا .. من القوات المسلحة وكذلك الشرطة المصرية .. لأن سيناء ليست ملكهما وحدهما فقط .. حتى يظلا بمفردهما يتصديان للدفاع والزود عنها .. بل هي ملك لكل المصريين .. وأمانها الذي هو مسئولية القوات المسلحة وحدها فقط حتى الآن.. هو أمان كل المصريين ..
لذلك على كل المصريين الإشتراك في تأمين وحماية سيناء .. على كل المصريين كل حسب امكاناته وطاقاته ووسيلته ..
لابد أن تكون هناك إيجابية على مستوى الشعب المصري بأسره .. وأن تكون هناك مسئولية .. مما يستلزم تحرك الدولة باستغلال كل طاقات الشعب وكذلك مؤسساتها .. بالالتحام مع أبنائنا من الجيش والشرطة في حماية سيناء ..
على الدولة الإستفادة من طاقات الشباب بل والرجال .. في كل مكان في مصر .. وتطويعها لخدمة سيناء .. تعميرا وحماية لها ..
لابد من استثمار طاقات الشباب و رؤوس الأموال .. ليكون لسيناء نصيب أعظما فيها .. وإلا ضاعت سيناء .. وبالتالي ضاعت مصر ...
ليس من المعقول .. بل ومن المستحيل .. أن يظل هناك في سيناء .. مقاتلون .. منضالون .. مجاهدون .. يقدمون أرواحهم كل لحظة ولهم أخوان مصريين هنا داخل البلاد .. يعيشون حياة اللهو والعبث والترف الغبي غير الرشيد .. يحيون حفلات «البول بارتي » وغيرها من المعلن والخفي ..
وكذلك حفلات التسلية على وسائل التواصل الإجتماعي على رأسها «فيس بوك» بــ«السفسطة» و«الفزلكة» وادعاء «الجهبزة» وادعاء المعرفة وصولا إلى أعلى الدرجات العلمية بلا اعتبار لأي شيئ .. فضلا أساسا عن التفريط في مواقع العمل في كل مكان للإنشغال بهذا الفيس بوك... المريض ... الذي تنتقل آفاته المرضية إلى كل من يتعرف عليه .. حتى يقع تحت ادمانه المريض ... لنزيد بذلك من كارثة البطالة .. نحن في أعمالنا ولكنها معطلة لإنشغالنا بالفيس بوك .. لنقع بين شقي رحا بطالتين .. بطالة في المنزل وبطالة في العمل ...
من المستحيل أننا في حالة حرب وهناك أبناء يموتون في سيناء .. لحماية أبناء آخرين عابثين لاهين مدللدين غير مسئولين مغيبين في الداخل .. من يقول ذلك ؟؟؟!!! ... حـــرام والله حــرام ...
نحن في حالة حرب تتطلب تطويع كل الطاقات .. واستيعاب كل القدرات ... فحماية سيناء حماية وطنية تستلزم كل الأيادي .. لابد من وجود صفوف ظهيرة للجيش المصري في سيناء ..
أكرر ما قلته سابقا .. فتح أبواب التطوع .. واستغلال طاقاتهم لحماية بلدهم أو بحمايتهم التي بدأت تستغلها داعش وشركاءها ...