أثر الكتابة على الفن
ابتداءً من الألفية السابعة قبل الميلاد؛ أصبحت الزخرفة الفخارية شكلاً رئيسياً من الفن فى بلاد ما بين النهرين "العراق حالياً" وإيران؛ كانت التقنية الأكثر شيوعًا هى طلاء التصاميم على خلفية الطين المصقول للأوعية باستخدام زلة تحولت إلى اللون الأحمر أو البرتقالى أو الأرجوانى أو البنى أو الأسودح استمد الخزافون الأوائل فى الشرق الأدنى من مجموعة واسعة من الزخارف التى اشتملت فى الغالب على تصميمات هندسية ذات أشكال مجسمة؛ شكلت التصاميم الهندسية المنظمة فى أفاريز متعددة أكثر الزخارف شيوعًا فى عصور ما قبل التاريخ؛ حيث تميزت المزهريات العالية بعدة صفوف متتالية من أنماط مختلفة وعرضت الأوانى الضحلة سجلات متحدة المركز حول فكرة مركزية؛ وكقاعدة عامة كان كل سجل يحتوى على فكرة واحدة تتكرر عدة مرات حسب الضرورة للإلتفاف حول محيط الإناء المزخرف؛ حيث تم رسم الزخارف المتكررة من مجموعة غنية تضمنت دوائر ومربعات ومستطيلات وسلالم وعظام متعرجة وأكليل وألواح مربعة ومتقاطعة وضفائر وشرائط رأسية وقطرية ورباعية؛ لربما كانت المثلثات هى الأكثر إستخدامًا حيث تمت معاملتها بعدة طرق محددة أو مطلية صلبة أو مملوئة بالتنقيط أو التظليل المتقاطع؛ لعبت الخطوط وهى أبسط أشكال التصميم الهندسى؛ دورًا مهمًا بشكل خاص فى تراكيب اللوحة فى الفترة السابقة؛ حيث تم استخدامها بعدة طرق؛ فقد يمكن تزيين الأوعية بخط واحد أو مجموعات من الخطوط المتوازية التى تبرز؛ بل وكانت الخطوط المستقيمة والملتوية والمتموجة والمكسورة والمتعرجة أيضًا من بين الأنماط المستخدمة بشكل متكرر لملء السجلات الزخرفية؛ بعد الأنماط الهندسية؛ احتلت تصاميم الحيوانات المرتبة الثانية فى زخرفة الفخار فى الشرق الأدنى خاصة فى إيران؛ فتم تمثيل العديد من أنواع الحيوانات على السفن بما فى ذلك الطيور والأسماك والكلاب والقطط والثيران والغزلان والماعز والحمير؛ وتشترك التراكيب التى لا حصر لها والمرسومة على فخاريات الفترة السابقة فى خصائص مهمة؛ فأكثر ما يلفت الانتباه هو التكرار؛ حيث تتكرر الأشكال الهندسية والحيوانية والبشرية عدة مرات حسب الضرورة لملء السجل الذى تنتمى إليه؛ وبعد انقطاع دام حوالى 600 عام عندما تم تلوين الفخار فى الشرق الأدنى باللون الأحمر الصلب أو الرمادى أو الأسود؛ استؤنفت لوحات التصميم مرة أخرى حيث تم تزيين جرار بلاد ما بين النهرين والفارسية بسجلات لأشكال هندسية وحيوانية وبشرية بلون قرمزى جديد؛ وواصلت بعض هذه التراكيب التقليد الهندسى القديم لكن البعض الآخر برز على أنه مختلف جوهريًا.
وظيفة الخطوط هى الاختلاف الرئيسى الثالث بين اللوحات الأمية والمتعلمة؛ حيث تم استخدام خطوط ما قبل التاريخ كمقسمات؛ وفى القرون الأولى من وجودها كانت الكتابة تستخدم حصريًا لتسجيل مداخل ونفقات البضائع ونقل المعلومات من خلال شكل وحجم العلامات وموقعها وترتيبها على اللوحة
خلال عصور ما قبل التاريخ؛ كانت اللوحات الفخارية تتكون من صور متكررة تشكل تصميمات جمالية مذهلة؛ وتغيرت تركيبات الرسم الفخارى بشكل أساسى فى فترة القراءة والكتابة لتصبح سرديًا؛ حيث تعامل رسامو الفخار مع أشكال الصورة وفقًا للمبادئ التى تحكم علامات النص؛ وهى ما تحاكى اللوحات الفخارية فى فترة القراءة والكتابة وبذلك تمكنت الصور من سرد قصص معقدة تتضمن شخصيات متعددة فى حين أن اللوحات الفخارية السابقة لا يمكن إلا أن تثير فكرة فقط.