اللقاح لا يرفض
قد لا يستغرب المرء من تصرفات البعض من قليلى التعليم محدودى الثقافة حين يصدقون ما لا ينفعهم ويضرهم فى صحتهم وفى مستقبلهم ويحول بينهم وبين التعاون مع النظم والبرامج التى تهدف إلى حماية الناس ووقايتهم من وباء جامح ومستشر فى العالم. أما أن نسمع عن متعلمين ومثقفين يشترون أختاما مزورة على شهادات صحية لا قيمة لها، ليهربوا من تلقى لقاح هام قد ينقذ حياتهم وحياة من حولهم فهذا هو الأمر الغريب حقا.
إن الناس تفتح آذانها لكل ما يمر بها من أخبار وتحاليل وتقارير إخبارية وطبية، ولكن المرء - فى النهاية - يحترم ما تقدمه الدولة من توجيه صحى ويعمل على التقيد به، لأن الدولة تبحث عن صالح الشعب وعما هو خير له ولا تقدم إليه إلا ما تراه السبيل الأمثل لوقاية الشعب من شرور الأمراض والأوبئة. ولا يلقى المرء بالا إلى كثير مما يدور فى سماء وسائل التواصل الاجتماعى على ألسنة وأيدى الكثيرين من محبى تحقيق السبق فى نشر الأخبار المفزعة والمنفرة من كل صنف ولون دون نظر إلى تأثير تلك الأخبار المفزعة والكاذبة - فى كثير من الأحيان - على الغير، كما لو كانوا لا يبصرون العواقب الوخيمة لتصرفاتهم الماجنة حقيقة.
الإنسان يقرر ويختار لنفسه - مهما أحيط بتقارير وأخبار - خاصة إذا كانت هذه التقارير والأخبار آتية من غير ذى صفة ومن أناس يتسلون بنشر الأخبار والتقارير المثيرة - على أساس من الكذب أو الجهل - طمعا فى إعجاب البعض من الناس، وربما لأهداف أخرى غير وطنية. ويستطيع الإنسان أن يرى بنفسه كيف يصارع العالم كله وباء كوفيد - 19 باللقاحات المتنوعة والإجراءات العديدة المتنوعة المتباينة الشدة، ليدرك مدى خطورة وباء كورونا على حياته وعلى حياة أسرته ومن حوله. كما أن رؤية الإنسان لما يتخذه العالم من إجراءات مشددة - فى ظل استمرار وتصاعد الاصابات والوفيات بسبب وباء كورونا - يشجع على ويدعو إلى سرعة الحصول على اللقاحات التى تقدمها الدولة مشكورة حماية لنا. فاللقاح الذى تقدمه الدولة لا يرفض مطلقا من كل عاقل مسؤول. أما الأقدام على تشجيع المجرمين من المزورين الباحثين عن بعض المال - بشراء شهادات تطعيم مزورة منهم - فهذا عمل غير قانونى أيضا وقد يعرض صاحبه للمساءلة، إذا ما قدم مستندا مزورا لإثبات حصوله على اللقاحات المفروضة فى الدولة.
بالإضافة إلى ما تقدم، فإن العبرة - فى مسألة إثبات الحصول على اللقاحات المفروضة محليا - بتسجيل مركز الصحة المختص بواقعة حصول المواطن على اللقاحات - كل فى حينه - إلكترونيا على الموقع المعنى بذلك طرف وزارة الصحة. أما الشهادة الورقية بيد المواطن، فهى فرع وليست أصلا.