أكتوبر.. النصر والكرامة
إن فى حياة الأمم والشعوب أياماً سطرها التاريخ بأحرف من نور وها نحن الآن نعيش فى مصر الذكرى الوطنية الخالدة لانتصار حرب أكتوبر ٧٣ بعد مرور سبعة وأربعين عاماً، فقد انطلق أسود الجيش المصرى؛ ليرفعوا علم الوطن خفاقا فوق سيناء -بفضل من الله- واستردت مصر بأرواح شهدائها، ودماء أبطالها شرف الوطن وكبريائه، ومحت من سيناء وصمة الاحتلال.
إن ذكرى انتصار أكتوبر مناسبة عزيزة تتعاقب كل عام؛ لتغرس فى نفوس الأبناء الانتماء وحب الوطن، فهى تعبير فريد عن إرادة أمة وتماسك شعب استمد من تاريخه العريق صلابة وقوة لا تقهر، وستبقى نقطة تحول فى تاريخنا ورمزا لشموخ مصر، فالمصريون يعيشون لحظاتها بالفخر والاعتزاز ويستعيدون ماضياً تليدا ً ويستلهمون القصص البطولية التى سطرها رجال الجيش المصرى، وتعى الأجيال قصة أمانة قيادة، ووفاء شعب، وسيظل نصر أكتوبر دليلًا واضحًا وبرهاناً ساطعاً على عزيمة المصريين الذين كبحوا جماح غرور العدو المتغطرس، وأفقدوه توازنه، وحطموا أسطورة أن الجيش الإسرائيلى لا يقهر، فقد تمكنت قواتنا المسلحة الباسلة من اقتحام مانع قناة السويس الصلب واجتياح خط برليف المنيع، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة.
إن ما حققه رجال قواتنا المسلحة فى هذه الملحمة البطولية سيظل محفورا فى تاريخنا أبد الدهر لما ضربوه من أروع الأمثلة فى البطولة والفداء والتضحية من أجل استرداد كرامة وتراب الوطن.
إننا فى ذكرى النصر وغمرة الاحتفال نوجه التحية لرجال قواتنا المسلحة والدعاء لشهدائنا الأبرار الذين قدموا حياتهم فداء للوطن وروت دماؤهم الغالية تراب سيناء المقدس فأثمر لنا نصراً وسلاماً، ولا يفوتنا التحية إلى روح البطل الشهيد أنور السادات الذى وضع مصلحة الوطن فوق أى اعتبار.
وختاماً أقول: يجب علينا نحن المصريين أن نستلهم روح أكتوبر؛ لتحقيق المزيد من الإنجازات، ودفع عجلة التنمية، والله أسأل أن يديم على مصرنا الحبيبة الأمن والأمان فى ظل قيادتها الرشيدة، وتحيا مصر.