عبد المنعم البراشي يكتب: الرياضة أخلاق لا عراك
الشعب السوداني الشقيق شعب طيب، لا يضمر في نفسه الكراهية لأحد، يحمل المحبة للجميع، تشعر به دائمآ في الغربة، فهم جالية متماسكة، يسعى كل منهم لخدمة أبناء جلدته، لكن هالني ما شاهدته و انا اتابع مع الأصدقاء أمس المباراة المرتقبة التي جمعت الهلال السوداني والأهلي المصري في ام درمان وسط حشد جماهيري ناهز الستين الف متفرج.
بدأت المباراة بعنف شديد من لاعبي الهلال مما دفع نجم المباراة الأول وبلا منازع الحكم المغربي رضوان جيد إلى إخراج الكارت الأصفر للسيطرة على الموقف، و عقب تسجيل النادي الأهلي لهدفه المبكر في بداية الشوط الثاني تحولت المباراة إلى ما يشبه بالثكنة العسكرية، واندفع الجمهور الهلالي إلى أرض الملعب في منظر غير حضاري استاء منه الجميع، و اطلقوا الشماريخ من المدرجات فحولت سماء الاستاد إلى ما يشبه دخان الحرائق، و لعب الأمن السوداني دورا هاما في السيطرة على مجريات الأمور .
و اسمح لي عزيزي القاريء بألا أخوض في الأمور الفنية للمباراة فأنا لست ناقدا رياضيا، لكن دعني أسلط الضوء على الأشياء المؤسفة غير المعهودة من الجمهور السوداني، والتي كادت أن تفسد المباراة، لكن براعة الحكم المغربي الذي تحمل فوق طاقته ما لا يطيق قبل و أثناء و بعد المباراة حالت دون ذلك، فالحكم استأنف المباراة و قادها إلى بر الأمان حرصاً على سلامة اللاعبين مما عكس بجلاء بأنه من أفضل الحكام في القارة الأفريقية، و جدير بالترشح لمونديال 2022 م.
و ختاما اقول : الرياضة منهج لتعزيز القيم الإيجابية و الأخلاق الرفيعة لا للعنف و العراك و التوتر، و الذي شاهدناه بالأمس لا يمت للرياضة بأي حال من الأحوال. مبروك للأهلي صعوده لدور الثمانية، و حظ أوفر للهلال السوداني في البطولات المقبلة.