شوفي يا مصر
سعيد يحيى ورضا فرحات.. مصرالجميلة
هما وجهان مصريان ومشرفان للعطاء بلا اسم وبلا حدود . ولا يعنيهما الأسم ولا اللقب ولا التكريم ولا التحية - حقيقة – لأنهما يؤمنان بأن الانسان اسهام وبناء ومشاركة . ولا يؤمن الوجهان المشرقان الا بعطاء الانسان وعطاء المواطن ما دام يستطيع المنح والمساهمة ، حتى ولو كان اسهامه كلمة طيبة أو بالحضور المجرد . وهم حريصان على الحضور في كل ما يمكنهما الحضور فيه وبغزارة ، حتى ليكاد المرء يتساءل بينه وبين نفسه عن هذه الطاقة التي لا تنضب في مواجهة سيول الحياة وتحدياتها المباغتة على كل المستويات . ولا حسد لهما ، ولكن غبطة . فالمرء يسعد ويتهلل كلما التقى مصريا مثلهما ، ويشعر بالأمل والانشراح في ظروف عامة صعيبة وغير تقليدية .
الأستاذ الدكتور سعيد يحيى هو رئيس مجلس ادارة صندوق الجالية المصرية في جدة بالمملكة العربية السعودية وأستاذ القانون بجامعة الزقازيق سابقا وبجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية سابقا . والألقاب والمناصب كثيرة ، ولكنها قد تعجز عن منح الرجل ما يستحقه من مكانة وعرفان لعطائه وصبره وتبرعاته الكثيرة ومثابرته في خدمة الغير - سواء كأستاذ جامعى تخرجت على يديه الكثير من الأجيال التي تعمل في مجالات عديدة في القضاء وفي المحاماة وفي الاستشارات القانونية في مصر وفي المملكة العربية السعودية ، أو كراع لجالية مصرية كبيرة وهى الأكبر على الاطلاق خارج مصر . ومن يعش في جدة الجميلة وبين أهلها الطيبين من السعوديين ومن المقيمين والزائرين والمترددين الدائمين المصريين من مصر ومن كل بلد آخر ، يدرك حجم الحراك اليومي الهادر في جدة وحولها ، ويدرك حجم الاسهام المطلوب ممن يضطلعون بالعمل العام فيها . فسعيد يحيى ومحمد أبو العيش ومحمد الرزاز وعبد الوهاب محمد - رعاة صندوق رعاية المصريين في جدة - هم جبال حقيقية تكبر وتضخم قيمة وعطاء كل يوم ولا تقل أبدا بأنفاس تستلهم هداية ألله - سبحانه تعالى - كل يوم وتخطو الى يومها عازمة على مد يد العون الى بلدها والى كل قادم منها بلا تمييز .
اللواء رضا فرحات هو محافظ الدقهلية ، وهو حافظ لشيم الكرام العاملين في سكينة ومثابرة متواصلة تراها حين تعاشره في عمل . فلا رياء في رضا فرحات أبدا . فهو في صبره وعمله أشبه بأيام الصيف المشرقة التي لا تنقطع . وكلما غادرك يوم أطل عليك يوم آخر من أيامه الأكثر اشراقا وتفاؤلا . فالرجل شىء من العطاء والانفتاح على العالم كله . وقد لا يعرفه البعض ممن خدمهم ، وهو لا يعبء بدعاية ولا برسميات ، بل يعبء بالجوهر . ويهتم رضا فرحات بأن يكون جزء من الحل وليس جزء من المشكلة .
جدة غير – كما يقول السعوديون – فهى بلد جميلة ، ولكنها أجمل بوجود سعيد يحيى ورفاقه وبمشاركة أناس في خلق رضا فرحات . ولأنني أحب بلدي ، فانني أتساءل : هل يصبح الأستاذ الدكتور سعيد يحيى وزيرا لشئون المصريين في الخارج ؟! حفظ ألله مصر ورئيسها ووفقه وقادتنا الى ما فيه الخير .