نصر السيسي ونصر أكتوبر
لأول مرة منذ سنوات طويلة يحس المرء بطعم مختلف في ذكرى أكتوبر المجيد . ولأول مرة منذ سنوات طويلة تصدر الفرحة بهذه الذكرى ممزوجة بإمتلاء متزايد يحل محل خواء قديم صدء أبلته الأيام والشهور والسنين وتصاريف الزمن . نعم لهذا الإمتلاء الحميد المبشر الناشط في الجسد المصري كله من عقله المدبر إلى أقصى جنبات صعيده وأركان ريفه وأرضه في كل مكان في وطننا . نعم للرئيس السيسي صاحب هذا النصر الحقيقي . نصر الفعل على الوعود ونصر الوفاء على النكوص .
لقد كان نصر أكتوبر عظيما مؤزرا بعيد المعاني والنتائج منذ تحقق والى يومنا هذا . ومن حسناته أنه كشف لنا حينها عن الأصداقاء كما كشف عن الناكصين والمتخاذلين . وكشف لنا عن كثير من نقاط قوتنا كما كشف عن بعض نقاط ضعفنا ، شأنه في ذلك شأن كل حادث جلل يمر بأمة عظيمة تتطلع الى مستقبل عظيم واعد من السلام والتقدم والرخاء . ولكن فرحتنا بنصر أكتوبر ظلت حبيسة الصدور مقيدة النطاق لا تبرح مكانها االذي ولدت فيه ، فلم نبن عليها كثيرا ولم نرفع بها شأننا عاليا كما رفعنا نصر أكتوبر ، ولكننا واصلنا الاحتفالات في كل عام بلا توقف . واصنا الاحتفالات ، بينما نحن نقترض لنقتات ونقترض لندفع رواتب جهاز حكومي متضخم مترهل ومتزايد النفقات والأعطاب ومتراجع الانتاج . واصلنا الاحتفالات ونحن نقترض لنسد جوعنا ونستورد ما نحتاج من مأكل ، ثم نقترض لنواصل التنفس والبقاء على قيد الحياة . كنا نقترض ونواصل الاحتفال والغناء لنصر أكتوبر العظيم ، بينما ترتفع الديون جبالا في الداخل وترتفع جبالا لدى الدائنين الخارجيين هنا وهناك ، وطابور البطالة يزداد طولا ويتجرع ألما ، ونحن لا ننتج شيئا ونفرقع الخطب الطويلة ونطلق عواصف التصفيق الحاد لكلمات معسولة تجرنا الى عام جديد من الخواء والحلم بوظيفة عليلة والعلاوة التي لا تشتري شيئا بجنيه فقد كثيرا من وزنه وبات عليلا مريضا منذ سنوات الكلمات الدخانية المسكنة .
ان احتفالنا اليوم بنصر أكتوبر المجيد هو احتفال سعيد وحقيقي- رغم آلامنا الوااضحة ورغم متاعبنا الكثيرة ورغم الجهود العظيمة المطلوبة – لأنها آلام العلاج الناجع المشرف الذي يسعى بنا الى الخلاص من عثرات السنين وأطنان الديون وركود النوم ومرارة الخيبة وقصة أمنا الغولة ونظرية المؤامرة التعيسة التى تبرر الهزيمة وتدعونا الى لعق ما يسقط عن موائد الغير .
ان اختيارنا للرئيس السيسي لهو نصر . وما حققه الرئيس السيسي من خطوات هامة في كل موقع في الداخل وفي الخارج - من خلال عمله حتى الآن - لهو شىء يدعو الى الفخر ، ويجعل من نصر أكتوبر نصرا حقيقيا مشرفا .
اليوم نسنتطيع أن نحتفل بنصر أكتوبر المجيد بصدور منشرحة ، لأننا نكافح من أجل الغد بكل قوة ونتحمل الألم – مثل سائر الأمم المتقدمة - لنستحق الحياة . وليست فرحتنا خاوية ، لأن الغد سيكون مختلفا مع رئيس جاد ومخلص وخلاق ويحلم لوطنه مصر قبل أن يحلم لنفسه بالمجد . حفظ ألله مصر ورئيسها ووفقه وقادتها الى كل خير .