النظافة تاج يزين صاحبه
اهتمام الإسلام بالنظافة أمر ليس له نظير، وإذا كانت أول آيات الوحى التى صافحت قلب النبى صلى الله عليه وسلم قد تحدثت عن العلم فى قوله تعالى: (اقرأ) فقد تلتها سورة أمرت بالنظافة فى قوله تعالى (وثيابك فطهر).
إن الإسلام يجعل النظافة جزءاً من العبادات، فالدخول فى الإسلام يبدأ بالطهارة قبل النطق بالشهادتين، وهل تصح الصلاة فى أى وقت إلا بالوضوء أو التيمم؟ إن للاستحمام فى الإسلام أسباباً كثيرة بعضها واجب، وبعضها مستحب.
ومن الأمثلة التى يستدل بها على عناية الإسلام بالنظافة، ما يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظافره".
لقد جاء الإسلام فى وقت لم يكن الناس فيه يعرفون شيئاً عن أهمية النظافة فى محاربة الأمراض، فجاء الإسلام يرشدهم إليها بعبارات مبسطة، مخاطباً إياهم على قدر معارفهم وعلومهم.
وقد ربط الإسلام النظافة بالعقيدة، وجعلها جزءاً من تعاليم العبادة والصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: "الطهور شطر الإيمان".
لقد جعل الإسلام النظافة سلوكاً ملزماً للمسلم فى كل أمور حياته، وليست لمجرد الخوف من المرض، وما أعظم أن تكون النظافة غاية لذاتها، قبل أن تكون وسيلة لمنع المرض!
لقد اعتنى الإسلام بالنظافة فى شتى صورها سواء أكانت فى: الفم والأسنان، أم الطعام والشراب، أم مصادر المياه، أم المساكن والشوارع، قال صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق".
وختاماً أقول: كم عنيت الشريعة الإسلامية الغراء برعاية نظافة الإنسان وطهارته، بل وجعل المولى -عز وجل- النظافة والطهارة سنة كونية حينما قال تعالى فى سورة الفرقان: (وهو الذى أرسل الرياح بشراً بين يدى رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهوراً).