مرور الجزيرة بالقاهرة
ساقتنى الظروف إلى زيارة مرور الجزيرة أو مجمع مرور الجزيرة بمنطقة السبتية بالقاهرة، وذلك لترخيص سيارة صغيرة جديدة وتجديد رخصة القيادة الخاصة بى والتى انتهت أثناء تواجدى بالخارج. وكنت -صراحة- متهيبا من الزحام المحتمل والصعوبات التى يقابلها المرء، مما يحكى الناس ويتحاكون عنه. وقد استغرقنى الأمر بضع ساعات فقط لأنهى كافة أمورى وأستلم اللوحتين الخاصتين بالسيارة ورخصة القيادة الخاصة الجديدة وتركيب الاستيكر الإلكترونى ومغادرة المجمع المرورى. فالمجتمع منظم ونظيف بعناية واهتمام - بصفة عامة - فى كافة أرجائه. ورئيس المجمع ضابط متيقظ يتابع كل شىء حوله ولا يجلس فى مكتب مغلق مع نفسه أو لنفسه، بل هو ورجاله يستقبلون المترددين ببشاشة ويستقبل كبار السن فى مكتبه الخاص ليرتاحوا حيثما تتم معاملاتهم ويغادرون المجمع المرورى فى سلام.
من الواضح أن وزارة الداخلية تبذل طاقة عظيمة من أجل تحديث الخدمات المتعلقة بالمرور والأمن، دون التحميل على المواطن أو إرهاقه قدر الإمكان. فالكشف الطبى سريع دقيق ويشمل فصيلة الدم ويقوم به طبيبتان ممتازتان، والكشف الأمنى يشمل كافة الجهات ذات الصلة، والاسم باللغتين العربية والإنجليزية بطريقة صحيحة وبعناية، ووصف السيارة يصاحبه شكل مطبوع يبين ويؤكد نوع السيارة، وحجم الرخصة فى حجم كارت البيزنس وبحواف مستديرة غير حادة أو جارحة. وخدمات التصوير الضوئى والأوراق والأدوات المكتبية متوفرة وقريبة، والجميع مهذب ومنضبط حتى نهاية اليوم، رغم ضغوط العمل وكثافة المترددين.
الكل فى مجمع مرور الجزيرة يعمل كالساعة -بدقة ونشاط- حتى تتم المعاملة سريعا ودون عطلة. كما أن دورات المياه المخصصة للمواطنين كافية ونظيفة ومناسبة، وهو أمر هام وصعب التحقيق فى مكان يرتاده جمهور كبير من الناس بصفة دائمة، ولا يمكن تجاهل المجهود المبذول من قبل رئاسة المجمع والقائمين عليه فى سبيل تحقيق هذا الهدف.
الرسوم أصبحت كثيرة وعالية نسبيا، ولكنى لم أرَ خدمة جيدة -فى أى بلد أجنبى زرته- دون تكلفة. كل جيد مكلف، ولا يوجد ما هو كامل. وما يبذله المقدم أحمد فج النور وفريقه من جهد فى مرور الجزيرة بالقاهرة لتقديم هذا المستوى الطيب من الخدمة يستحق التقدير.