واحد فى ستة ملايين
القيادة الذاتية فى المستقبل سوف تخفض معدل الحوادث الى حوالى واحد لكل ستة ملايين سيارة، وذلك وفقا لتنبؤات أهل التكنولوجيا الرقمية المنشورة. كثير من الناس لا يجيدون قيادة السيارات، لا لأنهم عاجزون عن استيعاب التعلم السليم فى الغالب الأعظم، ولكن لأنهم لا يهتمون بشىء ولا يعبأون حقيقة بما قد يحدث لهم أو لغيرهم على الطريق، سواء كان إنسانا أو حيوانا مسكينا. فالبعض يستمتع بقيادة السيارة وبعمل أشياء كثيرة دون الحاجة إلى إيلاء التفاصيل اهتماما كبيرا مزعجا لمزاجهم ولراحتهم ومغايرا لأسلوبهم الذى يحبون صياغة كل شىء حولهم به، وبذلك تصبح الدنيا وردية متناغمة مع أحلامهم. والأحلام والأمانى مشروعة للكل، ولكن ليس عندما تتعلق بالحياة، خاصة حياة الآخرين من إنسان وحيوان. فالقيادة يلزمها الاهتمام الكافى بالتفاصيل والإحاطة بالتطورات الواجبة وتدريب الذات على توخى الحذر ومراعاة قواعد الأمان والتقيد بقواعد المرور وحسن الخلق والتعاون المرورى مع النظام ومع رفقاء الطريق. ولا يمكن للمرء القيادة حقيقة دون تلك المحددات، وإلا نتج ما نحب وما لا يحمد عقباه من الحوادث الكثيرة التى بلغت مستويات عالية من الخطورة والإلحاح. ونظرة الى إعداد الوفيات الناتجة سنويا عن حوادث الطرق -فى كل بلاد العالم- يتضح لنا أبعاد مأساة قيادة السيارات، بالنسبة إلى الإنسان، ناهيك عن الخسائر فى أرواح الحيوانات أيضا.
الحيوانات مسكينة فى مواجهة السيارات، خاصة السيارات المسرعة والرافضة للالتفات إلى ما حولها بعناية قبل المرور فوق رقاب وأجساد كثير من الحيوانات على الطرق العادية وفوق الكبارى، لتموت الحيوانات البريئة ميتة السوء والعياذ بالله. أما فى مستقبل دنيا التكنولوجيا الرقمية الآخذة بيد العالم إلى عالم مختلف، فيتوقع المشتغلون بها أن تصبح السيارات مستقبلا ذات قيادة ذاتية لا دخل للإنسان فيها مطلقا. وما على الإنسان سوى أن يطلب السيارة ويبلغها بالعنوان المطلوب لتأخذه السيارة على الفور وفى سلام ودون حوادث إلى العنوان المطلوب. المهم فى القيادة الذاتية للسيارة المتوقعة مستقبلا -إن شاء الله- أن معدل الحوادث المتوقع سوف يهبط بشكل درامى عظيم إلى حوالى حادثة لكل ستة ملايين سيارة. فإذا هنأنا أنفسنا على هذا الخبر الجميل، فمؤكد أن عالم الحيوان ومحبيهم سيكونون أيضا سعداء جدا بهذا التقدم الحميد.