سلاماً على مَنْ يبنى العقول
تُعد رسالة المعلم من أسمى وأشرف الرسالات، وأمانة عظيمة؛ لكونها رسالة الأنبياء، وهى أيضاً رسالة بناء الإنسان، الذى كرمه الله على هذه الأرض، ولا يقوم بهذه الرسالة إلا صفوة الناس وخيارهم، ولا ينهض بها إلا من عرف طريق العلم، فسلاماً على من يبنى العقول، ويرعاها بمداد قلمه وعلمه.
إن المعلم ركن أساسى فى عملية التنمية؛ لكونه رجل الأمن الأول، فعلى يديه يتحدد النجاح أو الفشل، والوصول إلى قلوب طلابه أمر يسير، والطريق إلى محبتهم له أو محبته لهم قريب، وذلك من خلال التفانى، والمثابرة والإخلاص فى العمل، وعلى المعلم أن يسعى دائماً للاطلاع على كل ما هو جديد فى مجال تخصصه، فالدول لا تنهض إلا بالتعليم ولا يكون ذلك إلا بالمعلم المتمكن فى عمله، الذى يوظف كل إمكاناته؛ لجذب الطلاب، وتحفيزهم على البحث عن المعلومات، والحقائق من مصادر المعرفة.
إن العالم يحتفى بالمعلم؛ إيماناً برسالته التربوية السامية فى بناء الإنسان وحضارته على مدى التاريخ، وتقديراً لجهوده المخلصة فى إعداد أجيال المستقبل، وتأكيداً على دوره المحورى فى العملية التعليمية، فشكراً لكل جهد مبذول من المعلم؛ لتمكين أبنائنا وبناتنا؛ ليحققوا رؤية وطننا الغالى.
ومن خلال المعلم يحصل الطالب على قدر من العلم، فبه تتسامى شخصية المسلم فهو الذى يكشف له طريق الحق والخير، وينير له مسالك الحياة فيمضى على هدى، مترسماً معالم الرشد والإصلاح، فتتميز شخصيته عن غيره، قال تعالى فى سورة الزمر: "قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب".
وختاماً أقول: من أجل العلم نقف تقديراً واحتراماً لكل معلم أدرك رسالته التربوية السامية، وقام بها على أكمل وجه، وها هو أمير الشعراء أحمد شوقى يقول فى حق المعلم:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.