د. الخشت: علينا أن ندرك التمييز بين الدين والخطاب الديني ومن ينكر السببية ينكر منطوق الوحي
د. الخشت في ندوة "استعادة الوعي" بكلية دار العلوم: تقدم الأمم يرتبط بالوعي والتفكير السليم وهو مافعله الأنبياء بتغيير الوعي وضبط عملية التفكير الانتماء والولاء لايعني السير وراء القدماء لأن القرآن أمرنا باتباع الحجج العقلية
افتتح الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، ندوة "استعادة الوعي" بكلية دار العلوم، وذلك بحضور الدكتور عبد الراضي عبد المحسن عميد كلية دار العلوم، والأستاذ محمود بكري، والأستاذ صبري الجندي، والاستاذ محمد ثروت، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالكلية.
وقال الدكتور محمد الخشت، إن التقدم والسلوك يرتبط بالوعي والتفكير الذي يحكم العقل فالتفكير السليم يترتب عليه تصرفات صحيحه والعكس صحيح ولذلك فكانت الخطوة الأولى للأنبياء هي تغيير الوعي وضبط عملية التفكير، مؤكدًا أن الإنتماء والولاء لا يعني السير وراء كل معلومة يقولها القدماء؛ لأن القرآن الكريم أمرنا بإتباع الحجج العقلية. وأوضح رئيس الجامعة، أن الدين هو القرآن والسنة الصحيحة فقط، وما جاء بعد ذلك هو خطاب ديني بشري.
ولابد من الانتباه إلى المغالطات والحجج السوفسطائية التي قد يستخدمها البعض ويجب التمييز بين الدين والخطاب الديني، فالخطاب الديني البشري هو الذي يجري عليه التطوير والتجديد وليس الدين نفسه.
وقال الدكتور الخشت، إن من ينكر السببية فهو ينكر النص، مشيرًا إلى ضرورة الانتباه إلى طرق التفكير والوعي وضرورة إدراك أن المطلق عكسه النسبي، وأن واليقين عكسه الشك، فالمطلق هو الله سبحانه وتعالى أما المخلوقات في نسبية، وطبيعة المعرفة الإنسانية نسبية، قائلاً: نحن أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم.
وأكد الدكتور محمد الخشت، على دعم دور كلية دار العلوم في تطوير الوعي وطرق التفكير لدى الطلاب والذي يأتي كجزء من مشروع الجامعة ككل لتطوير العقل المصري لتغيير طرق التفكير والذي يعتمد على الأخذ بالأسباب ويندرج تحته عدة مشروعات من بينها ربط الإصلاح الديني بالإصلاح الاقتصادي الذي يعتمد في الأساس على التفكير فعندما بدأ الاقتصاد العالمي يتغير مع مطلع عصر النهضة الأوربية، كان من أهم اسباب التغيير تطبيق فكرة جديدة هي "دعه يعمل دعه يمر".
ومن جانبه، قال الدكتور عبد الراضي عميد كلية دار العلوم، إن مشروع استعادة الوعي يخدم استراتيجية الجامعة في رؤيتها نحو تطوير العقل المصري وتأسيس خطاب ديني دعامته العقل والوعي الصحيح، مضيفًا أن هذا المشروع يلقى الدعم الكامل من رئيس الجامعة، وتقدم إليه نحو 400 طالب وطالبة بهدف استعادة الوعي الذاتي في المجال الديني والأخلاقي والفكري والبعد الاجتماعي.
وتحدث الاستاذ محمود بكري عن أهمية تغيير طرق التفكير وتطوير الوعي. وأشاد الأستاذ صبري الجندي، برئيس جامعة القاهرة لكونه مفكرًا ومجددًا ولديه القدرة على الإبداع العلمي والفكري واستطاع تحريك الكثير من المياه الراكدة في الفكر المصري، مضيفًا أن جامعة القاهرة استعادت الوعي التنويري المفقود في دعم ومساندة الدولة المصرية وتمكين الشباب.
جدير بالذكر أن مشروع استعادة الوعي بكلية دار العلوم، يهدف إلى تفكيك الفكر المتطرف وتعزيز ثقافة التعايش والتسامح مع الآخر، وترسيخ مفهوم المواطنة واستلهام واستحضار روح الهوية الوطنية المصرية، وتدريب الطلاب على العمل التطوعي، وتأهيلهم لسوق العمل بعد التخرج، وتنمية المهارات العلمية التخصصية والمهارات الشخصية لمواجهة الكوارث والأزمات ومهارات القيادة والعمل ضمن فريق، وتنمية المواهب الإبداعية وصقلها والتثقيف المتميز ويمنح الدارس شهادة اجتياز تفتح له آفاق العمل، وذلك من خلال لقاءات ثقافية، وورش عمل، وتنمية مهارات فن القيادة، وأنشطة تنافسية أخرى.