قلوب عامرة
تحتضن المملكة العربية السعودية مجموعة من مشاهير قُرَّاء القرآن الكريم فى العالم الإسلامى، واسمح لى -عزيزى القارئ- بأن أسلط الضوء على واحد من هؤلاء المشاهير، انكب على القرآن تلاوةً وحفظاً، وتردد صوته فى رحاب الحرمين الشريفين.
لقد أثر القرآن الكريم فيه، فصار يحاول أن يُجسده واقعاً فى حياته من خلال محافظته على التخلق بأخلاق الإسلام السمحة، وأمَّ جموع المصلين فى صلاة التراويح خلال الشهر الكريم بالمسجد الحرام، فأحبه كل من سمعه؛ لعذوبة صوته، وتلاوته الندية التى تأسر القلوب، إنه فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلى.
نشأ الشيخ مجاوراً للمسجد النبوى، والتحق بحلقات القرآن الكريم، وحصل على درجتى الماجستير ثم الدكتوراه، وفى شهر رجب عام 1428هـ عُين إماماً رسمياً بالمسجد الحرام بمكة المكرمة إلى يومنا هذا، ويعمل فضيلته محاضراً بجامعة أم القرى فى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم القضاء، وتم ترقيته مؤخراً إلى وظيفة أستاذ مشارك، وله نشاطات وزيارات خارج المملكة؛ للمساهمة فى نشر الدعوة إلى الله، وخدمة القرآن الكريم.
ومن مناقب الشيخ الدكتور ماهر المعيقلى، والتى لا تُنسى حيث ستظل راسخة وعالقة فى الأذهان، مواساته للناس عند فقد عزيز لديهم، وهذا ما حدث معى شخصياً، ففى لفتة إنسانية غير مستغربة واسانا فضيلته فى وفاة والدى بمصر -رحمه الله- والذى وافته المنية عندما كان يؤم المصلين فى صلاة الفجر مما كان له جميل الأثر فى نفوسنا، حيث عكست بجلاء عن التخفيف من مصيبتنا، فجزى الله فضيلته عنا خير الجزاء.
أتوق دائماً للاستماع إلى خطبة الجمعة التى يلقيها فضيلته فى المسجد الحرام، بل وأسعى جاهداً لتفريغها على وجه السرعة؛ كى يتسنى نشرها فى وسائل الإعلام السعودية أو المصرية، وأنال شرف السبق.
وختاماً أقول: لقد وهب الله فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلى قبولاً ومحبةً فى قلوب الناس، فالمسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها يتشوقون لسماع صوته فى كل وقت وحين، وفق الله الشيخ، وأئمة الحرمين الشريفين، وسدد على الدرب خطاهم.