مسلمون رغم أنف ترامب كوميديان أمريكا والعالم
رحم الله الأخ العقيد معمر القذافي وتغمده بمغفرته الواسعة ، فقد أسعدنا العقيد مرات كثيرة وعلى مدى سنوات طويلة بما يتفتق عنه زهنه أحيانا من أفكار وتعبيرات وردود تثير الاستغراب والدهشة والضحك وتجعلك تشعر بالرثاء على حالك وحال العرب أحيانا .
أذكر أن قناة الأوروبيت - في عام 1998 - استضافت سعادة الأخ العقيد القذافي حيث كان ذلك البرنامج المضيف يستقبل تساؤلات المشاهدين الكرماء عبر الهاتف ليجيب عليها الضيف الكريم . وحدث أن اتصل أحد المشاهدين موجها حديثه الى الرئيس الليبي السابق : سعادة العقيد ... فقاطعه الزعيم الليبي السابق برفق قائلا : لا تقل عقيد ! ... قل الأخ .. فتابع المتصل : ماشي .. الأخ العقيد ... فقاطعه الزعيم برفق لا تقل عقيد ... فتابع المتصل .. الأخ القذافي ، لماذا لا تكتفي بسنوات حكمك الطويلة وتترك الفرصة لغيرك ؟! ألا يكفي ما قضيته في الحكم ؟! ... فبدى على الزعيم الليبي الدهشة والاستغراب ، ثم عاد برأسه الى الوراء وتلفت يمنة ويسرة وضحك موجها حديثه الى المتصل : واشمعنى أنا ؟! ... قول لبقية الحكام العرب يسيبوا الحكم هم كمان وأنا أسيبه ، وراح يضحك ويضحكنا جميعا بخفة دمه رحمه ألله فلا يجوز عليه الا الرحمة والمغفرة .
اليوم ، ولآن التاريخ يعيد نفسه من جديد – كما يقولون – فقد طفا على سطح حياتنا نجم سياسي كوميدي آخر ليضحكنا أحيانا ويثير دهشتنا أحيانا وأستغرابنا أحيانا في جده وهزله الخطير العواقب والتوابع المحتملة على شعبه وعلى شعوب أخرى وأناس آخرين ، وهو المرشح الرئاسي دونالد ترامب . وأحاجي وقصص ترامب كثيرة مثيرة ، وتزداد اثارة كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية . وآخر أحاجي ترامب التي وصلتني أنه سيشدد الفحص على كل مسلم يدخل الولايات االمتحدة الألمتحدة الأمريكية كما يقول الخبر الذي تبثه أشرطة الأخبار اليوم . وهو في الحقيقة كلام تعيس بأس وقد يثير الضحك والرثاء للمرشح الرئاسي الذي نسى - أو ضل عنه - أن ثاني أكبر ديانة في الولايات المتحدة الأمريكية هى الاسلام ، وأن عدد المسلمين في بلده الصديقة قد يقترب من نصف سكان الولايات المتحدة الأمريكية . كما نسى المرشح الرئاسي أن بلده الصديقة هى قلعة الديمقراطية في العالم ، فكيف ستسوغ له سلطاته اضطهاد المسلمين كافة – باسم الأمن أو غيره - ناهيك عن ما سيكون من ردود أفعال العالم أجمع وليس العالم الاسلامي وحده .
من قبل ذلك كانت هناك قصص كثيرة ، ومنها قصة بناء السور العظيم على حساب اختنا المكسيك ليحول المرشح الرئاسي دون قدوم المواطن المكسيكي الى الولايات المتحدة .
كوميديا سوداء بطلها دونالد ترامب الذي يشعر بعض مواطنيه بالحرج - حيثما كانوا – كلما جاءت سيرته ويغرقون في محاولات لتبرير ما لا ذنب لهم فيه . ونسى حضرة المرشح العظيم أيضا أن بلاده لا تعيش وحدها وأنها تحتاج الى غيرها كما يحتاج الغير اليها ، وأن هناك قيما انسانية وأخلاقا وقيما دينية وتقاليدا والتزامات ومعاهدات واتفاقات دولية ومنظمات وحقوقا كثيرة للآخرين ، وليس له فقط ولمحبيه .
نحن مسلمون – ولله الحمد – رغم أنف ترامب ، وان كان صاحب كوميديا لا تسلوها الحياة ولا ننكرها عليه أبدا . وسوف يمضي ترامب الى حاله وحيدا ونبقى نحن مسلمين أعزاء ونعتز بصداقة الولايات المتحدة الأمريكية والقرب منها والتعامل معها . حفظ ألله مصر ورئيسها ووفقه وقادتها الى كل خير.