شكرًا للشرطة
كان يومه سعيدا طويلا، ولكنه كاد أن ينتهى نهاية غير موفقة حين توقف ظريف فجأة أمام منحنى طريق يؤدى إلى أحد الميادين العامة وهو يقود سيارته الحديثة التى اشتراها لتوه من أحد الوكلاء وقام بترخيصها صباح ذلك اليوم وهو سعيد مستبشر. فقد كانت السيارة الجديدة الأولى التى يشتريها ظريف فى حياته المليئة بالكفاح والعمل.
فوجئ ظريف بتقدم أحد ضباط المرور إليه مباشرة طالبا رخصة السيارة، وقد بدأ الضابط وكأنه رأى منكرا يستحق التصحيح فورا، مما دعا ظريف إلى الاستغراب والدهشة. فالسيارة جديدة ولم يكد يخرج بها من نقطة المرور التى رخصت السيارة ومنحتها لوحتيها. حيا ظريف الضابط وسأله: ما الأمر يا حضرة الضابط؟ هذه رخصة السيارة وهذه رخصة قيادتى أيضا. لقد رخصت سيارتى حالا، ومن المدهش أن يكون هناك سبب لتوقيفى. قال الضابط بلطف: أين الاستيكر الإلكترونى للسيارة يا أستاذ ظريف؟ بهت ظريف للحظة، ونظر إلى حيث أشار ضابط المرور على الزجاج الأمامى للسيارة الذى خلا من أية ملصقات، ليتذكر ظريف أمر الاستيكر الإلكترونى الذى سدد ثمنه فى المرور. لقد نسى طلب تركيب الاستيكر الإلكترونى من الموظف المختص بالمرور قبل مغادرة الموقع فرحا بتمام الترخيص. وأوضح ظريف الأمر لضابط المرور الذى تفهم الموقف سريعا وترك ظريف يغادر المكان عائدا إلى مجمع المرور الذى رخص السيارة، ليلحق بالموظف المعنى بتركيب الاستيكر قبل انتهاء ساعات العمل وإغلاق المجمع المرورى.
وصل ظريف الى المجمع المرورى قبل برهة من انتهاء مواعيد العمل به، وأسرع يبحث عن الموظف المطلوب والاستيكر الإلكترونى الهام فلم يعثر على الرجل. أسقط فى يد ظريف الذى كره أن يغادر المرور دون الاستيكر وإلا تعرضت السيارة إلى المخالفة الجسيمة وربما سحب رخصة السيارة ورخصته الخاصة. وبعد لحظات من التفكير قصد ظريف مباشرة إلى رئيس المرور طالبا مساعدته فى العثور على المسؤول عن تركيب الاستيكر، حيث أشار رئيس المجمع الى أحد مساعديه فورا وأمره بمساعدة ظريف. تحرك المسؤول المرورى فى الحال مع ظريف، فأحضر جهازا صغيرا وتوجه إلى سيارة ظريف ووضع الاستيكر الإلكترونى فى منتصف الزجاج الأمامى، ليرتاح ظريف أخيرا وتهدأ أنفاسه.
حمد ظريف الله كثيرا على انتباه ضابط المرور الذى لاحظ غياب الاستيكر من زجاج سيارته وسمح له بالعودة إلى مجمع المرور لعمل اللازم، وإلا لكان ظريف قاد السيارة مسافات بعيدة قبل أن يلاحظ اختفاء الاستيكر وتلحق سيارته وتلحقه مخالفة جسيمة وغرامة كبيرة. وعند الميدان العام مرة أخرى حيا ظريف ضابط المرور النبيه: شكرا جزيلا.